|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأثنين  3  / 11 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

"أغد ديمقراطي" أم "إلحاقي"

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


يعرف الجميع عن الأمين العام المؤسس للاتحاد الوطني الكوردستاني، العم المعلم جلال طالباني، أنه حاضر البديهة بقدرته على ابتكار النكتة والمزحة في احلك الظروف، وقلما سمعنا عن غضبه وسخطه الشخصيين.

لكن في ايار 1987 كتب بأشد عبارة الغضب والسخط مقالة يرد فيها على بعض "الثوريين" الذين صاروا دعاة لمفاهيم الألحاق القسري لمكونات العراق، تماماً مثلما كان حال الاشتراكيين البيض من جماعة كيرنيسكي، حين باتوا يتحدثون عن "الروسيا" الكبرى ومواصلة الحرب دفاعا عن "هيكل" النظام القيصري المتهرئ. وفي رده على الأتهامات لثورة كردستان على الشمولية وحلم" ابنائها طالب "الثوريين" والديمقراطييين والقوميين العرب التمييز بين رغبة شعب كردستان في تعايش حر ديمقراطي مع اشقائه عرب العراق،وبين "الإلحاق" القسري لهم بالدولة العراقية، بعدما كانت مملكتا بريطانيا والعراق قد اعترفتا بمملكة كوردستان التي اعلنها المرحوم محمود الحفيد في مذكرة بريطانية بتاريخ 22/12/1922، التي تم فيما بعد الالتفاف عليها بقوة الحراب البريطانية.

ومع هذا ظل الأمين العام المؤسس يتباهي بانه كردي عروبي الهوى والنزعة، من منطلق وعيه الثوري بالعلاقة الجدلية بين انتصار حركتي التحرر العربي والكردستاني. ومن هذا المنطلق وحده كان الحرص الكردستاني، بشخص طالباني ومعاونة السيد مسعود بارزاني، على تقديم كل المقترحات التي تعزز مأسسة الدولة العراقية المدنية الديمقراطية بعد خلع الشمولية، من منطلق ان هذه الدولة وحدها القادرة على استيعاب عدالة مطالب كردستان العراق، حد أن الكرد هم من مكن العديد من الشخصيات من اعلى مواقع السلطة بلا مباهاة بل بموجب الوثائق.

واليوم، بعد كل التصعيد الذي انزلقت إليه رئاسة الحكومة السابقة، حرص الكرد على فتح صفحة جديدة مع حكومة السيد العبادي، بل هم بشخص المكتب السياسي لـ"يكتي" في بغداد يحاورون اشقاءهم من القوى السياسية التي استهدفها النظام الشمولي، بحثاً عن السبل الكفيلة ليس لأسترجاع مستحقات الموظفين وبقية مواطني كردستان، إنما العمل على تعزيز لحمة التضامن الكفاحي في مواجهة الإرهاب ودحره وغذ السير في بناء العراق الجديد.

وفي يوم السبت المنصرم كان قادة الكتل الكردستانية في البرلمان العراقي قد زاروا مكتب الأمم المتحدة والسفير الأميركي للأعراب عن شكرهم لمواقف الأسرة الدولية في مساندة كوباني والعراق والبيشمركه في محاربة الظلاميين، وكان حديث الرؤوساء آلا طالباني وطارق صديق رشيد، وهوشيارعبد الله ومثنى أمين واحمد حما رشيد، يؤكد اهمية وحدة الصف للأنتصار على الإرهاب والبناء، لكنهم لم يخفوا احساسهم بالحيف حين تدفع رواتب موظفين باتوا ضمن احتلال داعش، فيما يحرم البيشمركه والكرد مقاتلو داعش من مستحقاتهم.

إن التنازلات الضرورية الصعبة التي تحدث عنها السيد العبادي هي اليوم استحقاق ملح من اجل العراق، واستحقاق من اجل تثمين بطولات المقاومة ضد داعش، واستحقاق يؤكد "الاتحاد الأختياري لمكونات العراق وليس "الإلحاقي" .. فهل نعي منعطف مفترق الطرق الخطير؟!؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter