|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

الثلاثاء  28  / 4 / 2015                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مراجعة للتاريخ في اربعينية سعد صالح جبر

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


نشأ جيلا الأربعينات والخمسينات في بيئة اجتماعية متفتحة متحمسة لـ"الوطنية العراقية"، والإدانة المسبقة لـ الأمير عبد الإله الوصي على العرش ونوري باشا السعيد وصالح جبر، بالعمالة للإنجليز بدون تردد او تأمل للمعطيات الدولية وحروبها المتنوعة.

وجاء صالح جبر الزيدي لرئاسة الحكومة ليصوغ العلاقات العراقية البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية، اثر انتصار المعسكر "الديمقراطي"، الذي كان قبل انضمام السوفيت للحرب ضد المانيا يسمى بالمعسكر الرأسمالي، فكانت هناك حريات ملحوظة رخصت فيها احزاب مرتبطة بالحزب الشيوعي.

ولن اخوض في تفاصيل معاهدة بورتسموت التي وقعها بالأحرف الأولى صالح جبر مع حكومة اتلي - بيفن العمالية، راسمة تعاوناً ثنائياً شاملاً. وحسب ما يقول شاعر العراق والعرب محمد مهدي الجواهري في مذكراته "إن عبد الإله اعلن بالإذاعة إلغاء اتفاقية بورتسموث إثر الأحتجاجات الواسعة، لكن تصعيد "الوثبة" في اليوم التالي لم يكن له "معنى""، فسقط الشهداء، ضمنهم شقيقه جعفر.

لماذا هذا التصعيد ؟ يقول المناضل عبد الحسين الخليفة الذي كان في سجن الكوت مع الشهيد فهد، وأكده لي الشهيد شهاب التميمي، أن فهد قال "لو كنت خارج السجن لشكلت حكومة"، ما يعني انه تصور ان الانفلات المؤقت للسيطرة على الشارع مناسب لإقامة سلطة على غرار "الديمقراطيات الشعبية" في وسط اوربا.

وقادت بدايات الحرب الباردة، التي كان الشيوعيون طرفاً فيها بدون قصد، والمخطط الأميركي لتصفية النفوذ البريطاني في الشرق الأوسط، والمخاوف السعودية من تعاظم دور الهاشميين، وتحفظ الشاه الأقرب لأميركا بسبب تنازع اسرته مع لندن، إلى تصعيد كان قد يؤدي إلى إقامة افغانستان مبكرة قبل 30 سنة من كارثة الانقلاب الإفغاني عام 1978. بجانب قضية تستحق التأمل كون رئاسة الوزراء كانت عادة من حصة السنة، ومجيء شيعي ونجاحه بعقد اتفاقية استراتيجية يتعارض مع الدولة العميقة التي ترسخت بعد عام 1920.

كان كبش الفداء لهذه الصراعات الدولية والإقليمية وتركيبة الدولة رئيس الوزراء الشيعي "الشرقاوي" صالح جبر.ولحد اليوم هناك طروحات تذكر رجالات العهد الملكي ببعض الخير، على الأقل فيما يتعلق بمجلس الأعمار ومنجزاته، لكن احداً لم يتجرأ الحديث عن عبد الإله الوريث الشرعي لعرش نجد والحجاز الذي مُثل به ابشع تمثيل في تموز 58. وقل من يشهد لـ صالح جبر العصامي بشيء من المنجزات.

ولم يكن نصيب ابنه الفقيد سعد صالح جبر بأفضل حظاً من ابيه، برغم انه انفق كل ما يملك لصالح المعارضة الديمقراطية، فرحل دون تأبين لائق من الأغلبية عدا د. فؤاد معصوم وصفية السهيل.

مع هذا لا بد من وقفة في اربعينية "سعد" ولا بد من مراجعة لتاريخ وثبة زالت مبررات تصعيدها على حد تعبير الجواهري.


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter