|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأربعاء  27  / 8 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

كلهم دماؤنا

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


من المؤسف حد مخجل أن بعض من يكتبون في الإعلام، كذلك على مواقع التواصل الأجتماعي، بجانب بعض السياسيين، يدينون جرائم ارتكبت في مكان دون مكان آخر من وطننا العراق.

والأكثر إيلاماً ان البعض يتساءل لماذا هذا الأهتمام بهذه الجريمة دون الجريمة الأخرى بصيغة لا تدين الجريمة، وإنما تتناساها، واحياناً ما هو أسوأ، في حين ان مبادئ المواطنة العراقية والقيم الإنسانية تستدعي منا جميعاً إدانة اي تعدٍ على اي انسان بغض النظر عن جنسيته وطائفته، فهذه هي القيم المنصوص عليها في الدستور، بل والأعمق هذه قيم الأديان السماوية، عدا الإرهابيين الذين يحرفون قيم السماء والأرض لتبرير تعطشهم للدم وقتل الأبرياء، ضمن مفاهيم تتخطى الأفكار التي مارسها الرعاع خلال ايام الثورة الفرنسية و"دكتاتورية البروليتاريا" في مواجهة وحشية جيوش البيض التي هاجمت ثورة اكتوبر.

ومن المؤكد أن اصوات بعض المواطنين المتحمسين ما كان لها ان تأخذ هذا الأنجراف الطائفي اللاانساني لولا بعض طروحات سياسيين ممن يطلقون تصريحات موغلة في الطائفية، واحياناً تشفياً ضمنياً، يمكن لأي فقيه في القانون الأستدلال به في إقامة دعاوي قضائية ضدهم للضرر الذي يلحقونه بالسلم الآهلي بتصعيد الكره بين اطياف المجتمع.

وقد جاءت بيانات الرئاسات الثلاث واعية لمخاطر بعض الطروحات، فكل من قتل أو جرح في سبايكر وفي سنجار وفي الجوامع والحسينيات مواطن عراقي، كان من واجب الدولة حمايته، وإراقة دمه أو الحاق الضرر بممتلكاته او تهجيره جريمة تستهدف اسس الدستور في حماية الحقوق الشخصية والعامة للمواطنين والأطياف، الذين هم الشعب العراقي كله.

إن بعض الشبان الساذجين المأخوذين بحماس احمق يتناولون جرائم اعداء السنة والشيعة والازيديين والمسيحيين وأي طيف عراقي آخر في مقارنات لا تنسجم مع أية قيم إسلامية أو معاصرة، ولو كان هؤلاء مقلدين لأي مرجعية من المراجع الدينية، سنية او شيعية، عدا التكفيريين، لكان موقفهم ينسجم مع ما طرحته المرجعيات الجليلة في شجب اي اعتداء على أي مواطن عراقي، فللدولة والمواطن واجبات في مقدمتها التأزر الجمعي في منع أي اعتداء على أي مواطن، فكيف حين تصل الأمور إلى جرائم إرهابية ضد الإنسانية في قتل العراقيين في سنجار وسبايكر وجامع مصعب بن عمير والعشرات من الحسينيات. إن كل من يقتله الإرهابيون من المسيحيين والأزيديين والسنة والشيعة شهيد من شهداء الطموح في الديمقراطية والعدالة، شهيد طموح العراقيين في بناء دولة التآخي والبناء، وليس التناحر والردح الإعلامي التحريضي الذي يلجأ له البعض للتستر على اخفاقهم في إدارة الدولة، واصبحت طروحاتهم جزءاً من اجواء التحريض على الكره وعدم الثقة الذي يوظفه الظلاميون لهدر دمائنا كلنا نحن العراقيين وبقية الإنسانية.

نعم نحن مع حرية الرأي لكنه الرأي المسؤول، ومع القوات المسلحة والأمنية في الدفاع عن الدولة، لكن ليس مع أية مليشيات.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter