|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأربعاء 27/2/ 2013                        حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الشعارات

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com

منذ الخمسينات والشعارات تتحكم بالمزاج الجماهيري، ولم يأتّ هذا من فراغ، إنما من طموح الإنسان الفرد في الأستقلال الوطني والحرية ولقمة خبز لائقة.
 
وكانت المواكب الحسينية ولقاءات "المكاتب" الإسلامية تردد الأفكار في شعارات تلقن الجماهير بها، فتتحول إلى موجة سخط ضد الأنظمة "التقليدية" في مصر، وبعدها في العراق ولبنان واليمن، وحالياً في مصر وتونس. سقطت عروش وجاءت انظمة جمهورية تبشر بالإستقلال والحرية و"الخبز المنقوع بالكرامة"، وصار عبد الناصر نصير الفقراء، لكنه ساهم في قتل نصير فقراء العراق الفريق عبد الكريم قاسم، ضمن مخططات دولية مع الأسف(!؟) وكان عبد الناصر قائد معارك مصر الكنانة في "نصر" 56 و"نصر" 67"، في تشخيص دقيق للمرحوم عبد الرحمن البزاز. وكان عبور المرحوم السادات ودفعه حياته ثمناً لإتفاقية منفردة رسمت للعرب حقوقاً تفوق كل ما حققه قتلته ومن ساندهم.
 
وتوالت "انتصاراتنا" في الهروب من الأزمة الداخلية في شن الحرب على إيران، و"نصر" ام المعارك في غزو الكويت، وأخيراً كارثة الإحتلال عام 2003.
 
شعارات الهمت الجماهير حركة صادحة في نهاية الحرب الكونية الثانية ومطلع الخمسينات، لم تعد تصلح، فصارت غطاء تداعى وهزائم انظمة في هربت من حل الأزمة الاقتصادية وملف العلاقات الخارجية في تجنيب الشعوب الكوارث، لكن المغلوبين على أمرهم كانوا وقوداً لمعارك خسروا فيها حياتهم هرباً من أغلال الفقر والحرمان، ولم يتغير الحال كثيراً.
 
ونواجه اليوم في الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية كل عام مشكلة التصويت على الموازنة، فالطرف الحكومي وحلفاؤه يدمغون يشعاراتهم كل من يعترض بـ"عرقلة تشغيل العاطلين وتوفير الخدمات"، والمعارضة ترد بـ"عدم توازن توزيع الموارد، وغياب الشفافية، ونقص خطير في فلسفة تعالج ترتقي بالمستوى المعيشي للمواطن". وقد كانت الأستجابة لمطلب العراقية بتحويل 1.3 ترليون دينار لتنمية المحافظات والأقاليم مطلب بناء.
 
لكن الصادحين بالدمغات الجاهزة يكيلون الكثير في معالجة بقية الأبواب، دون ان يطرقوا صلب الموضوع، فالمادتان 111 و112 في بنديها أولاً وثانياً واضحة كلية، وهي بحاجة إلى تشريع قانون للنفط والغاز يضع اقدامهما على الأرض بعيداً عن اية اجتهادات.
 
أزمة الموازنة ستظل قائمة سنوياً ما لم يشرع قانون النفط، وحتى في حالة تشريعه، فأننا بحاجة لشفافية أمام راي عام فاعل، وليس ملقن. والماساة أننا عشنا بالشعارات وقتلنا بالشعارات، ونقاتل او نخاصم بعضنا بالشعارات، لكن احداً لم يتبن نظرة موضوعية لحل الأزمة، لا تجيش الراي العام ضد أي خصم أو طرف نختلف معه، إنما ننمي معايير لتشخيص المواطن مصالحه الحقيقة في السلم الآهلي والتنمية ومحاربة الفساد، في اتحاد طوعي حر لمكونات الشعب، يذوَّب شوائب الطائفية والمحاذير والشكوك القومية، ويرعي الفقير ويضمن حقوق رجل الأعمال والغني، لكنه يبتر الفساد.
 
لكن الأسهل هو الشعارات المغطاة بحلاوة تلقين يسوسناإلى الكوارث!؟

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter