|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأثنين  27  / 10 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ضرورة التحالف الستراتيجي و"تطويره"

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


تخطى أمين عام الاتحاد الوطني الكردستاني كل البيئة الناجمة عن اقتتال التسعينات في توجهه إلى اربيل والعمل على صياغة ما يحول دون تكرر الاقتتال المأساوي الذي خسر فيه الكرد جميعاً، واستفاد منه اعداء الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية.

أدرك مام جلال، وتبعته القيادات الكردستانية الأخرى، إن الأقتتال الكردستاني كان كارثة بحق، تضعف الصف الكردستاني في مواجهة الشمولية، وتحول دون بناء "نواة" مشرقة جاذبة لما يتطلع له مواطنو كردستان الكبرى من نظام سياسي اجتماعي اقتصادي يحقق السلم الأهلي في الإقليم.

من جانب آخر فأن القوى الديمقراطية في العراق عدت الاقتتال كارثة تحدق بـ"الملاذ الآمن" لأعداء الشمولية، وكما يقول د. عادل عبد المهدي ود. احمد الجلبي فأن وحدة الصف الكردستاني ضرورة لتحقيق وحدة صف عراقي لكل القوى الديمقراطية المدنية الاتحادية وانتصارها في بناء نظام معاصر.

وعملياً فأن ثقل مام جلال وبقية القيادات المؤسسة للاتحاد الوطني الكردستاني لعب دوره في ترسيخ التحالف الستراتيجي، بجانب وعي الحليف للثقل الموضوعي الذي يجسده يكتي، حيث كانت إدارة الإقليم تتم وفق درجة ملحوظة من التناغم النسبي وبمشاركة من بقية القوى السياسية الديمقراطية والإسلامية.

ويراهن البعض على الغياب الميداني لقيادة مام جلال، ضمن توجه يسعى إلى مصادرة استقلالية يكتي وبقية القوى السياسية، التي قبل البعض منها مبكراً بـ"مرجعية" خارج مؤسسته الحزبية، ضمن محاولة البحث عن فرص افضل في إدارة الإقليم. لكن مدرسة طالباني تدرك بحكم عمق فكرها القومي والاجتماعي والاقتصادي الحدود الفاصلة بين صياغة قرارات الإقليم وقرارات القوى السياسية، وهي تشخص بصلابة ضرورة ان تكون قرارات الإقليم نتيجة لحوار قواه السياسية وبلورة مواقف مشتركة، وليس ترأس طرف للأحزاب والقوى الكردستانية في نهج يصادر استقلاليتها.

وبقدر ما يتميز هذا الوعي بالخصوصية الذاتية لقوة سياسية أصلها ميدان النضال في وجدان الجماهير، فأن يكتي يواصل بصلابة وعي نادر تمسكه بنهج مام جلال في الحرص على التحالف الستراتيجي، مع ضرورة اخذ المتغيرات بعين الاعتبار. لكن ليس بمعنى مصادرة الرأي ألآخر، إنما اخذه بالحسبان، بالأخص عندما يتعلق الأمر بحماية مكاسب الإقليم، وعدم العبث بها في مزايدات خاسرة.
إن الحرص على التحالف الستراتيجي، والوعي بمتغيرات الساحة السياسية، احد ملامح جدلية فكر يكتي، ومن ملامح عطائه اسقاط شعارات المزايدين، ووضع كل طرف على حقيقته امام جماهير كردستان وبقية العراقيين، بالأخص الديمقراطيين المدنيين الاتحاديين.

ومن هذا المنطلق يظل يكتي قوة جماهيرية مزدهرة تحرص على سلامة الإقليم والمواطنين وازدهار فرص حياتهم، بحشد كل الطاقات الكردستانية للمزيد من مأسسة الإقليم، ومراجعة أي شكل من التفرد في السلطة والقرارات المصيرية.

وسيظل التمسك بهذا النهج السلمي المتوازن الضمانة لتحقيق المطالب المشروعة لكردستان العراق بالتزامن مع الأنتصار للديمقراطية المدنية بالعراق، وتعميق "الحث" الكردستاني العراقي للإنتصار في بقية كردستان الكبرى.

وكل نهج آخر هو كارثة نهايتها مثل غدر نظام الشاه، لكن هذه المرة من "امبراطور" آخر.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter