|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الجمعة 26/10/ 2012                        حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مسؤولية المفترق التاريخي

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com

دعوة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي ألا تكون لقاءات السياسيين للمجاملة مطلب شعبي عراقي، فالعراقيون ملوا التصريحات الإنشائية عن العلاقات الوثيقة والروابط التاريخية والتراث النضالي المشترك، يريدون افعالاً تنتشلهم من الأزمة الكبرى.

توسم المواطن نقلة نوعية في مستواه المعيشي، وليس سلة "نقدية" لدنانير يبتلعها التضخم والفساد، وتعميقا لروابط مناضلين ضد الشمولية، وليس تجاذبات حد الشتائم في احيان مؤسفة، من متنفذين محسوبين على هذا الطرف أو ذاك. وتوسم ترسيخ الأخوة والتعايش بين المكونات بعيداً عن التلويح بالسلاح، لكن بعض محترفي شم الإمتيازات، أكانت لدى الجنرال بيترايوس أو مسؤولين حاليين، يردحون في التأجيج ضد اخوة المكونات، يعتاشون على "نهب" ارض ومساكن وحتى اثاث عوائل كوردية وتركمانية ومسيحية في كوردستان، خصوصاً المناطق المستقطعة من "منطقة الحكم الذاتي".

إن المالكي مصيب كلية في الحاجة إلى الصراحة وتكريس المصالح العليا للوطن، والسؤال الكبير ما هي مصالح الشعب؟ بالتأكيد يعرف المالكي قبل غيره "تحريم" هدر دماء الكورد وبقية العراقيين بالقمع، فقد افتى بهذا سماحة الإمام آية الله العظمى محسن الحكيم، والمالكي ودولة القانون، وكثر من التحالف الوطني، من المؤمنين بحرمة دم العراقيين، لكن هناك من جبلوا على سفك دماء كل من يريد تقويض السلطة المطلقة، ومن عمته شهوة السلطة فصار منطقه شمولياً، ومن اغرته الأموال وبعض الجوار، فتخلى عما انتدب نفسه له.

كان المالكي شجاعاً ووفياً لتاريخه السياسي عندما وقع وثائق بين دولة القانون والتحالف الكوردستاني، وهذه الوثائق هي بعض من اعاد تشكيل الدولة والأمل في مستقبل مستقر، وحتى تناوله للمصالحة الوطنية وكل ما نفذه مستشاره السيد عامر الخزاعي، خطوات على الطريق الصحيح، المطلوب غذ السير في إستكمالها، فوثيقة "ائتلاف" دولة القانون والتحالف الكوردستاني لمصلحة الوطن العليا، كذلك المصالحة ليس فقط بتغليب العدالة على المساءلة، إنما غلق هذا الملف و"بعبع" تهديده لكل من يختلف مع السلطة، وبالطبع الحفاظ على لب التوافق الوطني:الدستور والإصلاحات الملحقة به في اربيل، فكلها ورقة رابحة بيد المؤمنين، من المكونات، بعراق مستقل مستقر على طريق الإزدهار.

سمعنا الرئيس طالباني يشهد حقاً برفضه لوم المالكي على الأخطاء مؤكدا "شراكة"الجميع فيها، وشهدت رئيس الإقليم السيد بارزاني يقول وكل امارات الصدق في صوته وملامحه، وهو حفيد أسرة صوفية، " السيد نوري المالكي صديقي، بل صديق مقرب"، واعرف جيداً ان الدول لا تبنيها الصداقات، لكن مصداقية المنهج "تغنيه" الصداقات، ولطالما نردد اننا نريد بناء عراق جديد، فلم يتسلل الفاشيون وتجار الأزمات وراكبيها، ولدينا مسؤولون منهم: طالباني والمالكي وبارزاني وإبراهيم الجعفري واسامة النجيفي وبرهم صالح ورافع العيساوي؟

إنه تحدٍ لجهود الرئيس طالباني، الذي يبذل جهداً جباراً، وتحدٍ لكل الشركاء، بالأخص المالكي وبارزاني، ليس شخصنةً، إنما رهان المنهج والقوى على تأمين مسيرة العراق الاتحادي الديمقراطي المدني الموحد.

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter