|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الجمعة  25  / 7 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مبارك لرجال ثورة الجبل العراقية الديمقراطية

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


في عام 2010 عندما جرى الحديث عن تسمية مرشح عربي مقابل الرئيس جلال طالباني، واصر رئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني على ان طالباني مرشح التحالف الكوردستاني لرئاسة العراق، كتبت عموداً في صحيفة النور التي رأس تحريرها الزميل عصام فاهم العامري "اخطأ التحالف الكوردستاني" قلت فيه أن السيد طالباني هو مرشح العراقيين جميعاً، والعرب قبل الكورد والتركمان وبقية المكونات."

لم يكن في حينها طالباني بحاجة إلى تزكية كاتب عمود مغمور، بل كنت بحاجة للبرهنة على قدرة استقراء وجدان ومشاعر جماهير العراقيين فيمن هو الأصلح لرئاستهم في ظرف صعب. وكما عهدنا قائد الاتحاد الوطني الكوردستاني، كان بفكره وموهبة لطف حضوره الودودة اللاذعة يتخطى التوتر، لاستخلاص إرادة خير الجميع.

ولم يكن ما حققه طالباني للعراق مفاجأة لكل مؤمن بالمنهج الوطني والوشائج الوثيقة بالأمة العربية والإسلامية ومتابع لحملَّة رسالتها، حتى كان غيابه، فتداعت الأزمة، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.

وحين يستقر خيار الكتل الكوردستانية على ترشيح رفيق درب مام جلال د. فؤاد معصوم للرئاسة، فأنه يقدم للدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية استكمالاً للخبرة الطالبانية الفذة ذاتها في حماية الدستور وسيادة القانون والدفاع عن وحدة اراضيها، بالإيمان العميق الصادق بقيم احترام مكونات الشعب، وحرمة حقوق الإنسان، اللذين بدونهما نرجع إلى عقود التسلط والدكتاتورية.

تمسك د. فؤاد معصوم، احد ستة مؤسسين أوائل للاتحاد الوطني الكوردستاني، مع بقية المدرسة الطالبانية، بتحويل مفردات "ثورة العراق من الجبل لإقامة الديمقراطية" إلى واقع معاش بصياغة دستور يجسد طموحات العراقيين ويقترب من روح العصر، بتطمين الجميع في ان لكل منهم مكاسب في الوطن، ولم يظن للحظة واحدة ان القوة هي الخيار لحل المشاكل، إنما يؤمن قادة الاتحاد بالصبر والحوار وتفكيك الأزمات وتحري نقاط الالتقاء مهما صغرت للبناء عليها، لبنة في ضمان قيم الديمقراطية في الممارسة وليس الشعارات الفارغة.

ود. معصوم من اسرة تفقهت بالدين، فكان لوالده في كويه رواق لدراسة الإسلام، إسلام الحرية ورفع الظلم والأنتصار للضعفاء، وسيرته وفية لنهج والده الذي اكد بأن الإسلام يرفع قدر من يموت من اجل الحق، ومن مات في ثورة ايلول شهيد مآله الجنة. ودفع الشيخ معصوم سنين من حياته معتقلاً لفتواه، ودفع من استخف بنبؤة الشيخ واصطفافه مع الثورة حياته ثمناً لتطاوله على رجل دين آمن بالعراق ويعي حقوق كوردستان.

خطوة موفقة على الطريق الصحيح، فنحن بعدما استنفذ الرئيس طالباني فترتيه الدستورتين، نصوت لرئيس من المدرسة ذاتها وبخبرات رجل دولة اختزن تجربة الثورة الكوردستانية، ونضال الشعب العراقي من أجل حياة افضل.

مبارك للعراق رئيسه، ومبارك للرئيس معصوم مسيرة تتزايد اعباؤها من أجل خير العراقيين، عرباً وتركماناً وكورداً، وخير المنطقة والإنسانية.


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter