|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 السبت  25 / 1 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الآمال الكركوكية الكبيرة

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


من يمر بكركوك تربكه مقتربات الجسور الحديثة، ومشاريع الجسور ومقترباتها غير المكتملة، ترسم ملامح مضافة لمدينة كانت منسية ملقاة في احضان الشيخوخة.

وتشكل الأحياء العديدة المقامة، سواء احياء لمعالجة حالة المتجاوزين على مرافق عامة مثل المدارس والملاعب، او الأحياء الأستثمارية، اضافة غير معهودة لمدينة كانت تبهر بحداثتها في الخمسينات والستينات، لكنها آلت إلى التداعي مع الثمانينات وما تلاها، بفعل سياسية حروب النظام الشمولي والممارسات الشوفينية والطائفية في معاملة مواطني المدينة، فحرمت حى من فرص التحديث والترميم.

ويجمع الكركوكيون على ان السنوات الثلاث الأخيرة شهدت نهضة عمرانية ملموسة، لعل من اهمها اقامة العديد من المستشفيات، وتوفير المزيد من المدارس التي زادت على 200 مدرسة، مع استمرار الحاجة إلى ما يزيد عن هذا العدد من المدراس لتدارك حالة الدوام المزدوج أو الثلاثي.

وبعد أن كانت الكهرباء حالة ميؤس منها في كركوك، باتت المدينة تنعم بساعات مريحة من توفر الكهرباء تضاهي ما عليه الحالة في مدن إقليم كوردستان.

وما كان لهذا التغير الكبير في حالة كركوك التي اخذت تشع بريق جمال افتقدها الكركوكيون لولا الإدارة المتميزة للمحافظة، إدارة من نوع يتخطى العقلية الجامدة السائدة لدى البيروقراطية المتحجرة، حيث ان الفهم للقوانين والأنظمة يعني تلمس الحجة لعدم العمل، وترك التخصيصات الكبيرة تعود إلى خزينة الدولة الاتحادية، فيما هناك عشرات الأبواب من الأنفاق الملح التي تحتاج شجاعة مناقلة ابواب موازنة المحافظة، وقبل هذا التدقيق المسؤول في منح عطاءات المشاريع لشركات تواصل تنفيذها بكفاءة ملموسة، من خلال سجلها وقدراتها الموثوقة، وليس منحها تحت ضغط التوصيات والنفوذ او المغريات.

إن ما تشهده كركوك من استعادة شبابها الذي اضرت به سياسة القمع والفساد منذ اواخر السبعينات، يشكل ملمحاً يشيع الأمل في نفوس مدينة عريقة كانت من أوائل مدن عطاء الباون ثم الدولار النفطيين. الأمل الذي وفر اكثر من 6000 لشباب عاطل من تخصيصات كانت لا تنفق، وفرص اخرى مضافة في مشاريع البناء المتنوعة، بجانب العمل على توفير خدمات متزايدة بالغة الحيوية، بكل ما تعنيه من تحقيق تراكم لخبرات الأيدي العاملة، بالتالي تحقيق الكثير من التنمية المتوازنة، مع الحرص على البيئة، بكل ما تعنيه من ضمانات لسلامة الإنسان والحفاظ على ارض قادرة على العطاء.

إن مثل هذه الإدارة التي تتجسد في شخص د. نجم الدين كريم وكل العاملين المخلصين بمعيته، سواء ممن ينفذون ما يتفق عليه في اجتماعات إدارة المحافظة، او من خلال الأسترشاد بالطروحات العفوية للمواطنين في شكاويهم وتصورهم للحلول التي تلهم الإدارة استنباط معالجات أو تغنيها، ينبغي الأقتداء بتجربتها في بقية المحافظات عموماً، وفي المدينة المتآخية معها تاريخياً: البصرة.

فهل تعمل السلطات الاتحادية على استلهام تجربة كركوك في العمران وبقية المعالجات، في مقدمتها النظافة، باستخلاص وتعميم معطيات هذه التجربة القيمة، حيث يجمع المواطنون من التركمان والعرب والكورد على عطائها؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter