|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الخميس  24  / 7 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مرشحو رئاسة الجمهورية

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


بموجب الدستور و شروط المرشح للرئاسة، فأنه من حق 1. اي عراقي بالولادة ومن ابوين عراقيين، 2. كامل الآهلية بلغ الأربعين من عمره، 3. ذا سمعة حسنة وخبرة سياسية ومشهوداً له بالنزاهة والإستقامة والعدالة والإخلاص للوطن، 4. غير محكوم بجريمة مخلة بالشرف، (المادة 68 من الدستور)، وأن لا يكون مشمولاً بقانون المساءلة والعدالة الترشح للمنصب الذي يرمز إلى سيادة الدولة ووحدتها وحماية الدستور والقانون.

وفي ديمقراطيات النظام النيابي، لرئيس الدولة مهام رمزية، لكن لهذه الرمزية ابعاد فاصلة خطيرة، ففي الهند اقال رئيس الدولة رئيسة الوزراء السيدة انديرا غاندي بسبب تهم بالفساد وسوء التصرف. وفي الباكستان الديمقراطية "المتعسكرة"، أقال الرئيس "عائلة بوتو" لتهم مشابهة.

وفي العراق حين تعالت الأصوات تنتقد السيد نوري المالكي، فأن رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني، ضمن وعيه لمسؤولياته في الحفاظ على السلم الآهلي، رفض دعوة سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء، وتحمل الكثير من النقد، مشيراً إلى ان "ليس المالكي وحده يتحمل مسؤولية الأخطاء، فجميعنا شركاء فيها"، لم يكن موقف طالباني مجاملة او استرضاء للمالكي وكتلته، أو ضد قوى سياسية ، إنما قناعة ضميرية وسياسية بأن البلاد لا تتحمل منعطفات حادة، في ظل وجود حكومة توافق وطني، بغض النظر عما إذا كان وزراؤها يقومون بمهامهم وفق برنامج الحكومة ومتابعته، أو انهم "مبهورون" ....

بعد الإنسحاب العسكري الأميركي وإستكمال السيادة، بات العراق بحاجة أكبر إلى مسؤولين يملأون مقاعدهم ويضفون عليها لمسات من فكرهم وخبراتهم المهنية، كما هو الرئيس طالباني. لكننا مع الأسف لا نجد هذا في عمل بعض المسؤولين، الذين بالتوافق احتل مقعده بعيداً عن "مواهبه"، وهذا جزء من الأخفاق في أداء الدور المنتظر منه.

وخلال ولايتين لـ "طالباني" حوَّل رئاسة الجمهورية إلى مرجعية تجمع كل الكتل السياسية وقياداتها والحث على تحري ما يخدم كل العراقيين بالاحتكام للدستور وقبله ديباجته التي رسمت طموحاً ناصعاً متفائلاً لمسيرة تستلهم قيم حضارة وادي الرافدين والرسالات السماوية التي احتضنها في السعي للعدل والتكافل.

أكثر من 60 مرشحة ومرشحاً لرئاسة الجمهورية، بعضهم لديه مواهب، مثل د. مهدي الحافظ (الذي اعلن انسحابه تجنباً للمزيد من تعقيدات المشهد السياسي)، بعضهم عرفناه ممن يصب الزيت على النار ويدفع نحو منزلق تأجيج الأزمة وهدر الدم، وبعضهم يتحدث عن الرئاسة وكأنها قضية "حقوق المرأة في المناصب" وليست ضمان حقوق العراقيين جميعاً في كل ما ينسجم مع القيم المعاصرة والحياة اللائقة. هم لم يفز بمقعد نيابي.

السؤال هل يمتلك البعض الشعور بالمسؤولية الذي عبر عنه د. الحافظ في سحب ترشيحه، أم للبعض غايات اخرى، منها تعقيد المشهد وتجاوز معايير التوافق الوطني التي نحن احوج ما نكون لها في هذا الظرف الصعب؟!؟

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter