|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأربعاء  24  / 9 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

شعارات السيادة والثلم المزمن

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


القتل الجمعي للأزيديين والمسيحيين والقوات المسلحة والأمنية في الموصل وسبايكر وأخيراً الصقلاوية عينات لما تواصل داعش الظلامية ارتكابه ضد العراقيين جميعاً. وهي جريمة انتهاك حرمة وطن ومواطنيه، تستدعي اكبر درجات الوعي والمسؤولية في تشخيص وحشد مستلزمات دحره.

ومن الجيد حرص قوى سياسية على الحيلولة دون احتلال جديد للوطن من قبل اي طرف دولي. لكن ما ينبغي الالتفات له والوعي به بعمق هو أن أكثر من 40% من العراق محتل من قوة لا تلتزم بأية اعراف أو تقاليد، وهي تحاكم العراقيين وتقتلهم على معتقداتهم، وتفرض على اطياف وطنية اصيلة تغيير معتقدهم. ومثل هذه القوة تمارس هجمات إرهابية في بقية ارجاء الوطن، ليس آخرها الكاظمية. بالتالي، وأمام معطيات الاختراق المستمر المؤسف للإجراءات الأمنية و"التراجع" غير المنظم للكثير من الوحدات العسكرية، هناك حاجة وطنية إلى دعم دولي، ضمنه الجوار. ووفق المعلومات المتاحة فأن "خبراء" عسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيران يدعمون العمليات العسكرية بعد كارثة الموصل وصلاح الدين وبعض أطراف كركوك. وتساند قواتنا المسلحة والحشد الشعبي غارات جوية اميركية وبريطانية وفرنسية متواصلة، اثبتت فعاليتها في دحر الهجوم على أربيل، و"تمهيد" ساحة المعركة في مناطق عديدة.

وبموجب المعطيات السياسية العسكرية فأن المعركة ضد الأحتلال الظلامي لن تنجز في اشهر قلائل، ما لم يتم حشد المزيد من القوات الكفوءة وخبرات التخطيط العسكري الستراتيجي والتكتيكي، وهذا يعني الأستعانة بأية خبرة من الأشقاء والأصدقاء، بضمنهم إيران في استعادة الأرض وإعادة المهجرين وإشاعة الأمن والأستقرار، وهذه كلها تحتاج إلى مجموعة من القرارات والاجراءات التي تصفي اي مظهر من التمييز بين العراقيين بأية ذريعة كانت، والعودة العملية لقيم المواطنة وتسييد قيم السلم الآهلي. لكن هذا بكل ما يعنيه من توفير قاعدة وطنية شعبية شاملة لقواتنا المسلحة والأمنية في حربها الوطنية، لن يحقق وحده سباقنا مع الزمن في انجاز التحرير. ومع أن للحشد الشعبي دوره في وقف التوسع الداعشي، لكنه لن يكون كافياً لطردهم، بالتالي ينبغي توظيف أية "خبرات" صديقة لدعم معركتنا بعيداً عن المزايدات والشعارات، فليس من بيننا قواد مثل ماوتسي تونغ أو هوشي منه أو كاسترو، بجانب حقيقة أن المعتدين يحظون بدعم مادي يفوق "صافي" المتحقق لقواتنا المسلحة والأمنية.

وما لم يكن للبعض مصالح في إشاعة الفوضى والمظاهر المسلحة غير المنضبطة، يبدو من الضروري تحري السبل الكفيلة بتوظيف الدعم الدولي بكل اشكاله على ساحة المعركة، وليس الحديث عن سيادة ثلمت في الأصل منذ خوضنا المعركة الخاسرة ضد الجارة إيران، وتعمق الثلم بغزو الكويت، حيث كانت الشعارات تصدح باتجاه والواقع العملي يقودنا باتجاه آخر، ما نحن فيه بكل سلبياته من معطياته المتقدمة والمتأخرة.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter