|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

الأثنين  23  / 11 / 2015                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

بين العبادي وقوات القمع

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


استمعت باعجاب كبير إلى رسالة رئيس الوزراء د. حيدر العبادي إلى المؤتمر الرابع للمجلس العراقي للسلم والتضامن، وهي رسالة عبرت عن "الإنحياز الكامل إلى صفوف جماهير العراقيين المطالبة بالتغيير، والإصرار على مواصلة التغيير في عملية الإصلاح التي بدأها رئيس الوزراء" على حد تعبير السيد فخري كريم رئيس المجلس، الذي اصر المؤتمر على إعادة انتخابه برغم اعتذاره ومناشدته المؤتمر باحترام مصداقيته في ضرورة عدم التمسك بالمسؤوليات لدورات عدة، لكن غالبية المؤتمر الكبرى رفضت أمنية فخري كريم.

ولفتت نظري باقة الورد الجميلة "الرئاسية" بألوانها المتعددة وذوق ترتيبها، فيما الحت على فكري صورة جماهير المتظاهرين وهم يضربون عند "حيدر دبل"، وتكال لهم افظع الشتائم التي لم نعهدها من احد طيلة السنوات الماضية بعد خلع النظام الشمولي. ووصل الأمر حد ان هذه "القوة الضاربة" بشجاعة متناهية لجماهير المتظاهرين السلميين تخلت عن ابسط القيم العراقية عند كيلهم بذاءات يندى لها الجبين للشابات اللواتي شاركن المتظاهرين في مطالبة مجلس النواب باتخاذ مواقف تتبنى الإصلاح المنهجي بتجاوز الطائفية والمحاصصة أولاً والتعاون الفعال مع رئيس الوزراء الذي تضع عدة اطراف العصي في عجلة حركته، ضمنها كتل نيابية رئيسة.

وبقدر ما بدت رسالة رئيس الوزراء مصممة واضحة الإرادة، فأن القوات التي تصدت للمتظاهرين الأسبوع المنصرم سجلت بوضوح ليس فقط انقسام في إرادة السلطة الفعلية، بل الأصح ان السلطات الفعلية تقف ضد الإصلاح وضد الدولة المدنية الديمقراطية، وهي تنتهز اية ذريعة للانقضاض على جماهير القوى الديمقراطية، مستعيدة ذات الأساليب التي مارسها النظام المخلوع.

إن هذه المقاربة بين ما يطرحه رئيس الوزراء وما تمارسه سلطات عسكرية وامنية، بكل المفارقات بين طروحاتهما اللفظية والممارسات العملية نذير شؤوم خطير، ليس فقط بشان الالتزام بالدستور واحترام حق التعبير والتظاهر السلميين، إنما العديد من القضايا الجوهرية في عملية الإصلاح، وفي مقدمتها استكمال مصالحة وطنية وإستعادة السلم المجتمعي ليكون القاعدة المادية المتماسكة لدحر داعش ومواصلة استكمال بناء القاعدة المادية للدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية.

ولعل من اخطر ما اقدم عليه القمعيون في التصدي لتظاهرة توجهت إلى بوابة البرلمان، هو التعريض المخجل بالمرجعيات، وعلى رأسها سماحة الإمام السيد علي السيستاني.

ولطالما رددت بأن القوى المتسلطة مستعدة لنقض البديهيات إن تعارضت مع مصالحها، فأنها ايضاً تعلن كفرها بـ"المرجعيات" التي طالما زعمت أنها ابنها الشرعي، لكون المرجعيات اصطفت مع الجماهير لمحاسبتها وكشف كل التجاوزات والفساد المالي.

وعسى ان تفكر القوى المدنية الديمقراطية في صيغ نضالية تتخطى التظاهر المجرد إلى صيغ "تضامن كفاحي" اجدى، وبما يضع قوى القمع من مخالب الفاسدين في مواجهة مع كل الأطراف المطالبة بالتغيير، وفي مقدمتها القوة المعنوية الكبرى للمرجعية ورموزها الجليلة.

ويظل السؤال الحائر لماذا صمتت رئاسة البرلمان عن ضرب المواطنين قرب بوابة "مجلس الشعب"؟!؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter