|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأحد 23/9/ 2012                                 حسين فوزي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تحريك المجتمع كله

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com

من المفيد أن يكون رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة صريحاً في تأكيده بأن القتل الجمعي للمواطنين لن يتوقف بدون تحرك المجتمع كله في مواجهته.
والسؤال الكبير كيف يمكن للمجتمع التحرك موحداً من اجل اهداف معينة، أليس في شعور افراد المجتمع بسيادة القانون، بمعنى الإلتزام الصادق به، وقبله اي قانون أو قوانين، اليست القوانين المنسجمة مع الدستور؟
إن تحريك المجتمع لتحقيق أهداف محددة، سواء أكانت ثورة تغيير أو بناء المرتكزات الجديدة يستدعي قواعد اساسية:
- مشاركة الناس الحقيقية الواعية أو المنجذبة إلى شعارات معبرة عن إرادتها وطموحاتها، فمثل هذا التحرك المجتمعي يعطي زخماً قوياً بإتجاه تلك الاهداف، وبحكم ما يمثله من قوة جذب يمكن له كسب المترددين، كما انه "يجمد" المعادين، ليس بإرهاب الدولة إنما إشاعة احساس بأبعاد معركة خاسرة فتنحسر القوى المضادة.
- الشفافية، فحين يتم الحديث عن تطبيق القوانين ينبغي ألا تكون مجريات الأمور السائدة هي عكسها، كما كان سابقاً، فمثلاً لا يعقل الحديث عن دولة القانون وعشرات المئات من المواطنين معتقلون منذ آماد طويلة بدون محاكمة، إلى حد الحديث عن "عفو عام" عنهم، رغم أنهم ليسوا مدانين بأية جرائم. كما ان الشفافية تتعارض مع أي تحرك منظم لا ينسجم مع قيم الدستور ومبادئ القانون، ومنها بقاء الملامح الخفية لقوى مسلحة تعلن انخراطها في المجتمع المدني والعمل السياسي، لكنها في الوقت نفسه تلوح بالسلاح حد تهديد سلطات الدولة لملاحقتها بعض قياداتها، وهو تهديد يلغي كل مزاعم الإلتزام بمدنية الدولة وتحويل إدارة الصراع فيها إلى دويلات امراء المليشيات.
- العدالة الإجتماعية، فلا يعقل ان يتمكن احد من الحفاظ على الزخم الجماهيري والبعض حديثي النعمة يغتنون بشكل يفوق غنى تجار ما بعد العهود الوسطى الأوربية وروكفللر وبوش!؟ فيما الملايين المحرومة تزداد حرماناً حتى صار خمس العراقيين دون مستوى خط الفقر.
- ولا يمكن الحديث عن نبذ الطائفية الآفة التي ما زالت تنخر مجتمعنا ونحن نتمسك بتوصفيات طائفية في المواقع الحيوية، ليس من قبل من هم يقبضون على السلطة فقط، إنما الذين يزعمون طرح مشروع وطني جامع، والدليل ما كانت عليه تسوية توزيع مناصب الدولة الكبرى.
- بالأخير لا يعقل الحديث عن تحريك المجتمع نحو اهداف حيوية ملحة مثل تحقيق الأمن والإستقرار وتسييد معايير الهوية الدينية والطائفية، ونزج الدين في كل شيء، فيما الدين ممارسات عملية في التعامل بين الناس وعلاقة الناس بالقيم السماوية التي يعنيها الرب الواحد لجميع المؤمنين، بدون تحويله إلى أداة لقطع الطريق على الدعاة الحقيقيين لتحقيق الإستقرار في تسييد قيم المواطنة.
نعم الحديث سيدي رئيس الوزراء رائع عن حشد المجتمع، لكن السؤال كيف والعراقيل توضع بوجه مبادرات رئيس الجمهورية للم الشمل، كلما لاحت بوادر تقدمها، واخرها مطالبات احد "اسود" دولة القانون و"شيوخها" الفجة وغير المناسبة في هذا الظرف بالذات.
 


 


 


 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter