|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الخميس  22  / 5 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 ما بعد النتائج (1)

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


ليست هناك انتخابات نزيهة 100%، لكن المهم الا تكون الإنتهاكات قد غيرت توجهات الناخبين، وهذا يعني بلغة مراقبة الإنتخابات عدم وجود خروقات حمراء سادت البلاد، أي حرف النتائج عن إرادة الناخبين، دون انتفاء وجود خروقات حمراء.

وينبغي تشخيص حقيقة انه برغم كل عطلات اجهزة البطاقة الألكترونية وعدم قدرتها على قراءة بصمات ناخبين، إلا ان الظاهرة التي لا يمكن انكارها هي ان التصويت جرى بشكل اسرع عموماً. مع ضرورة تشخيص حقائق اساسية: اشكالات مفوضية الإنتخابات في تحديث سجل الناخبين لعدم وجود احصاء سكاني، الذي هو من ليس من مسؤوليتها، وعدم تشريع قانون الأحزاب، وهو مسؤولية كل القوى السياسية الممثلة في البرلمان عموماً، والقوى الأكثر نفوذا فيه بالأخص.

وقد يستسهل البعض الحديث عن نزاهة الإنتخابات وسلامتها بعيداً عن المهنية انطلاقاً من مواقف سياسية مسبقة، بجانب طبيعة التشكيك التي اعتادها اهالي "العراقين" منذ تكليف الحجاج بتطويعهما لبني أمية، لكن الشكوك شيء والتوصيف المهني الدقيق شيء آخر، وملخص مسار الإنتخابات التي اعلنت نتائجها هو ان العراق خطا خطوة اخرى نحو ترسيخ الدولة الديمقراطية، بغض النظر عما إذا كنا ممن يرحبون بما فازت به دولة القانون وحلفائها أم لا. والشيء المهم الآخر هو ان الناخبين باتوا ينفضون ايديهم اكثر من القوى السياسية التي تقسم على احترام الدستور وتلوح بممارسة القوة واللجوء إلى مليشياتها.

ومع ان الأماني في نفوس المثقفين والمدنيين بفوز عدد اكبر من القوى المدنية خارج الإسلام السياسي، فأن ما جرى ينذر الإسلام السياسي بأنه لم يعد صاحب "الفيتو" ضد القوى الأخرى، فهذه القوى بات لها حضور قابل للنمو في ظل الدور المنتظر لها في إدارة الدولة، على الأخص بتمييز نفسها بدرجة واضحة من النزاهة.

المهم أن الدولة الأتحادية المدنية بات لها عدد اكبر من المريدين في البرلمان، مع انحسار اكبر للطائفية والعشائرية، مع أن مناطق ما زالت محكومة بها، والشيء المتميز هو أن المرجعية في النجف الأشرف لم تعد غطاء لأي طرف، مع ان البعض قد زج نفسه في مواقف كان سماحة السيد علي السيستاني حريصاً على النأي بالمرجعية عن الخوض فيها والتمسك بالمهمة الأبوية في التوجيه إلى التآخي والتراحم والعمل المشترك لتخطي المحنة الدامية وتدني مناسيب تقدم الخدمات واستمرار مشاكل البطالة والفساد.

بعد إعلان نتائج الإنتخابات مطلوب خطاب مسؤول يتقبلها مع حق تسجيل الملاحظات بالنواقص وليس الحط من قيمتها، والشد على يد المفوضية برغم انها اقدمت على بعض الأجراءات المنفعلة مثل "تحريم" شمس، لكن كل ما جرى لن يلغي حقيقة ان العراق يتقدم، وما يعزز تقدمه ضرورة صياغة برنامج الحكومة المقبلة بمفردات واضحة وليس شعارات، لتعجيل تشكيل حكومة تحالف اغلبية لا يكون السياسيون فيها وفي المعارضة في القوت نفسه، إنما الخيار المسؤول بين عمل الفريق الواحد في الحكومة أو المعارضة بحرية؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter