|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الثلاثاء  22 / 10 / 2013                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أدفنوا الميت وأقلعوا الضرس

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


من سنن الحياة التي تعلمناها منذ ايام آدم، وما علمنا إياه "الغراب"، دفن الميت. وقضية خليجي 22 باتت قضية ميتة، وكل حديث عنها مجرد هدر للطاقة والمصادر الإعلامية.

الحقيقة الأولى التي يعرفها الجميع هي ان بعض الأطراف العراقية اعترضت حتى على اخراج العراق من الفصل السابع، وتحركت باتجاهات متعددة، مسنودة من قبل قوى إقليمية لا تخفي اغلبها موقفها، عدا طرف أو طرفين، يعلنان تأييدهما لإنهاء أثار الحكم الشمولي في علاقاته الإقليمية والدولية، لكنهم يدفعون الأموال ويسخرون وسائل الإعلام للتشكيك بكل ما يتعلق بالعراق، وليس سراً أن الأطراف التي حاربت جمهورية الزعيم الفريق الركن عبد الكريم قاسم هي نفسها خصومنا، مع فارق أننا اليوم لدينا دستور دائم، وهذا ما يزيد غضب الخصوم، ليس خصومنا وحدنا إنما خصوم تقدم الحياة وسقوط الشمولية والدول الدينية.

من ناحية اخرى فأننا لم نستلهم شيئاً من الخبرات الدبلوماسية المتراكمة لدى الدولة العراقية منذ ايام فيصل الأول، في كيفية إدارة الصراع مع بعض أطراف الجوار، وبقية القوى الدولية.

كما ان البعض من سياسيي آخر زمان تحولوا إلى معلقين مبتذلين يتحدثون حتى في تفسير اتفه الأمور، مثل القول بأن حرمان العراق من خليجي 22 قرار سياسي. والمضحك تجاهلهم حقيقة أن مواقف الدول سياسية تعبر عن مصالح اقتصادية أو تطلعات لإعادة رسم الخرائط، حتى في زمن كانت فيه محاولة النظام الشمولي بلع الشقيقة الكويت كارثة عليه وعلى العراقيين. لكن الحقيقة التي ينبغي علينا ادراكها هي اننا نفتقر لخبرة الكويتيين في التعامل مع العالم، فهم كانوا مثلاً ينفقون على الجنرال خوان بيرون بعد اسقاطه ولحين عودته لرئاسة الإرجنتين. وهم يطرحون مواقف بشأن الشرق الأوسط تقول كما قال لي مرة السيد صباح الأحمد الجابر امير الكويت الحالي، عندما كان وزيراً للخارجية، "نحن يعطوننا نصف الخبزة فنرفضها، ثم نتطلع إلى "ثلمة" خبر"، ومثل هذا الطرح له وزنه في المحافل الدولية، التي كان للأمير الحالي واخيه الراحل الشيخ جابر تأثير كبير، منذ كان الأخير محافظاً للاحمدي.

إن ضياع خليجي 22 ليس نهاية الدنيا، فالعراق بنى مدينة شغلت مئات العمال، كما أن الصرح المقام يمكن له ان يكون رمزاً من رموز رعاية الشباب، لكن في ظل معادلات سيااقتصادية اجتماعية، تتعلق بتجاوز محنة الفراق والشقاق، والحرص على توجيه ضربات موجعة للفساد، كي تتاح للشباب فرص عمل حقيقية في مشاريع تضيف للاقتصاد الوطني.

ترى هل يكف المسؤولون عن البكاء على جثة الميث ودفنه والتفرغ للقادمات، من خلال توحيد البيت العراقي، ام نظل نبكي الميت ونهدر طاقاتنا وتتعفن عقولنا في نظرة إلى الوراء، فيما علينا تحري ما يجعلنا نتجاوز الألغام التي كان من المحتم انفجارها بخليجي البصرة.. وكفى وجع ضرس ينبغي خلعه!!!؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter