|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأثنين 21/1/ 2013                        حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 لســعة قلــم..

دمغة جاهزة

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com

في زمن النظام الشمولي كان د. رشيد الرفاعي وزيراً للإسكان، وعلى حين غفلة اعفي من منصبه، عائلة الرفاعي المتنفذة في الناصرية وبقية الجنوب، وهي اسرة دينية يثق بها "كل" المسلمين ويزرون "مقام" اجدادها، سكتت على مضض.

في مناسبة وفاة احدى شخصيات العائلة زارهم صدام حسين، وبعد التعزية الأصولية وواجباتها وقبل ان يغادر سأل: "هل هناك ما استطيع تقديمه لكم؟"، قال عميد اسرة الرفاعي: " في نفسي غصة، "لماذا أُقيل اخونا د. رشيد؟!"، رد "القائد" مباشرة: "لأنه "طائفي""، سأل عميد الرفاعيين "بأي معنى سيدي؟"، فكان الجواب الجاهز إنه "طائفي متعصب للشيعة في تعامله مع الوزارة وكل نشاطه." كان جواب عميد آل الرفاعي "نحن من آهل السنة سيادة الرئيس!؟

أُسقط بيد "القائد" وادرك ان التقارير المرفوعة ضد د. الرفاعي هي الطائفية، وليس الرجل، فكان تعيينه سفيراً في طوكيو، وبالتأكيد فوجود الرجل في طوكيو أكثر راحة لشخصه، لكن العراق خسر رجلاً تعايش مع بقية اخوته العراقيين رافضاً التعصب الطائفي الذي زُرع في العراق ومناطق التماس بين الإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية، وقبلها الصراع على السلطة وتصفيات الأمويين والعباسيين لشيعة آل البيت.

ما يهمني في هذه الإطالة على القارئ الكريم جاهزية الدمغ بالطائفية والتحشيد السري لها زمن النظام السابق ضد الكثير من المواطنين، وحالياً فأن هذه "الدمغة" جاهزة لكل من يختلف معه الآخر، وضمن هذا السياق تتبارى الإتهامات بـ"الصفوية" للسلطة حالياً في العراق. وما تعرض له النائب احمد العلواني من "إدانة" بجريمة تعرضه لشيعة آل البيت جاء في السياق نفسه. انا شخصياً لم اكن متحمساً للخوض في هذا الأمر بأنتظار ما تتوصل له اللجنة التحقيقية في مجلس النواب، فيما إذا كان الرجل قد تورط بخطأ طائفي جسيم، أم انه اتهم غيلة، لكن النائب حسين الأسدي، طالما حرص على الخوض في موضوعات شائكة، وهو في اغلب الأحيان يسعر المواقف، ويزايد ضمن التحالف الوطني ضد من يختلف مع التحالف عموماً، ومع دولة القانون خصوصاً، لكنه هذه المرة أصاب حين طرح، وهو شيخ شيعي معروف من قبيلة بني أسد المعروفة بولائها لـ آل البيت، قضية العلواني مشيراً إلى أنها قضية اريد بها حرف مسار الأزمة القائمة.

وانا واثق ان الأسدي ما كان له أن يطرح ما قاله لولا الأجواء التي سادت على أثر ما طرحته المرجعية في رفضها أي تناول طائفي للحراك الجماهيري في المحافظات الغربية ودعوتها إلى تلبية مطالبها العادلة.

عسى أن تكون طروحات النائب الأسدي بمثل هذه الشجاعة والموضوعية، وعسى أن يكون رجالات الدولة جميعاً مستبعدين عن "دمغة" الطائفية أو "الإنفصالية" الجاهزة ومحاولة حشد الشارع ضد من يختلف مع المتنفذين!!؟



 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter