|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأثنين  20 / 1 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حماية السيادة

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


يواصل الجنود والشرطة الاتحادية مهماتهما دفاعاً عن المواطنين والممتلكات العامة، ضمن المهام الوطنية الأساس، التي تكرس الدور لها بشكل كبير بعد استكمال انسحاب الأميركيين. وهي مهمة مشرفة يعتمد كل عراقي عليها في مواصلة حياته الطبيعية.

لكن هذه الحياة الطبيعية تتعرض لمنغصات كبيرة، من خلال الاختراقات الأمنية، التي باتت تستهدف التجمعات البشرية على نطاق واسع، ضمن نهج القتل الجمعي التكفيري للعراقيين، ممن لا يقبلون بولاية داعش وحلفائها حتى في بغداد، من خلال ما شهدناه في الأيام الأخيرة، وهي الحالة التي كانت الآمال في تجاوزها بعد 2008. بجانب ما نشهده من مأساة الوجود المكثف للمجموعات المسلحة في الأنبار، وكل ما يقال عن بؤرهم الظلامية في الفلوجة.

إن هذه الظاهرة بكل تداعياتها تدفع المواطن إلى التساؤل عما تنجزه القوات الأمنية لحمايته فيما التصعيد متفاقم؟ والإجابة على هذا السؤال لا ينبغي بأي حال من الأحوال القاء عبئها على كاهل اخوتنا وأبنائنا في الجيش والشرطة وبقية الاجهزة المعنية، فالأمن والأستقرار حالة اجتماعية اقتصادية تصوغها حزمة من الأجراءات التي تتخذها الحكومة لضمان حقوق المواطن في العدالة والمساواة والأخوة والحرية، وليس حشد المجندين، الذين مهما صار عددهم لن يستطيعوا توفير الأمن والأستقرار ما لم تكن هناك ركائز معيشية واجتماعية وثقافية تستقران عليها. لذلك فأن جنودنا وشرطتنا متعبون. والعديد من السياسيين متعبون لكن من اللهاث في كيل التهم لكل من لا يتفق معهم. وهي اتهامات باتت مع الأسف الشديد تتخطى "الاجتثاث"، الذي يفترض تجاوزنا له في ظل مراجعة مسؤولة لـ"المساءلة" بحثاً عن المزيد من العدالة.

دفي البرلمان، بالتعريض بالحلفاء التاريخيين، القوى المدنية الديمقراطية في كوردستان، والأعتراض حتى على العلاقات السياسية العلنية العالمية لقوى المكونات، يعني محاولة غير مسؤولة لهد اعمدة "المعبد" على اهله جميعاً، ليس بروح شمشون الجبار في الثأر لكرامته ولنيل من خصومه مضحياً بحياته، إنما في تحرك ساذج لا يعرف شيئاً من مرتكزات نشأة الدولة العراقية، كما يتناولها اساتذة كبار: حنا بطاطو ووميض عمر نظمي وغسان العطية. إن أية احادية أو استفراد بعيداً عن "توافق" وطني "موضوعي" يقودنا نحو منزلق مواجهات لا نهاية لها تصدع نسيج الدولة إلى حد حث عوامل تمزيقها لصالح غير العراقيين.

ترى هل هناك من تحرك مسؤول في العودة إلى نهج القانون ولم الشمل لعام 2008 والبناء عليه، وليس هدم منجزاته...

عسى ان تؤتي زيارة وفد كوردستان ثمارها، وأن تكون لزيارة المسؤولين الأمميين و"المحررين" والأتصالات بهم، وسيلة تعيد الحيوية لمسار يعمل كثيرون على هدمه، بقصد مدروس للبعض، وجهل وانعدام وعي آخرين، فهل نستعيد وعي 2007 وما تلاه لنحمي السيادة ونطلق ايادينا جميعاً نحو مجتمع أقل عوزاً واكثر بنى تحتية ونظافة ونزاهة؟؟! فهذا وحده يقطع الأصابع الدخيلة، وهو وحده "درع" حصانة العراق.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter