|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأثنين  1  / 12 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

كي لا تنفقد الثقة والأمل

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


تدارس المفكرون الطامحون في التغيير، والإنقلابيون على التغيير، مستلزمات التغيير بقوة العمل الجماهيري، وكانت الخلاصة ان التغيير يبدأ في "تجميع" افكار الأخفاقات للوضع القائم، بعدها التحريك لـ"الأنتصار" للأنموذج الإفضل، وهكذا كانت الدعاية والتحريك فن نشاط سياسي يتصدره مفكرون وإعلاميون وهتافون حتى من أمثال بائع "عيني..عيني شوف "ما حل بي""(وليس المحلبي المعروف من الحليب والسكر).

ويتندر ساخرون بأن الفريق الركن عبد الكريم قاسم اسقطته زيادة سعر البنزين خمسة فلوس فقط، إلى 15 فلساً، فكان اضراب سواق سيارات الأجرة، تلاه اضراب الطلبة الذي وُقتَّ زمن انقلاب 8 شباط الأسود بعدة بساعات قليلة.

صحيح ان بعض الناس استكانوا لأنهم حصلوا على بعض الأمتيازات، والبعض الآخر يعيشون تحت وطأة التهجير، فيما البعض الأخر يعاني من بطالة، فيما الجميع، حتى متوسطي الحال من شريحة الموظفين يعانون من ارتفاع الأسعار وتدني الخدمات، التي اعتادوا الحصول عليها من الدولة مقابل بطاقة بـ250 فلساً. وتوصيف الحال لم يعد بحاجة إلى "الدعاة" والمحركين، فأن القرية العالمية الصغيرة من خلال النت بالصورة والصوت، سواء عبر الحواسيب أو المحمول، باتت في مجتمعنا في كل بيت، وتكاد تكون في متناول شخصي لكل فرد، وليس صحيفة أو منشور لكل عائلة، والداعية والمحرك لم يعودا اشخاصاً محددين، هم اليوم جمع غفير من الشبان والشابات والشيوخ والنساء المتذمرين لأسباب متعددة، لكنهم جميعاً يتعاونون على رسم صورة تستدعي التحريض والدعوة للتحرك.

الأستاذ الفنان حسين الإبراهيمي من محافظة كربلاء نشر على النت فيديو يبين كيف ان السبورة في بعض البلدان اصبحت جهاز كومبيوتر يتغير ما يعرضه متناغماً مع ما يطرحه المعلم أو المدرس أو الأستاذ الجامعي، والتلاميذ والطلاب والجامعيون يتابعون وامامهم حواسيب تمكنهم من تحري الجميع. فيما قدم لنا ناشط آخر أظنه السيد حسن الحجاج الناشط الديمقراطي صورة للتلاميذ وهم يحاولون الوصول إلى مدارسهم متسلقين الحيطان تجنباً لسيل المياه الذي أغرق البصرة في الأمطار الأخيرة.

هذه كلها صور ابلغ من اية مقولات، خصوصاً عندما تكملها صورة احتلال داعش لمدن وقصبات وقرى مهمة وقتلهم اطياف اصيلة والعودة إلى عصر السبي وسوق النخاسة.

صحيح أن السيد رئيس الوزراء، بدعم كبير من الرئاستين الأخريين، يتحرك لمعالجة مشاكل موروثة، لكن موت 1500 طفل من البرد والجوع، وبقاء محاصرين في جبل سنجار، و"كارثة" انخفاض اسعار النفط، لا يمكن لها الأنتظار كثيراً، فعلى الرئاسات الثلاث ابتكار خطوات عاجلة، دستورية وقانونية، لمعالجة الكثير. والأصل ليس "اجتثاث" مدارس الطين، او توفير ما يليق بابنائنا الدارسين، فهذا كله جانب، لكن الجانب الأكثر تحريكاً ضد السلطات القائمة هو بذخ بعض المسؤولين في كل شيء، وفساد مفضوح لأخرين.
الثقة بشخصيات الرئاسات الثلاث كبيرة، لكن الخشية كثرة اللجان والأجتماعات والتنظير، فيقطعنا الوقت وننزلق إلى "ربيع مأساوي" نتيجة فقدان المواطنين الثقة والأمل؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter