|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الثلاثاء  1 / 10 / 2013                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المصلحة العليا

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


تثبت إيران ثانية أن "أولياء امرها" يحرصون على المصلحة العليا لشعبهم، ولن يتاجروا بدماء مواطنيهم أو فرص حياتهم اللائقة، فالمواطن الإيراني ليس حديث نعمة، فهو سليل حضارة عريقة متواصلة قومياً ووطنياً، وليس مسطحاً، وقيادته ليست طارئة على السياسة، بل تحكمها خبرات رجالات لا يمكن اغفالهم.

وبرغم أن الإمام الخميني كان قائد ثورة وليس سياسي، لكنه قبل قرار مجلس الأمن بشأن وقف اطلاق النار مع النظام الشمولي، لـ"تشخيصه" معنى الفصل السابع وأعبائه على أي شعب تحت طائلته.

ولم يكن الرئيس الأسبق خاتمي، برغم كل ما يقال عن افتراقه عن خط الثورة وحرسها، إلا مُنفذا بحسب اجتهاده لما كان يراه مصلحة إيران. وكان مرشد الثورة يحترم اجتهاد الرئيس ضمن قيم الجمهورية الإسلامية في "الوسطية".

المهم أن الرئيس الإيراني حسن روحاني ليس بعيداً عن قائد الثورة، فهو ابن حوزة قم التحق بها عام 61، وحاز على 3 شهادات في القانون، احداها دكتوراه بريطانية. وهو جندي تولى قيادة الدفاع الجوي الإيراني، وراس 3 مجالس استشارية للدفاع، والمفاوضات النووية زمن خاتمي. لذلك فهو في مشاركته بصنع القرار الإيراني لا تعوزه الخبرات العسكرية ولا القانونية، كما وصفه رئيس كتلة عراقية علمانية كبيرة عند لقاء الوفد النيابي العراقي به مؤخرا "يتسم بقدر لا يخطئه المراقب من الوقار والرصانة، وخطابه دقيق ووجه مشرق مؤثر"، يضفي لمسة رحب بها الجوار والقوى الكبرى. وكان ما قاله بشأن اعتذاره عن لقاء اوباما في منتهى الحصافة: "ما بين إيران واميركا لن يحله لقاء عابر، لكن علينا العمل المتواصل."

إن إيران دولة إقليمية كبرى بقدراتها، وما يعمل من اجله روحاني للتخفيف عن الشعب الإيراني، يخلق منافذ كبيرة للتخفيف عن شعوب المنطقة وإبعادها عن التوتر، ولعل ما اعلنه السيد الخامنئي من "تحريم الإسلام اسلحة الإبادة الجمعية" سند كبير لتوجهات الرئيس الإيراني في التطمين.

المهم أن روحاني اشر ابعاداً افتقدها الخطاب الرسمي الإيراني طيلة 8 سنوات بشأن حقوق الإنسان ورفض "اي شكل من اشكال الإبادة"، الأمر الذي اسقط الكثير من الدعاية المعادية لإيران والإسلام بشأن عدم الحرص على السلم والأستقرار العالميين.

يبرهن ساسة إيران وعيهم العميق لمصالحها الوطنية والحرص على علاقات حسن الجوار، وهو نهج ينعكس كلية على المنطقة عموماً، وعلى الوضع في المناطق الأكثر توتراٍ: ً سوريا والعراق.

إن ترحيب رئيس الوزراء السيد المالكي بالأنفراج المنظور في العلاقات الإيرانية الأميركية، ينبغي ترجمته بمسؤولية عالية في تنفيذ "مقررات" السلم المجتمعي، والبناء على الوضع الإقليمي والمسؤولية الوطنية في تطويق القتل الجمعي الذي يذبحنا ويستنزف مواردنا.

ترى هل نعي موجة السلام الرائعة ونعوم في مسارها من أجل استقرار العراق وازدهاره، أم يظل اطفال المليشيات وخطباء منابر جهلة يتلاعبون بمصيرنا؟؟!

أنه تحدٍ لكل من يتحمل المسؤولية في الدولة.
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter