|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأحد 19/5/ 2013                        حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تعددت الذرائع

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com

الذين يقتلون العراقيين جمعاً باستهدافهم، سواء اكانوا في جامع ام حسينية أم كنيسة أم مجلس فاتحة، يغلفون جريمتهم بتفسيرات ناقصة يأخذونها عن السلف الصالح.

وهم في جريمة قتل العراقيين، سواء اكانوا مسلمين، سنة أو شيعة، مسيحيين، أو ازيديين، أو شخصيات اجتماعية، ليبرالية ام محافظة، إنما يرسمون صورة سلبية مغايرة كلية لسماحة الدين، ويحاولون التصدي لمسيرة الحياة نحو الديمقراطية والبناء والتقدم، لكنهم في الوقت نفسه يشكلون بيئة مناسبة للفساد والتجاوز على القانون، ليس القوانين الدنيوية إنما قيم السماء ايضاً، بحجة الظرف الإستثنائي وحاجة الناس لمن يطمأنهم على ارواحهم واموالهم وبناتهم وابنائهم.

الذين يقتلون يظن بعضهم انه على موعد في الجنة، عندما يحقق ما وعد به "محرضيه" بقتل المواطنين العراقيين، ويا لبأس هذا الإيمان!

الجميع يدين قتلة جموع العراقيين، التكفيريون أو الإرهابيون أو سمهم ما شئت، لكن المؤسف أن عمليات قتل جمعي تمارس ضد مكونات عراقية اصيلة، ترجع اصالتها إلى اصالة جبال قنديل وقمم سنجار، أصالة فيها من الأمتداد الحضاري ما بشر بقدوم الرسول سيدنا محمد، فأمن كثير به، في مقدمتهم سلمان المحمدي.

يُقتل الكورد الأزيديون لأنهم يمارسون مهن اهلهم، ويقتل الأزيديون لأنهم رفضوا التخلي عن العراق وتشبثوا بفرص الحياة فيه، برغم كل المخاطر.

اجبر القتل الجمعي التكفيري للعراقيين عشرات الاف المسيحيين على الهجرة، لكن الأزيديين يصرون على الحياة في "عهدة" الدولة العراقية ودستورها الذي ينص في مادته الثانية أولاً على أن "الإسلام دين الدولة وهو مصدر التشريع" لكن ثانياً من المادة نفسها تقول "يتضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الأفراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، كالمسيحيين، والآزيديين، والصابئة المندائيين."

الواقع يؤشر أن جموعاً من المسيحيين والصابئة استقروا إما في الولايات المتحدة أو كندا، منذ بدأ بطش الشمولية ومغامراتها الخارجية، لكن بعض المسيحيين حملوا السلاح مع الثورة الكوردية، كذلك فعلت جماهير واسعة من الكورد الأزيديين، ومسيحيو الجبل في كوردستان وبقية اهلها من الأزيديين متشبثون بمواطنتهم، واحضان جبال كوردستان وثورته تحميهما، لكن المؤسف ان البعض بالذرائع ذاتها التي نُقتل بها، يجري قتل المسيحيين والأزيديين بها ايضاً، فتختلط دماء المسلم الشيعي والسني والمسيحي والصابئي والأزيدي، وتتعثر الحياة أكثر، لتكون مبرراً لقبضة يريدها البعض حديدية تخنق دولة الدستور والقانون، فيما يُطلق العنان لعسكرة المجتمع كما حدث في معالجة قضية الحويجة، ومن قبلها الفلوجة والنجف وكربلاء.

ولا بد هنا من تذكر المثل القائل "تتعدد السبل والموت واحد"، لكنه قتل يتعارض مع "ولاية" الإسلام وعهده بالأمان لغير المسلمين، ويشكل بداية خطيرة لإشعال النيران بكل الدولة العراقية وتدميرها، حيث يلتقي التكفيريون مع القتلة الأخرين للعراقيين.

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter