|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأحد  18  / 1 / 2015                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

جيش وراية موحدان والجهود الصامتة للرئيس معصوم

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


كُثر هم المتحدثون عن الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وإستعادة امنه واستقراره، لكن هذه الشعارات التي لا يمكن لأحد طرح غيرها لا تتفق والممارسات العملية، بدءاً من حرص البعض على التميز بـ"راياته" الخاصة بدون راية العراق، وصولاً إلى "نفخ" البعض لدوره أو دور "عرابه" على حساب الشخصية الوطنية العراقية.

وبقدر ما جاءت دعوة الإمام السيد علي السيستاني إلى الجهاد دفاعاً عن العراق العنصر الأكثر فعالية في حشد العراقيين لمحاربة داعش ووقف الهجمة الظلامية، فالمؤكد ان فتوى الإمام ضخت دماً متدفقاً بالفداء والتضحية من اجل الوطن حرية المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم لردع داعش وغيرها، فللمرجعية والحاكم المسلمَّين واجب حماية كل الرعايا. ولعل هذا الألتزام الديني والأخلاقي والأدبي يشكل عنصر الثقة العميقة بين المرجعية واطياف الشعب، وهي مطمأنة لحكمة ولايتها الدينية ورجاحة توجيهاتها الاجتماعية، مما يجعلها حتى في مقدمة قوى المجتمع "المدنية" ايضاً.

ولذلك فأن من واجب الأحزاب الإسلامية وقياداتها البناء على البعد الإيجابي لما بادر له سماحة الإمام، الذي يشكل بحق حجر الزاوية في هذه المرحلة العصيبة للدفاع عن الوطن، وليس تجاهل القدرات الذاتية التي استنهضتها الفتوى، وتضخيم بعض دعم حلفاء حد القول بأن بغداد كانت ساقطة لولا دعم هذا الطرف أو ذاك. وإذا كان من الصحيح أن هجمة داعش جعلت اربيل في الخط الأمامي عند تصاعد هجمته، فأن الحشد الكردستاني من القوى الديمقراطية والضربات الجوية الأميركية البريطانية ابعدت داعش عن تهديد اربيل.

أما بالنسبة لبغداد، فقد فات البعض أن في بغداد مجتمع مدني وقوى مدنية ديمقراطية من الليبراليين واليساريين بجانب القوى الإسلامية يستحيل تسليمهم بغداد، على فرض تكرار ما حدث من انهيار في الموصل، وهو الأمر المستبعد، فجنودنا عند بغداد كانوا قد رفعوا شعار "الموت وليس التراجع إلى الوراء".. بجانب ان القوى التي خلعت الشمولية لا يمكن قبولها تكرار تجربة الموصل، دون أن يعني هذا الاستخفاف أو التقليل من شأن المشورة العسكرية والدعم الكبيرين من جارتنا إيران.

لذلك فالمطلوب، خصوصاً من يتولون مهام سيادية في الرئاسات الثلاث، الحرص على خطاب مدروس توحيدي يستند للدستور ويؤمن بالحقوق الدستوية وضمان ممارستها، ضمنها الأقاليم، وليس ممارسة الضغط على إرادة المتضررين من السلطات المركزية التي لا تؤمن بالدولة الاتحادية، حد أن البصرة سلة موارد العراق الرئيسة ما زالت عفنة مهملة وبيوتها آيلة للسقوط، والمستوى المعيشي لفئاتها الدنيا متدنٍ حد ان البعض حوَّل حاويات القمامة إلى مساكن بجانب اكواخ القصب والصفيح.

فهل من احساس بالمسؤولية الوطنية وتكريس الحشد الوطني لدعم بناء العراق، ودعم جهود الرئاسات الثلاث في تخطي الماضي وإستعادة وحدة حقيقية للصف، التي يواصل الرئيس معصوم لقاءاته بصبر وصمت جليلين مع كل الأطراف بغية تحقيق اجماع توافقي على صيغتها الملحة؟!؟ وهو الجهد الكبير للرئيس الذي تعجز "قدرات" بعض "الصحفيين" على متابعته والوعي بقيمته الحاسمة.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter