|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأربعاء  18 / 12 / 2013                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تصريحات متوازنة

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


الشيء المهم فيما نسبه الإعلام التركي للـ د. حسين الشهرستاني يؤشر، إن صح، توجهاً يسعى لتفكيك المشكلة المضافة لمشاكل العلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم، في ظل العديد من الأزمات الداخلية التي تعصف بالكثير من مستلزمات تفرغ الدولة للبناء، وخلق بيئة آمنة للمواطنين، صالحة لإقامة المشاريع الكبرى وفرص الاستثمار والخبرات الأجنبيين، في تحريك حقيقي لعجلة كل فروع الانتاج، وتشجيع القطاع الخاص تحديداً، على اداء دوره الحيوي في تحقيق نقلة تخرجنا من الاقتصاد الريعي، بتوفير حلول جذرية لأمتصاص البطالة، وترشيق البطالة المبطنة في المؤسسات الرسمية، والحد من نفقات "الإعالة" لمواطنين ومواطنات قادرين على العمل، والحد من التضخم وزيادة القدرة الشرائية لعملتنا.

الأصل فيما تناقله الإعلام التركي عن الشهرستاني أن "مصلحة العراق هي في تصدير المزيد من النفط والغاز للجارة تركيا، بما يلبي حاجتها المتزايدة للطاقة، وتعميق المصالح المتبادلة"، ومثل هذا الطرح ينسجم مع التوجه العام للدبلوماسية العراقية التي يقودها وزير الخارجية الكوردي العراقي هوشيار زيباري، فالخارجية العراقية تعرف معنى الضرر الكبير بالعراق حين تسوء العلاقات ويصعد الخلاف مع الدولتين الكبرتين تركيا وإيران، كما انها تختزن محنة تجارب لكوارث العراق العسكرية السياسية لتدهور العلاقات مع بقية الجوار كبيره وصغيره. بالتالي فأن ما يبديه الشهرستاني من تفهم لقيمة العلاقة مع تركيا وبقية الجوار، رؤية قيمة لمسؤول كبير.
وينبغي ان يكمل هذا الطرح المسؤول المنسجم مع منهجية سياسية علمية، يفترض امتلاك د. الشهرستاني لها، طرح يتسم بالتوازن والهدوء في تناول أي قضية خلاف بشأن عقود نفط الإقليم مع الجوار، وفق مبادئ تحكمها بنود الدستور 111، وأولاً وثانيا من المادة 112، حيث تنص ثانياً من المادة 112 على أن "تقوم حكومات المحافظات والاقاليم المنتجة معاً برسم السياسات الإستراتيجية اللازمة لتطوير ثروة النفط والغاز...".

والقضية الأخرى المهمة ليست مجرد استخراج النفط وبيعه للجوار، وليس استيراد المزيد من السلع الاستهلاكية، لكن تنظيم علاقات مع الجوار توظف فيها الخبرات الزراعية والصناعية والخدمية للإرتقاء بقدرات البلاد الانتاجية ليتحرر العراقي من العيش على عوائد النفط، ويكون منتجاً كما كان قبل تدفق عوائده بعد 1952، والفورة اللاحقة لزيادة الإنتاج بعد 1958.

إن هذا التحدي ينبغي ان يجمع بغداد واربيل في خطة تنمية اتحادية استراتيجية، ارجاء العراق كلها بحاجة لها، ضمنها الإقليم الذي تزدهر فيه سياحة اهله من الوسط والجنوب.

ان التحديات كثيرة، وراكبو الموجات يحاولون اقتناص فرص ذاتية، لكن المسؤولية التاريخية على عاتق الرؤوس في ألا يستسهل التصعيد، وأن تحصر نقاط الخلاف بين العقلاء، والا تترك لنفخ الإنتهازيين واعداء الديمقراطية والجهلة. انه التحدي الذي يجمع كما في كندا، أو يفتت كما يوغسلافيا بكل الخراب، او تشيكوسلوفاكيا بشيء من الرصانة؟!؟ والمدخلات تحدد المخرجات في ظل بيئة عاصفة خطيرة.
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter