|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأحد  17 / 11 / 2013                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

لإنجاح المؤتمر

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


في تجارب البلدان النامية تبرز معاناة خاصة في الانتقال من القيادة التاريخية بشرعيتها النضالية إلى قيادة لاحقة، وهذه الانتقالة تثير مفاهيم رئيسة مستجدة، بجانب السمات الشخصية الفارقة بين "القيادة التاريخية" و"وريثها"، الذي في اغلب الأحوال يتعرض لضغوط قوة شخصية السلف، في ظروف تتسم بتعددية اكبر وطروحات فكرية تشكل تحديات مضافة لما كان في زمن القائد التاريخي.

ومع كل الفوارق الكبيرة بين جمال عبد الناصر ونيلسون مانديلا وبومدين وفيصل الأول وبين جلال طالباني، فالسمة المشتركة بين الجميع هي قدرة الحسم في منعطف خطير، وما تترتب عليه من قرارات لا تخلو من مفترقات. وإذا ما كان من الصحيح القول بأن الزعامة ليست مجرد تفرد ذاتي، إنما تفاعل بين المواهب الذاتية والظروف الموضوعية لصالح تعميق التفرد وصقله زعامة تاريخية، فأن لثقافة "الرفيق" و"الاخ" طالباني وتربيته العائلية المتصوفة، وانحيازه الكامل للفقراء، مع الوعي بالحقائق الموضوعية لمكونات المجتمع اقتصادياً(طبقياً)، جعلته "الامين" على اقامة "اتحاد" وطني كوردستاني، بعضه في طرف اليسار، والأخر في وسطه، حتى بدأت عملية الصهر الحقيقي للمكونات، فكانت قفزة طرف اليسار إلى خارجه، بشعارات تشهيرية ليس ضد الاتحاد وحده، إنما وصلت حد التهديد بالإنسلاخ من الإقليم والالتحاق بالمحافظات غير المنضوية في إقليم.

إن طرف اليسار، الذي استمرأ تصفية قوى يسارية وذبح قياداتها في الثمانينات، والتحفظ على أطر الإقليم وحدوده الحالية بسبب مواقف شخصية من قيادات الحلفاء، هي نفسها التي تعلن "طمعها" في تصفية الاتحاد الوطني، الذي كانت امواله السخية سبباً رئيساً في قوة اجهزتها الإعلامية وتحركها الانشقاقي، موظفة منزلق قيادات نحو جني الثروة، الذي هو ليس منزلق بعض قيادات الاتحاد الوطني وحده، إن تم تدقيق اقرباء عديدين للمشهرين.

وبحكم الالتزام بواجب أن يكون "الصديق صدوقاً" فان الاتحاد الوطني مدعو في مؤتمره المرتقب إلى "الزام" بعض قيادات المكتب السياسي وبقية الهرم القيادي بالتقاعد، و"الزام" القيادات الباقية النزيهة بتجرد يفسح المجال للشباب، في تلاقح لقيادة انتقالية ثلاثية ضمنها شباب، تتولى العبور إلى مرحلة ما بعد الزعامة التاريخية للعم المعلم جلال طالباني.

إن "إراحة" بعض الجيل الأول تنظيمياً والأستعانة الأستشارية، والاحتكام إلى معايير تتخطى سجل البندقية إلى رؤية الفكر والكفاءة المهنية والإدارية، ضرورة لعبور الاتحاد الوطني أزمة اهتزاز الثقة الجماهيرية. وهو وحده السياق، بتحققه، يستقيم مع تراث التحالف الستراتيجي الذي صاغ اطره الزعيمان طالباني وبارزاني.

اما موجة المعارضة القائمة على التشهير والمزايدات الفكرية، فأنها امام اختبار تشارك السلطة والعملية السياسية في الإقليم والعراق، وعسى ان تنجح وتتخطى العثرات التي يعاني منها الحليفان الاستراتيجيان، وكما قال ماوتسي تونغ "لا يمكن عبور النهر بدون التعرض لبعض اوحاله"، لكن التحدي هو كم من الوحل؟!

وهذا ما على المؤتمر المقبل للاتحاد الوطني حسمه، وتمكين القيادة الانتقالية من تنظيف الثوب الجليل لمسيرة ثورة حزيران المكلملة لكل الثورات الكوردستانية والعراقية.. أيها الرفاق والأخوة سندنا الثابت!!؟

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter