|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

الثلاثاء  15  / 12 / 2015                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مسؤوليات المدنيين والإسلاميين

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


"من الضروري احترام وتقدير الحشد الشعبي والوقوف بإكبار لتضحيات افراده بالروح والدم في مقاتلة الغزو الظلامي لداعش وبقية المعتدين على سيادة العراق وحرمة اراضيه وهدر دماء ابنائه. ولا يجوز السماح لبعض السلبيات الصغيرة في تشويه صورة هذه التضحيات الكبيرة. كما لا يجوز المساواة بين تخطي زائرين مدنيين إيرانيين لمراكز الحدود العراقية وانتهاك قوة عسكرية مدرعة تركية للسيادة العراقية والعسكرة في اراضينا."

هذه بعض من طروحات المنسق العام للتيار المدني الديمقراطي السيد رائد فهمي في الدورة السابعة لاجتماعات اللجنة العليا للتيار المدني الديمقراطي. وهي طروحات إذا ما اضيف لها ما ورد في التقرير السياسي للدورة بشأن "الترحيب باي جهد عسكري اجنبي بالتنسيق مع الحكومة العراقية في محاربة داعش، ضمنها الموقف الروسي، فاننا في الوقت نفسه نرفض سياسة المحاور، وينبغي على العراق ان ينأى بنفسه عن اي محور يضع نفسه في مواجهة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية،" يؤشر حجم الوعي والمسؤولية العاليين اللذين تتسم بهما قيادة التيار المدني في تناول الوضع العراقي إقليمياً ودولياً، في الحرص على "حشد كل الطاقات" للدفاع عن السيادة الوطنية وعدم التورط في اية مواقف "ايديولوجية" من تراث الحرب الباردة، إنما وضع كل شئ في ميزان المصالح الوطنية العراقية وضمان امن العراق وسلامة وحدة اراضيه.

وفي السياق ذاته، تناول السيد فهمي قضية العلاقة بين السلطات الاتحادية والإقليم، مؤكداً "نحن نحرص على تشجيع كل الأطراف في تنفيذ ما تطرحه من دعوات لحل المشاكل الراهنة بالاحتكام للدستور، فالدستور ينص على طبيعة الدولة الاتحادية، والأقاليم حق، لكن ينبغي الا تكون على اسس طائفية. كما ان مشكلة النفط بين الطرفين قابلة للحل على اسس عدالة توزيع الثروة وليس استفراد التصرف بالثروة. في ظل حقيقة ان قضية الانفصال غير مطروحة كردياً، مع كامل احترامنا لحق تقرير المصير."

إن ما شهدته في دورة اجتماعات التيار المدني الديمقراطي يبعث الأمل في إمكانية تخطي ازماتنا من خلال منهج موضوعي يتسم برؤية بعيدة واضحة الأهداف الوطنية الديمقراطية المدنية.

ولا بد هنا من الإشارة إلى ان قيادة التيار المدني تناولت في مناسبات عديدة المشكلة الناجمة عن تدني اسعار النفط، مؤكدة ان العراق ليس مفلساً ولا فقيراً، إنما المشكلة في سوء الإدارة وعدم الكفاءة، نتيجة سياسة المحاصصة التي اساءت تفسير مفهوم التوافق بالغاء حقوق المواطنة وكفاءاتها، مما اخل بأداء مؤسسات الدولة، عليه ينبغي الرجوع لقيم المواطنة في التكليف بالمسؤوليات وان ترسم سياسات الدولة بالتوافق.

وبقدر ما يتسم هذا النهج بمسؤولية عالية تبني الآمال المثلومة، فمن المؤسف جاءت الدعوة لتظاهرة يوم السبت المنصرم احتجاجاً على التدخل العسكري التركي منفردة من طرف واحد، فيما ينبغي ان تكون الحركة الراهنة وطنية جامعة لكل الأطراف المتفقة على احترام الاستحقاقات الدستورية وإدانة داعش وكل الظلاميين والطائفية والعمل المشترك لإعادة بناء السلم المجتمعي.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter