|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأحد  13  / 7 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اجتثاث الكورد

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


كل ما سمعناه من الجهات القابضة على مقاليد السلطة في بغداد يوصف كوردستان بالكثير من النعوت، التي يتلقفها "وعاظ السلطان" ليدمغوا الحليف الكوردستاني بـتخريب الدولة، بالتالي اطلاق كل ما تخفيه النفوس من كره عنصري لشعب شقيق.

لم يعد في طروحات الكثيرين أثر لقيم الأخوة العربية الكوردية، ولا ذكر لـ"حضن" جبال وقرى ومدن كوردستان التي لجأ لها العديد ممن يتقولون على كوردستان وقواه السياسية، متناسين أن فصائل البيشمركة كانت الحامية لهم حتى في بغداد.

ويبدو أن الذين استسهلوا "إدامة" اجتثاث البعث في "المساءلة والعدالة"، برغم انه قانون انتقالي، يظنون في نفسهم القدرة على اشاعة مفهوم "اجتثاث الكورد"، في تجاهل ساذج وغير مسؤول لحقائق العراق وتاريخه والويلات التي جرها علينا الخطاب العنصري في التعامل مع مكون رئيس. بجانب أن الدول المتحضرة تقوم على تماسك اختياري يرسخ الوحدة الوطنية، وليس وفق مفاهيم التخوين والأقصاء والتهميش. هذه السياسة التدميرية التي اوصلتنا إلى احتلال داعش لقرابة 30%من الأراضي العراقية.

حذرت القوى المدنية الديمقراطية من مخاطر سياسة الأقصاء والتهميش للمكون السني، وضرورة الوعي بالقيم المعاصرة الإنسانية التي قادت الرئيس كلنتون إلى تشريع قانون اسقاط النظام المخلوع، في مجافاته لهذه القيم، من اجل إقامة سلطة وطنية تعبر عن إرادة جميع العراقيين، بدون ان تكون اقلية متحكمة أو اغلبية تتجاهل حقوق المكونات الأخرى، فننزلق كما هو حالنا اليوم إلى معارك متعددة خلقت الكثير من الثغرات التي تسللت منها داعش بدعم إقليمي ودولي لتحقيق مخططات ليس من مصلحة اي مكون عراقي، بغض النظر عن الحالة النفسية المؤسفة التي تجعل البعض يظن أن "قشة" داعش منجاته من الغرق، فنغرق جميعاً في حالة لم يعرفها العراق في كل تاريخه.

بغض النظر عن كل التجاذبات، التي تتحمل رئاستي الحكومة الإتحادية والإقليم مسؤوليتها، فأن رسالة رئيس الإقليم الأخيرة للشعب العراقي، كان يمكن البناء عليها في حشد وطني لمواجهة داعش والقتل الجمعي وإستعادة ركائز الدولة، لكن ما طرحه رئيس الوزراء زاد التأزيم باتهامات خلطت بين المعارضة السنية وداعش، وكان رد رئيس الإقليم مع الأسف متسرعاً في قرار سحب الوزراء الكورد، الذين هم في الحقيقة ليسوا وزراء رئاسة الإقليم إنما وزراء كتل نيابية لقوى سياسية متعددة، كان من الضروري التشاور معهم قبل الإعلان عن قرار سحبهم.

وحسناً فعل تعقل السيدين روش نوري شاويس وهوشيار زيباري وبقية الوزراء في الإعلان عن مقاطعة اجتماعات مجلس الوزراء احتجاجاً على تصريحات السيد المالكي التي لا تعبر عن موقف مجلس الوزراء الاتحادي.

أخيراً اقول لمن يؤجج العداء للكورد: سحب الوزراء ليس "إعلان حرب" ايها المتفقهين، والأجتثاث استنفذ اغراضه، وحذاري من ظن احد قدرته على اجتثاث مكون رئيس من الشعب العراقي.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter