|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأحد 13 / 10 / 2013                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اعتذار مسؤول

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


لن يستطيع احد تجاهل تصريح السيد مقتدى الصدر بشان بعض التصرفات "المنحطة" التي يمارسها صغار عقول ممن يتوهمون انهم يتقربون إلى آل البيت، عند الإساءة لبعض الصحابة.

إن الأعتذار الصادق الصادر عن ابن الشهيد الصدر الصادق درس ينبغي أن يتأمله بعمق كل من يحسب نفسه على شيعة آل البيت، فالتعرض للمسلمين عموماً، والتعرض للصحابة لم يكن من سنة عترة آل البيت، إنما العكس صحيح، وفي هذا لنا قدوة في الإمام علي بن ابي طالب، برفضه التعريض بمعاوية وهو يقاتله، برغم ما نعرفه عن قولته الشهيرة في "اننا ابناء عم لكني اختلف عنك في 3 ثلاث"، كان أولها أن الإمام لم يسجد لصنم وكان من أوائل المؤمنين برسالة الإسلام ونبوة سيدنا محمد، فيما معاوية من الطلقاء.

وإذا ما كان السيد الصدر قد ندد بوضوح بالتصرفات غير المسؤولة، فمن الضروري ألا نكتفي في مثل هذه البيئة المسؤولة الغرق في تناول النتائج إنما تحري الأسباب. ومن مقدمة هذه الأسباب الصراع الفارسي العثماني، فأهل المذاهب، عدا فترة الانحطاط والضياع، مدارس راي وحجج وليس شتم وتعريض وقتل. وعندما انحدرنا إلى الشتم والتعريض والقتل كنا قد اضعنا انفسنا.

إن التحريم الذي اطلقه الصدر ليس جديداً على آل البيت، لكن القضية هي ضرورة الإلتزام به من قبل دعاة آل البيت، والإلزام به وفق قيم الإسلام ومبادئه في احترام كل المسلمين وعدم التطاول عليهم.

ومثل هذه المهمة تستدعي الكثير، لكن قبل كل شيء الدماثة والأدب في كنف الأسرة، المطلوب اشاعة لغة الرحمة والمودة والرعاية داخل كل اسرة، وفي الوقت نفسه ترسيخ قيم "العيب" في استخدام اية نعوت نابية عموماً، والحرص على الكلمة الطيبة، الصدقة الرائعة التي دعا لها رسول الإسلام في تعامل المسلم مع بقية الناس، وفق معيار "المسلم من سلم الناس من لسانه ومن يده".

إن مهمة الدعوة لقيم الإسلام لها رجالها الأكفاء، ومهمتنا التقاط ما يعني سلامة العراقيين واستقرار أحوالهم، الذي يتحقق في اطار مدرسة ترفض الشتامين، كما رفضهم الإمام علي واحفاده أسباط الرسول.

ترى هل نشهد حملة ثقافية وفكرية تبشر بالكلمة الطيبة وصدقتها وترفض كل ما يثير الحزازات، وهل تكون هذه الحملة جادة ومثابرة وليس مجرد اسقاط فرض أو دعاية انتخابية أو تمهيد لزيارة دول الجوار.

أنه الاختبار الحقيقي الذي لا يواجه التيار الصدري وحده، إنما اختبار لحقيقة وعي الإيمان والحرص على سلامة العراق من خلال استعادة السلم الآهلي وفق قيم ترفض البحث عما يفرق وتحرص على ما يوحد، السنا جميعاً نعيش في تربة العراق ونتنسم هواءه ونتمتع بخيراته، افلا يكون من الخير فينا جميعاً تحري ما يخرجنا من الأزمة الدامية بتجنب خطب الردح، بالأخص من بعض السياسيين المستجدين؟ فهذه هي سنة أل البيت وشيعتهم.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter