|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الثلاثاء  12 / 11 / 2013                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تدارك خسارة للعراق وكوردستان

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


كانت مؤامرة الجزائر خانق للثورة ومحاربة الدكتاتورية. وفي خضم تصفية الثورة جاء الاتحاد الوطني صوتاً يكرس بندقية الجبل للقتال من اجل الديمقراطية في العراق، ليظل تأسيس الاتحاد الوطني وتبلور القوة الواضحة للثورة الكوردية في ثمانينات القرن المنصرم، سفر خالد من اسفار تاريخ النضال الكوردستاني والعراقي، والإنساني.

وإذا ما كانت القوى الديمقراطية قد فجعت باقتتال الحزبين الرئيسين في الإقليم في آذار 1994، فأن التحالف الاستراتيجي بينهما بعد انتصار حكمة الرئيسين طالباني وبارزاني، استكمال لزخم المسيرة. لكن المؤسف هو أن استقرار احوال الإقليم، في ظل الحماية الأميركية أو بعد سقوط النظام، انسى البعض المهام المصيرية التي انتدب لها الاتحاد الوطني نفسه، فاستحوذت اغراءات السلطة وترفها ومواردها غير الأصولية على البعض، والمحاسبات خجولة، حتى وصل الفساد لدى البعض ما افقد قياديين نفوذهم التاريخي وبريق مسيرتهم، لكن "السكينة" سرقتهم، كما تسرق يد ربة البيت وهي تعد طعام العائلة!؟ مع الفارق الكبير بين الحالتين.

وكان المعوّل ان يكون مؤتمر الاتحاد الوطني الاخير المجال للمراجعة وتطهير الحزب، لكن تسيّد الأمل بالقدرة على معالجات اقل ضجيجاً، سواء من خلال مراجعة البعض لأنفسهم أو تقاعدهم أو "إحالتهم" على التقاعد. لكن المحظور الذي كان البعض يخاف منه حل بغتة، فقد غاب القائد المؤتمن، وتدافع البعض على الفراغ ظاناً كل منهم جدارته لملئه، فتفاقمت الأزمة في صناعة القرار والعلاقة بالقواعد، فيما كان للمنشقين زخم الشعارات ووضوح "سوء سلوك" البعض.

إن تراجع الاتحاد الوطني في الانتخابات خسارة للعراق كونه حرص ابدأً على الوشائج الوطنية في بوتقة الديمقراطية، وخسارة للحليف الاستراتيجي لخبرته بحليفه، وخبرة الحليفين بالحاجة إلى اعمال وليست شعارات تحريضية أو معارضة للتشهير بالسلطة.

وليس المهم التعبير عن الألم والمرارة لما تعيشه الساحة الكوردستانية في ظل تداعيات داخل الاتحاد الوطني، إنما المهم عودته معافى لدوره التاريخي عراقياً وكوردستانياً، الدور الذي لن يتحقق بدون تنظيم مسؤول للأسبقيات في مسيرة الحزب، في مقدمتها تشخيص الحاجة إلى فسح المجال للاجيال الشابة وفق عملية حزبية ديمقراطية وليس توريث الابناء، كما يطرح البعض من اقر بحاجته للتقاعد، وضرورة اعتراف بعض القياديين بانهم قد استنفذوا دورهم وبات الواجب يستدعي انسحابهم من القيادة، بحكم السن كما فعل كمال فؤاد وفؤاد معصوم، أو بحكم تجاوز العصر لرؤيتهم كما هو حال بعض المناضلين الذين لا يواكبون مسيرة "شجرة الزيتون واللكسوس والعالم المسطح" وتجاذبات النضال ضمن دولة العراق الاتحادية الديمقراطية.

بدون الجرأة في نكران الذات والتخلي عن اوهام كفاءة معدودين للزعامة، فأن العراق وكوردستان والحزب الحليف الرئيس سيفقدون قوة تاريخية للم الشمل بفضل حكمة طالباني وثقل شخصيته النضالية وبصيرتها، التي ينبغي الحفاظ عليها بتعافي الاتحاد الوطني .

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter