|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الخميس  11  / 9 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الأمل بالتغيير وليس الأنفعال

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


بعد تصويت مجلس النواب على برنامج الحكومة ووزرائها ونواب رئيس الجمهورية والنائب الأول للبرلمان الاتحادي، هالني اليأس والتشكيك في مواقع التواصل الاجتماعي، مع كيل اقسى التهم لجميع المكلفين.

تسود حالة القاء التهم بالجملة، بدون مناقشة للوثيقة السياسية لتوافق الكتل النيابية، ولا صفات أي من المستوزرين، سيل من التهم، تصدرها بعض الأدباء بكتابات وجدانية عابثة وليست تحليلاً في علم السياسة. وهذه هي المأساة الكبرى في ان يتصور بعض الادباء انهم منظرون. وفي هذا الشأن لي تجربة مؤلمة مع شخصية عزيزة علي هي الشاعر الكبير مظفر النواب في سجن الحلة، حيث كان ينفعل في تصوراته للقدرة على انجاز ثورة يقودها العمال والفلاحون والعسكريون والمثقفون الثوريون، كان ملتاعاً في قصائده مع صوته الهادر ينزف دماً في دواخله ويتعاطى المسكنات لتهدئة محنة وجدانه، بكل ما في رقة الرومانسي من وجدان متوقد يتوق للعدالة. وقد تبنى الشارع العربي بعد العراقيين، الكثير من قصائده. وحتى "السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة" كان معجباً بقصائده، فبعد تموز 1968، دعا النواب للقائه، وحين لقائهما ابدى اعجابه العميق بشعره، وحين ساله عما يريده، اجاب النواب "جواز سفر لمغادرة العراق"، وحين اعطاه الصورتين اللتين طلبهما، استلم النواب جوزسفره في دقائق وسافر بعدها. وظل الشارع يردد كل ما يلقيه النواب من عطائه الكبير، بعد "لآ استثني منكم احداً. ." التي القاها بعد هزيمة 1967 في سجن الحلة. الهمنا في شعره كره الظلم والإرادة على مواجهته، وهجائه، لكنه لم يلهمنا طريقاً للخلاص منه، وثبت موضوعياً في تجربة "الديمقراطيات الشعبية" وافغانستان ان الجيش الأحمر، أو "البؤر الثورية" ليست كافية لإقامة سلطة ثورية، فهناك معطيات موضوعية داخلية بجانب الظروف الخارجية تتفاعل، وقد تفاعلت فسقطت الديمقراطيات الشعبية وكانت كارثة افغانستان. لكن الثورة الإسلامية في إيران قامت وهي باقية وقابلة للتطور لأن لديها قاعدة اجتماعية عريضة، وهي من القدرة لتتفاعل مع مطالب التغيير، بعكس ما جرى في المجر وتشيكوسلوفاكيا وافغانستان، حيث توالت الكوارث بعدها في العالم.

كان بودي سماع مناقشة للبنود العشرين التي تضمنتها الوثيقة السياسية، كم بودي لو ان احداً قال بأن د. عادل عبد المهدي استقال من منصب نائب رئيس الجمهورية استجابة لإنتفاضة 2011، كم كان ضرورياً لو قيل بأن تسلم عبد المهدي وزارة النفط ود. روش نوري شاويس وزارة المالية يعني أن الكثير من فتائل الأزمة مع الإقليم قد نزعت، بالأخص وفق مضمون البنود الخمسة الأخيرة من الوثيقة السياسية.

لست مدافعاً عن حكومة العبادي، لكن هل قرا بعض الكتاب شخوصها الرئيسة، هل التفت احد إلى ان وزير الثقافة جاء لأول مرة من الوسط الثقافي والإعلامي؟

واثق ان الأنفعال تسرع وخاطئ، وعسى نرى خطوات عملية لتحرير العراق من الظلاميين ومن الأزمات المتوالية، و"اجتثاث" الفساد وإشاعة العدالة وفق مساءلة قضائية مدنية وطي صفحة الماضي..وليتنا نشارك في توفير بيئة ثقة وبناء وليس انفعالات عاطفية أو طائفية؟!؟

ولا بد من القول بأن موقف الكتل الكوردستانية كان في منتهى التوازن في افساح المجال للأمل بالتغيير.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter