|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 السبت  11 / 1 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المعلومات والإعلام

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


الحقيقة الكبرى التي تؤكدها المعلومات والوثائق التي ينشرها موقع "ويكليليكس" أن الدول، خصوصاً الكبرى، تتعامل مع الجميع "أهدافاً"، عليها ان تجمع عنها اكبر قدر من المعلومات، التي قد تحتاجها لغرض التقارب او الخصام أو حتى الأبتزاز.

والبعض يستغربون احتفاظ الأجهزة الأمنية بملفات لكبار مسؤولي الدولة، مثل ملف "نوري باشا السعيد" لدى الأمن العامة زمن الملكية، وملفات للفريق الركن عبد الكريم قاسم وبقية المسؤولين والوزراء، لدى الأستخبارات العسكرية بجانب الأمن العامة. لكن الحقيقة هي أن مديرية الأمن العراقية زمن بهجة العطية عملت وفق معايير مهنية مستقاة من تجارب دول متقدمة.

ومن المؤسف أن الإعلاميين لدينا يتعاملون مع المعلومات بطريقة تؤدي إلى الإكثار من "البهارات" إلى حد تضيع معه حقيقة الأصل، نتيجة التدخل التعسفي في نص المادة وتهشيمه. وكما نذكر فأن العديد من وسائل الإعلام كانت على سبيل المثال تنقل خبراً عن مسؤول إسرائيلي بالقول "أعلن رئيس حكومة النظام "الصهيوني" (بالطبع فأن الإسرائيليين لا يعدون الصهيونية سبة بل هي عقيدتهم) أن "نظامه الإستيطاني التوسعي" ( لن يقول نظامه الإستطياني التوسعي، إنما يقول أن "الحكومة الإسرائيلية قررت" لأن المفردات السابقة تُضمن الخبر تحاملاً لا ينبغي احتواء الخبر له، لكن يمكن تضمينه في التحليل السياسي) سيبنى 10 ألاف وحدة سكنية جديدة...".

ومن ا لجيد أن تتولى وسائل الإعلام عندنا، بغض النظر عن توجهها السياسي، تسليط الضوء على اية معلومة تخص علاقاتنا، دولة ومواطنين، بالعالم. لكن الشيء المهم أيضاً النقل بدقة عن المصدر، وألا يتضمن الخبر استنتاجات الإعلامي او محرر الخبر، ضمن نص الخبر، مما يخرق قيم مهنية في لوي الخبر، واضعاف المصداقية.

وبقدر ما لا يبدو مستغرباً ان تكون لطارق الهاشمي أو شخصيات مثل اسامة النجيفي علاقات جيدة بالمملكة العربية السعودية وقطر وغيرهما، فأنه ايضاً ليس مستغرباً أن تكون لرئيس الوزراء ود. خضير الخزاعي ود. حسين الشهرستاني والعديد من المسؤولين علاقات جيدة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية. لكن السؤال المهم في تقييم هذه العلاقات هو هل انها تحمي دماء العراقيين واموالهم واعراضهم، وتوظف لبناء الدولة واستقرارها، ام انها تصب باتجاهات اخرى. وبقدر ما نعتقد بضرورة ان تكون هناك علاقات صداقة وتعاون حيويين مع الجمهورية الإسلامية في إيران، فأن المطلوب والمصلحة الوطنية تكمن في اقامة العلاقات نفسها مع بقية دول الجوار، في مقدمتها المملكة العربية السعودية والكويت وتركيا و"قطر"، وبقية العالم. فمثل هذه العلاقات القائمة على مبادئ المصلحة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، من مستلزمات الأمن الوطني العراقي والأستقرار الداخلي.

ترى هل يمكن التعامل وفق معايير رصينة مع اية معلومات نحصل عليها، أم اننا منزلقون في نهج النظام الشمولي بالتشهير بكل من نختلف معه، دون وعي بالحسابات الإستراتيجية والحرص على النسيج الوطني واحترام الشخصيات الوطنية ممن ليست تحت طائلة القضاء؟!؟
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter