|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 7/10/ 2012                                                      فؤاد علي أكبر                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مراجعات ذهنية بسيطة...

فؤاد علي أكبر 

لا يُذكر الله في وطن مثلما يُذكر في أوطاننا ولا من طمأنينة في القلوب.. لايُرفع الدعاء في وطن مثلما يُرفع في أوطاننا ولا من مستجيب..

فما هي الحكاية؟
في أوطاننا يُظلم الناس ويُقهرون وبدلاً من أن يَعملوا على دفع الظُلم والوقوف بوجهة الظالم فهم يُعجبون بالظالم وقسوته ويسألون الله في أنفسهم أن يَلطف بهم.. والله لا يستجيب.. في أوطاننا يُذل الناس ويُهانون كل يوم وبدلاً من أن يثوروا لكرامتهم المهدورة ولايقبلوا بالإهانة فهم يتذلَّلون للمُهين ويطلبون من الله أن يُلقي المحبة في قلوب المتجبرين.. والله لايستجيب.. في أوطاننا يُعتقل الناس ويُعدمون ويُبادون بالآلآف وبدلاً من أن يفعلوا شئ لأنقاذ أنفسهم وإخوانهم ويدافعوا عن بعضهم فَهُم يصفقون للطغاة ويتوجهون إلى الله بالدعاء أن يُلين قلوب المجرمين وأن لايُريهم مكروهاً ..والله لا يستجيب.. في أوطاننا يُساق الناس إلى الحروب والمحارق والمهالك وبدلاً من أن يرفضوا العدوان ويتمسكوا بالسلام والمحبة ويحافظوا على حياتهم وحياة أبناءهم فهم يُطيعون البغاة ويتوسلون بالله أن لايغضب عليهم ويَنصرهم ويعيدهم سالمين.. والله لايستجيب.. في أوطاننا يَصعد الأراذل والأشرار والمنافقون والدجالون واللصوص على أكتاف الناس ليحكموهم ويتسلطوا على رقابهم وبدلاً من أن يُسقطوهم ويُعيدوهم إلى الحضيض الذي جاءوا منه فهُم ينحنون لهم ويمكنونهم من رقابهم ويقولون لله ربنا لاتسلط علينا أشرارنا.. والله لايستجيب.. في أوطاننا يُجوَّع الناس وتُسرق ثرواتهم وخيراتهم وبدلاً من أن يدافعواعن قوتهم وقوت أجيالهم ويصونوا نِعَمهم فهم يرضون بالفُتَات وبما مَنَّ عليهم اللصوص ويطلبون من الله أن يُشبعهم من رزقه.. والله لايستجيب.. في أوطاننا يُلقن الناس على الإلتزام بالموروث وبدلاً من أن يُفكروا ويتقدموا فَهُم يُمجدون المتخلفين ويتمسكون بالماضي ويطلبون من الله أن يغير حالهم إلى أحسن حال.. والله لا يستجيب.. في أوطاننا يُستغل الناس في إيمانهم بالله وفي معتقداتهم وبدلاً من أن يحافظوا على مقدساتهم ويَعصموا أنفسهم من الإستغلال فهم يُبيحون أنفسهم للمُستغلين والمتاجرين بالدين ويتقربون لله من خلالهم.. والله لا يستجيب.. في أوطاننا يُحرض الناس على القتل والحقد والضغينة والكراهية فيما بينهم وبدلاً من أن يمقتوا ذلك ويقفوا صفاً واحداً ضد من يفرقهم فَهُم يستسيغونه ويطيعون من يحرضهم ويتوجهون إلى الله أن يجمع شملهم ويَقيهم شرالفِتْنَةُ.. والله لايستجيب.. في أوطاننا يُزج بمرضى العُصَاب واليائسين والجهلة بين الناس ليَقتلوا أنفسهم والأبرياء من حولهم وبدلاً من أن يُعالجوا ويُعاقب مُحرضيهم فَهُم يُلقبون بالشهداء أو الإرهابيين ويُدعى لهم بالجنة أو تصب عليهم اللعنات ..والله لايستجيب.. في أوطاننا يُقتل الناس جزافاً في كل مكان وبدلاً من أن يَنبَّذَوا العنف والتطرف ويُطاردوا الجناة ويَقتصّوا منهم فَهُم ينتقمون من بعضهم ويهرعون إلى المساجد وأوكار المجرمين ويرفعون أيديهم إلى الله أن يمنحهم القوة والرَّهبة لإرهاب الناس.. والله لايستجيب.. في أوطاننا يُذبح الناس على الإسم والشكل والملبس والمدينة والرأي والشعور والعاطفة والدين والمذهب والعقيدة والعرق وبدلاً من أن ينتصروا للضحايا ويُدينوا الجاني فَهُم يُلقون باللَّوم على الضحية ويَلتمسون العذر للقاتل ويريدون من الله أن ينصرهم على الظالمين.. والله لا يستجيب..

والنتيجة...!
لا يُظلم الإنسان في وطن مثلما يُظلم في أوطاننا.. ولا من مغيث.. لا تُغتصب الطفولة في وطن مثلما تُغتصب في أوطاننا.. ولا من معين.. لا تُهان المرأة في وطن مثلما تُهان في أوطاننا.. ولا من منصف.. لا تُنتهك الحرية والكرامة والحياة مثلما تُنتهك في أوطاننا.. ولا من ذائد.. لايُحارب الفكر في وطن مثلما يُحارب في أوطاننا.. ولا من رادّ.. لا يُقدس الجهل في وطن مثلما يُقدس في أوطاننا.. ولا من هاد.. لا يُقتل الأبرياء والمساكين والشرفاء والأحرار والخيرين في وطن مثلما يُقتلون في أوطاننا.. ولا من ناصر.. لا يُورِّث الطغاة والدجالين والمجرمين والمنافقين والمتملقين في وطن مثلما يُورِّثون في أوطاننا.. ولا من صالح..

وأخيراً...
في أوطاننا يَتصوَّر الناس بأنهم مذنبون وبدلاً من أن يدركوا بأنهم ليسوا سوى ضحايا وعليهم أن يتخلصوا ممن يظلمهم ويضللهم ويستغلهم فهم يجلدون ذاتهم ويجودون بما لديهم للجناة أبتغاء مرضاة الله.. والله لا يستجيب.. وفي أوطاننا الكثير والكثير مما يُنذر بالأسوء والخطير

 

  

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter