|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  8 / 6 / 2009                                 ضياء كريم                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ربهم اوصى بايذاء سابع جار !

ضياء كريم
(موقع الناس)

العراق و الكويت دولتان جارتان لا يمكن لأحد منهما أن يحمل ارضه وشعبه ويذهب به الى مكان اخر ويجاور بلدان اخرى حسب هواه وتطلاعات حكامهما , شعوبهما متآخية و متصاهرة في ما بينهما .

بالتأكيد الشعوب لا يمكن ان ترغب بصراعات فيما بينها, ليس هناك شعب في كل انحاء المعمورة هجم على شعب جار له , لم نسمع بهذا مطلقا على الاقل في العصر الحديث, بعض الحكام هم الذين يفعلوا ذلك ويختاروا طريق العنف والدمار . وبما ان غالبية الحكومات في منطقتنا لا تسأل شعوبها بما يقدمون عليه من حماقات لذلك لا يمكن معاقبة او تحميل هذه الشعوب المغلوبةعلى امرها حماقات حكامها .

المجرم المقبور صدام الحاكم الاوحد على العراق في زمانه الغابر قام بحماقه ملعونه وغير مسؤوله بغزوه للجارة الكويت , وكان للكويت الحق بل كل الحق للاستعانه بكل الامكانات اللازمه لاخراجه بل ايضا كان لهم الحق باجبار العراق آنذاك بدفع التعويضات نتيجة ما حل بالكويت والكويتيين من اذى . واليوم صدام ذهب الى الجحيم والشعب العراقي بدأ الان يستنشق الهواء الخالي من ظلم صدام الذي كان مملوءً بالخوف المخلوط بروائح البارود ولمدة اكثر من ثلاثين عاماً والاخوة في الكويت اسنشقوه سبعة اشهر.

يا اصدقاء العراق من الكويتيين لماذا نحمّل الشعب العراقي الان بالاستمرار بدفع الجزيه ؟
وهم عانوا من الطاغيه اكثر باضعاف المرات مما عانيتم انتم . لا اريد ان احمّل الشعب الكويتي معاناة العراقيين وابادة مئات الالاف منهم في حرب نظام صدام مع ايران , ولولا دعم دول الخليج والكويت بالاعلام والاموال التي قدرت بعشرات المليارات من الدولارات لما استطاع صدام الاستمرار بالحرب اسبوعاً واحداً وبالتالي لما فقد العراق كل ذلك العدد من الضحايا, فيا احبتنا في الكويت من يعوض هؤلاء ؟ للتذكير فقط صدام ادين وحسب القانون هو مجرم , سؤال عرضي ما حكم الذي يساند ويدعم مجرم ما ؟

الشعب العراقي لا يطالب شعباً ما بالتعويض طالما هذا الشعب لم يختار او يدعم اخطاء حكامه خاصة اذا كان هذا الشعب جار له , والشعب العراقي ايضاً يتطلع ان يكون جاره بنفس الحكمة والمسؤولية لانهم باقون وحكامهم زائلون.

العراق ينزف وهو الان محتاج من يضمد جراحه , الجريح يحتاج المساعدة والمساندة وليس المعتوه الذي يهاجم جيرانه في عتمة ليل. مع الاسف الذي حصل ان جيران العراق ساندوا ذلك المعتوه المتهور بكل طاقتهم ويؤسفني ان اقول ساهموا بشكل مباشر بزيادة معاناة الشعب العراقي , واليوم عندما تخلص الشعب من جلاده والجراح لا زالت تنزف واذا بجيرانهم يرشون الملح على جراحات هذا الشعب .

المساعدة وتضميد الجراح اتت من بعيد من شعوب تفصل العراق واياهم الاف الاميال حيث الغوا مستحقاتهم من الديون بل وساهموا بشكل مباشر بتحريرهم من الجلاد وبالتالي المساهمة في اعمار البلد ، اما الجار والقريب جداً فهو يعمل بكل جدية للنيل من هذا الجريح وكأن ربهم اوصى بايذاء سابع جار !



8-6-2009
 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter