|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  7 / 5 / 2009                                 ضياء كريم                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

نوارس دجله وعطلة نهاية الاسبوع...

ضياء كريم
(موقع الناس)

في عطلة نهاية الاسبوع الاولى من شهر الخامس 2009 كنت على موعد بالاستماع لحدث لا يتشرف به العراقي الاصيل كما روى لي من كان شاهد على الحدث من غير العراقيين , حيث التقيته لاحدثه عن ما حضرت وشاهدته انا في هذه العطله وكلي فخر وانا احدثه عن نوارس دجله وكيف اطربت هذه النوارس السويديين اكثر من العراقيين انفسهم وكيف حلقنا على اجنحة هذه النوارس ورحلت بنا الى سماء بغداد وكيف جاءت ببغداد الى استوكهولم لنفتخر بها امام من حضر من السويديين الذين اثنوا وبكل اعجاب بما سمعوه وشاهدوه من الفن الراقي والموسيقى العذبه.

قال احدهم انا لم اعرف العراق سابقا وهذه الليله تعرفت على بلد يملك من الفن والحضارة قل نظيره في العالم وكان سعيدا جدا وهو يصف التراث والفن العراقي بعد حضوره امسية ولا اروع من ذلك لفرقة نوارس دجله وهن ينشدن اغاني من التراث العراقي الجميل و الراقي.

على شواطي دجله مر , داده حسن , نوبه امخمره ونوبه امغشايه.... وغيرها من اغاني التراث الجميل لفنانين عراقيين امثال ناظم الغزالي ورضا علي و الفنان فؤاد سالم و انوار عبدالوهاب و امل خضير و قبلهم الكبنجي وغيرهم من فناني السبعينات و ما قبلها نعم وما قبلها.

لقد كررت كلمات وما قبلها اي السبعينات و قبل السبعينات متعمدا لاذكر ما وصفه لي صديقي غير العراقي عندما كان في نفس اليوم الذي حلقنا على اجنحة النوارس كان هو في رحله بحريه اعتاد الكثير من السويديين ان يقضوا عطلة نهاية الاسبوع في مثل هذه الرحلات ليقضوا اوقاتا هادئه و جميله في هذه الرحلات بعد ايام من العمل والبناء والانتاج في بلدهم , كان صاحبي و هو زميل لي بالعمل ضمن هذه الرحله طلبا للاسترخاء حيث وصف لي واقعه حدثت في هذه الرحله تمنيت في تلك اللحظه ان لا اكون عراقيا , ولكن نوارس دجله جعلتني اتراجع عن امنيتي الطارئه .

الذي شاهده صديقي في هذه الرحله البحريه هو النقيض بعينه عما تمتعت انا في حفل نوارس دجله.
تحدث عن ما حدث في هذه الرحله من معركه قال انه لم يشاهدها الا في افلام الكوباي , استدرك وقال كنت جالس واستمتع بالاستماع للموسيقى وهناك من يرقص على انغامها كالمعتاد , ومن غير المنتظر يتعالى صراخ باصوات لم افهمها و انقلبت الامور واصبح مكان الرقص حلبة صراع بين اناس من ذوي الشعر الاسود فقط حيث ابتعد غيرهم خارجا ، وكان المنظر بشعاً جدا لكثرة الخراب الذي حصل بالمكان ولم تنتهي هذه المعركه الا بعد وصول افراد الجهاز الامني المتواجدين في هذه الرحله حيث اقتادوا المتخاصمين ورؤسهم الى الاسفل وهم في حاله مخزيه و مؤلمه بنفس الوقت .
وعلى اثر ذلك تم غلق المكان لكثرة الخراب الذي حصل فيه ، مما جعل الاخرين من السويديين و الفنلنديين المتواجدين في هذه الرحله وهم بالمئات يلعنون و يشتمون العرب لما فعلوه في هذا المكان الجميل المخصص للراحه والترفيه من اتعاب العمل طيلة ايام الاسبوع .

لماذا العرب ؟ سألته ، فأجاب لان المعركة كانت بين عراقيين واشقائهم المغربيين . وكيف عرفت ذلك ؟ قال لي خلال الرحله , وقبل المعركه كنت قد تحدثت مع بعضهم وذكروا لي انهم من العراق وكان اغلبهم لا يتحدث السويديه بشكل جيد وذكر لي بعضهم انهم هنا منذ سنتين و اخر منذ ثلاث سنوات, لذلك كان واضحا لي في ساحة المعركه حيث الاضواء الكاشفه انهم هؤلاء الذين تحدثت معهم منذ ساعات في المطعم . وبعد انتهاء المعركه سمعت من المسافرين الاخرين على متن الباخرة وهم يلعنون العرب ان الطرف الاخر اي الخصوم كانوا من المغرب.

اما في سهرة النوارس فقد كان الحضور اكثر من 500 شخص خرجوا كلهم طائرين فرحا و فخرا وهم رافعي الرؤس ويرددون الانغام الجميله التي طربوا لها , ومكان السهره كان مملوءاً بالورود و الحب وتبادل التحايا وبالطبع كان الاجمل فيها ، هن نوارس دجله حيث اضفن الى مكان الحفل جمالا و خاصة وهن في الملابس التراثيه الملونه و المطرزة بالورود .

ترى هل صدقني زميلي بالعمل بما رويت له عن مشاهدتي في عطلة نهاية الاسبوع ؟ خاصة انه قد شاهد في نفس العطله مشهداً اخراً بعيداً جداً عن كل ما رويت له , قلت له انك شاهدت غربان العراق وهؤلاء تغذوا على العنف في زمن الحروب منذ مطلع الثمانينات , تربوا على ايدي هدام العراق و ازلامه الذين لم يعرفوا معنى الحب والسلام .
اما نوارس دجله ومن رعى هذه الفرقه فقد كانوا رافضين للدمار وتركوا العراق مرغمين لكي يحافظوا على وجه العراق مملوءاً بالحب و السلام .


7~5~2009




 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter