|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  23 / 4 / 2010                                 ضياء كريم                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الحصان مُلجم والبغل فالت...

ضياء كريم
(موقع الناس)

في مقال سابق لي وفي فترة مناقشة قانون الانتخابات في مجلس النواب , طالبت أن يتضمن القانون شرطاً , وهو على الناخب أن يجيد القراءه و الكتابه على الاقل , حيث في وجود مثل هكذا شرط سوف يجعل الجميع بما فيهم المرشح و الناخب أن يسعى وبكل جديه لمكافحة الاُميه و بالتالي الابتعاد عن الجهل , وقد تعرضت للكثير من الانتقادات بحجة ان طلبي هذا سوف يَحرم غالبية الشعب من حق التصويت , علماً اني كنت اقصد في طلبي تطوير المستقبل المعرفي و الثقافي للشعب ومن خلاله التصويت لنوعية وطبيعة الحاكم .

ها وقد صوتَ اكثر من اثنا عشر مليون عراقي في الانتخابات التي تمت في السابع من اذار الحالي , لستُ أنا الوحيد الذي يُجزم بان الغالبيه العظمى من هؤلاء لم يَختار ولم يَعطي صوته على أساس الكفاءه او البرنامج الانتخابي , بل الأنتماء الطائفي والعرقي والعشائري كان له الدور الاهم بالإختيار , والبعض إختار الشخص فقط لانهُ يشاطره الكره و العداء للطائفه او القوميه الاخرى .

الشعب العراقي و لعقود ليست قليله تعرض لغسيل ثقافي ومعرفي قلَ ما تعرضت له الشعوب في العالم على مر التاريخ .
في العصر الحديث ليس هناك شعب في كل العالم (باستثناء الشعب العراقي) نسبة الاميه فيه ازدات عما كانت عليه قبل ثلاث او اربع عقود .
لذلك أنا شخصيا لا اشك أبداً بصحة الأرقام ونوعية القوائم التي تُعلن تفوقُها تباعا من قبل القائمين على العمليه الانتخابيه , حيث كل إناء بما فيه يَنضحُ .

الشعوب المتعلمه و الواعيه لا يمكن أن تنتخب جلاديها , بل العكس تختار من هو الحريص على مقدراتهم و المتواجد بينهم والذي يُضحي بكل ما يملك من أجلهم , وكذلك تختار العلم و الثقافه ويُنبذ الجهل والتخلف والسارق والمُحتال والقاتل . المتعلم يختار النزاهه والاصاله ويُفضله على المشوه الهجين , تَصور كيف يكون حال الأمة التي فيها الحصان مُلجم و البغل فالت .
للاسف الاصيل في العراق صوته لا يصل لأحد بسبب تسلُط المشوه و الهجين .
وفي حالة إستمرار تسلط المشوه , بالتأكيد الأمور ليس فقط ستبقى على ما هي عليه بل ستزداد سوءاً ويزداد التخلف , و الأميه ترتفع مُعدلاتها لأن التخلف و الأميه هما الرافدان الأهم باستمرار جريان نهر المشوه و الهجين .

العراق سوف يشهد في الايام القادمة النتائج النهائيه لتصويت الملايين من العراقيين . سنشهد كيف سيتقبل الفائز والخاسر أحدهما لنتيجة التصويت للاخر ! وهل سوف يهنئ الخاسر الفائز ؟ كما هو الحال في البلدان المتحضرة التي فيها نسبة الاميه تكاد أن تكون صفر% .
وهل سيشاهد العالم تسليم السلطه للاخر على خشبة احد مسارح العراق القليله جدا وعلى شاشات الفضائيات العراقيه التي قد يقترب عددها من الألف ! وهل سيتم تشكيل الحكومه خلال أيام ؟ وهل خلال الأربع سنوات القادمه سيحصل العراقي الذي صوت لهؤلاء , على أربع ساعات كهرباء يومياً ؟


23/3/2010

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter