|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  14 / 6 / 2009                                 ضياء كريم                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الامية.... وإختيار الحكم

ضياء كريم
(موقع الناس)

بلدان الشرق الاوسط كثيرا ما تفتخر بالحضارات القديمه على اراضيها , العراقيون يتباهون بالحضارة السومرية و البابلية وغيرها , وهم اول من علم البشرية الكتابة , والمصريون كذلك يفتخرون ويدعون هم اول من اكتشف الحرف , وكذلك الايرانيون بتباهون بحضارتهم الفارسيه وقوتهم وعلومهم , وهم جميعا يشتركون بما كانوا عليه وقدموه عبر الحضارة الاسلاميه , في علوم الطب و الرياضيات و الفلك .

الملفت للنظر انهم جميعا يتحدثون و يتفاخرون بما كانوا عليه (كان فعل ماضي ناقص) ويتناسون حالهم الان المتخلف كثيرا عن الشعوب المتحضرة في هذا الزمن , والتي ليس لها تاريخ وحضارة بالمستوى الذي كان عليه شعوب الشرق الاوسط , بل هم لهم الحق ان يفتخروا بما هم عليه اليوم من مستوى تعليمي وانعدام الاميه في بلدانهم حيث ان غالبية البلدان المتقدمه اليوم يصل فيها نسبة الاميه الى 0% , وبالتالي ينعكس هذا على انتخاب نوعية الحاكم في بلدانهم المتقدمه و المستقرة و الانسان فيها مصانة كرامته .

اذاً كيف يمكن لشعوب منطقة الشرق الاوسط ان تختار حكومات على قدر كبير من المسؤوليه والنزاهه وتعمل من اجل تقدم وصيانة كرامة الانسان ؟

اختيار مثل هكذا حكومات يعتمد بالدرجه الاولى على الناخب , اي نوعية الناخب و ليس العدد كما تقاس اليوم في بلدان الشرق الاوسط . كم من الناخبين في العراق مثلا يقرأ و يطلع على البرنامج الانتخابي للمرشحين ؟(وهذا ينطبق على بلدان الشرق الاوسط ايضا) بالتأكيد النسبه قليله جدا وذلك بسبب كثرة الاميه في البلد حيث تصل الى نسبة اكثر من 60% وهؤلاء بالتأكيد اذا ما ادلوا باصواتهم سيكون لهم التأثير الكبير باختيار الحاكم , ولذلك فإن نوعية الحكم في هذه البلدان هي التي على ما هو عليه اليوم , وهؤلاء اي الحكام يعملون كل ما بوسعهم لزيادة الاميه في بلدانهم لكي يضمنوا انتخابهم مجددا , وهذا هو سر زيادة الاميه في الشرق الاوسط قياسا بالبلدان المتقدمه وحتى في نفس بلدانهم في العقود السابقه وهنا الطامه الكبرى. في سبعينات القرن الماضي كان من النادر ان تصادف شخصاً في العقد الثاني من عمره لا يجيد القراءه و الكتابه في العراق , اليوم وبعد اكثر من ثلاث عقود هناك نسبه كبيرة و ملفته للنظر من الاميين في سن العشرين من عمرهم !

لذا ارجع الى السؤال المطروح حول كيفية اختيار حكومات على قدر .....
اقتراحي بالتأكيد سوف يثير الاستغراب والبعض يعتقد انه ضد الديمقراطيه و الانسانيه , ولكن لم اجد حل اخر يتناسب مع وضع شعوب المنطقه و بالاخص العراق , حيث الديمقراطيه الحقيقيه كما هي الان في الدول المتحضرة تكون بلاء على شعوبها في حالة وجود نسبة أميه مرتفعه .

اقترح على المخلصين من ابناء العراق وبالتعاون ايضا مع الامم المتحده بالعمل على اصدار قانون جديد للانتخابات (في العراق) يشمل بالاضافه الى عمر الناخب ان يكون الناخب غير أمي ويجيد القراءة والكتابه شرطا اساسيا لمشاركته بادلاء صوته في اي نوع من الانتخابات .

ارجو من الذي يطلع على هذا المقترح ان يترّيث قليلا قبل الحكم عليه , تصور المرشح لاي انتخابات اذا ما اقر هذا القانون سوف يعمل بكل جهده للتعاون بازالة الاميه لدى الناخبين ليضمن فوزه , وكذلك الناخب الامي يبذل الجهد المضاعف لتمكنه من القراءة والكتابه وبالتالي في مدة قياسيه يستطيع البلد القضاء على الاميه وبذلك نواكب البلدان المتحضرة حتى بنوعية الحكام . وحينها ستلائم الديمقراطيه بشكل مناسب لمثل هذه الشعوب ولن تكون بلاء عليهم .

انا لا انكر وجود اناس من الاميين لهم امكانيه عاليه بتشخيص نوعية المرشح , وهؤلاء اعدادهم قليله واصواتهم ليس لها التأثير المباشر على تغيير فوز مرشح ما و بالمقابل هناك اناس من الذين يجيدون القراءة والكتابه ليس له القدرة على الاختيار الصحيح , وهؤلاء كذلك ليست لاصواتهم الاهميه الكبرى بانتخاب نوع المرشح ,اذا ما قورنت باعداد هؤلاء الملايين من الناخبين الاميين الذين يصوتون لمن يملى عليهم وبدون ارادتهم .

انا متأكد ان اقتراحي هذا لا يروق لمن يعتمد في وصوله للسلطه على اصوات الغالبيه من الاميين في بلدانهم , لذا انا اناشد الطرف الاخر للعمل في هذا الاتجاه وسوف يكون العراق السّباق في المنطقه بل ومنه تتعلم البلدان الاخرى التي تعاني من ذات المشكله في كثرة الاميه و نوعية حكوماتهم .


14-6-2009

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter