|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  14 / 4 / 2010                                 ضياء كريم                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أوسمة ملكية ..... وأحزمة ناسفة

ضياء كريم
(موقع الناس)

يُقال إنه كان هناك راعي غنم إختاره سُكان احدى القرى لكي يجمع أغنام وماشية القرية كل يوم ليرعى بها وبمساعدة كلابه المعروفة لديهم مسبقا بالوفاء , سُكان القرية كانوا يعانون من مشكلة فقدان أغنامهم كل يوم تقريبا على مدى فترة الراعي السابق الذي كان يتحكم ليس فقط بأغنام ومواشي اهل القرية بل و يُهاجم مواشي و مراعي القرى المجاورة . لذلك استبشروا خيراً حين تم معاقبة الراعي السفاح السابق وهللوا واقاموا الأفراح لإنتصارهم على من نهب ثروتهم . الراعي الجديد كان محل ثقة سكان القريه وذلك لأنه احد الذين اكتشف خيانة الراعي السابق.

فرحهم بهذا الانتصار العظيم لم يدم طويلا حين اكتشفوا عودة المُشكلة السابقة وهي فُقدان الاغنام والمواشي وبشكل لا يقل عن السابق عددا و وحشية .

الحقيقه والتي لم يكتشفها أهل القرية لحد الآن هي ان الراعي المُنتخب ومن خلال كلابه الذين يتهاونون في واجب الحراسة كانوا على اتفاق سري مع بعض الذئاب مقابل أن تترك الذئاب لهم بعض الفتات و بقايا عظام كل يوم في مكان سري اتفقوا عليه .

الأحداث الغريبة والمتكررة في هذه القرية دون القرى الاخرى جعل القرية وسُكانها وكوارثها حديث الساعة عند أهالي القرى الاخرى , البعض يعتقد سبب هذه الكوارث هو تدخل القرى المجاورة , والبعض يقول أن ذئاب و كلاب الراعي السابق ما زالوا يعبثون بمقدرات القرية , وهناك من يقول أن المشكلة في سُكان القرية انفسهم حيث الجهل والتخلف يفوق كثيرا .. ما هو عليه في القرى الأخرى وهذا سبب مهم باختيار نوعية الراعي .

العراق وبعد سبع سنوات من سقوط ودحر نظام الوحوش المفترسة والذي كان يلتهم ثروات و ارواح البشر وبشكل علني وكلاب ذلك النظام وذئابه معروفة و مكشوفة للجميع , لا زال العراق يُعاني الامرين , أي ارواح شعبه و ثرواتهم لا زالت تتعرض للنهب والدمار ولكن اليوم على طريقة الراعي المُنتخب وكلابه الأوفياء جدا ( للذئاب ) .
كيف لا يُعاني وازلام النظام السابق وذئابه لازال بحوزتهم كل ترسانة الأسلحة التي خزنوها ايام حكمهم , كيف لا يعاني ودول الجوار و مُخابراتهم تسرح و تمرح بكل مدن العراق , وكيف لا يُعاني والجهل ونسبة الأمية في ازدياد.

الجميع ( القوى السياسية النافذة ) تدّعي بانهم حريصون كل الحرص على أمن و ثروة البلد , وتستغل سُمعتها السابقة وهي الوفاء للشعب أيام المعارضة , ولكن الحقيقة ان ارواح ودماء الناس الآمنيين يتحكم بها المُتسابقين على لقاء حوريات الجنه وذلك بلبسهم لأحزمة ناسفة , والرعاة يتسابقون تباعاً لكي يلبسوا أوسمة ملكية !!!



14-4-2010


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter