|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  12 / 6 / 2010                                 ضياء كريم                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

عقوبات تنتج إرهاب و تدعم الدكتاتوريات ....

ضياء كريم
(موقع الناس)

العالم بأسره يتذكر كيف إستغل النظام الدكتاتوري في العراق الحصار الاقتصادي الذي فرضه مجلس الأمن على العراق لصالحه خلال تسعينات القرن الماضي , وكيف كان يبني القصور الرئاسيه و غيرها من القصور الفاخره لجلاوزة السلطه , في حين الشعب كان يعيش تحت اسقف من القش و جدران من الصفيح . النظام و اعوانه كانوا يتمتعون بكل ما هو جديد في العالم , والمواطن العراقي كان يسمع عن جهاز يُدعى الموبايل و لا كان يعرف شئ قط عن الانترنيت .
غالبية العراقيين كانوا يبيعون اسرة النوم لتوفير بعض الأرغفه من الخبز المخلوط غالبا بالتراب . والكثير منهم لم يرسلوا أبنائهم للمدارس لتوفير الوقت لمساعدتهم في قوتهم , الذي بات هو الشغل الشاغل للعراقيين .

كُل هذه المعاناة يُمكن أن تُنسى او يُمكن معالجتها لأنها قابله للتعويض في وقت قليل نوعا ما , ولكن المشكله التي يصعب حلها وتحتاج عقود لازالتها هو التخلف العلمي و الثقافي و المعرفي الذي عانى منها المواطن العراقي في ظل النظام السابق واستغلاله لفترة الحصار لجعل الشعب يلهث راكضا من اجل العيش ولا يفكر قط بالعالم المتحضر او يجعل له وقتا بالتفكير بكيفية الخلاص من الدكتاتور , وانتشار الافكار الغيبيه والشعوذه . نتائج هذا التخلف يعيشها العراق اليوم , الأميه مُتفشيه والشاب الأمي يكون صيدا سهلا للتنظيمات الارهابيه و تجنيده لصالحهم , الأمي يمكن ان يقتنع وبسهوله بالامور الغيبيه وحياة الآخره و حور العين وبذلك يتحول الى قنبله تقتل و تقلق العالم الآمن والمتطور . عقوبات مجلس الأمن على العراق في التسعينات لم تُغير الدكتاتوريه بل العكس وكما يعلم الجميع قوته أكثر على شعبه الذي هو من دفع ثمن عنتريات الدكتاتور , والعالم الآمن اليوم يدفع الثمن مضاعف .

الأيام القليليه الماضيه إجتمع مجلس الأمن و أصدر حزمة عقوبات جديده على ايران وهذه العقوبات تشبه لحد كبير العقوبات التي صدرت ضد العراق , ويبدو إن مجلس الأمن لم ينظر الى ما خلفته العقوبات كما أسلفت سابقا من عدد الارهابيين في العالم , العراق كمساحه و عدد النفوس يساوي تقريبا ثلث مساحة و نفوس ايران , اي وبعمليه حسابيه بسيطه وبعد حوالي عقد من الزمان سوف يخرج من ايران عدد من الأرهابيين لا يقل عددهم عن ثلاث أضعاف العدد الذي خرج من العراق نتيجة الحصار , تصور حجم الخوف و الرعب الذي سيعم العالم الآمن بعد عشر سنوات !

انا أتذكر بشكل جيد كثيرا من احداث الحرب العراقيه الايرانيه وكيف إستغل بعض من حكام ايران سذاجة و الألتزام العقائدي لبعض من الشباب الذين كانوا في الغالب دون سن الرشد استغلوهم في كثير من المواقع و المعارك الحربيه في اقتحام حقول الالغام و وعدوهم بجنة الخلد باعطائهم مفتاح الجنه و كانوا يُقنعونهم بأن المهدي المنتظر يُحارب معهم وهو يركب حصان أبيض شاهرا سيفه و بصرخات التكبير يقتحم هؤلاء الشباب هذه الحقول المدمره وهم على علم بأن اشلائهم سوف تتبعثر في الهواء ولكن هم مُقتنعين بانها سوف تتجمع عند سيد الشهداء , ثم يدخل الجيش للسيطره على المنطقه , والحكومه تحسب هذا انتصار لهم و لجيشهم !
العقوبات ومن خلال الدكتاتوريه سوف تُضاعف اعداد مثل هؤلاء الشباب .

أتمنى على مجلس الأمن أن يتخذ قرارات تُساعد الشعوب للتخلص من الدكتاتوريات وقرارات اخرى تحد من تواجد ممثلي مثل هكذ ا حكومات في المنظمات الدوليه وكذلك رفض استقبال من يُمثلهم في المحافل الدوليه وسحب الاعترافات من قبل دول العالم في مثل هكذا حكومات . لا يمكن للشعوب أن تدفع ثمن حماقات جلاديهم .


12_6_2010



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter