|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  3  / 7 / 2015                                 داود أمين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 بمناسبة الذكرى الثمانين لصدور الصحافة الشيوعية في العراق

لمحة سريعة لصحافة الحزب الشيوعي العراقي

داود أمين

تأسس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار 1934، عندما إجتمع في العاصمة بغداد عدد من أعضاء الخلايا الماركسية الأولى، التي تكونت قبل ذلك التأريخ بسنين، في العاصمة وفي بعض مدن الجنوب، وقد سمي الحزب في إجتماع التأسيس هذا ب(لجنة مكافحة الإستعمار والإستثمار)، ثم تحولت التسمية بعد أكثر من عام بقليل، إلى الحزب الشيوعي العراقي، ولأن الصحيفة مثل منفاخ حدادة بالنسبة للحزب ، كما يصفها لينين، ولأنها (ليست فقط داعية ومحرض جماعي، بل هي في الوقت نفسه منظم جماعي).

فقد أصدر الحزب صحيفته المركزية الأولى (كفاح الشعب) في 31 تموز عام 1935 (أيام وزارة ياسين الهاشمي، وبعد شهرين تقريباً من إنهيار إنتفاضة الفرات الأوسط)، وكانت أول صحيفة سرية تصدر في العراق، وتضع المنجل والمطرقة وعبارة (ياعمال العالم إتحدوا) على صدر صفحتها الأولى، ومنذ عددها الأول، رفعت الصحيفة الشيوعية شعارات وطنية وطبقية، تطالب بحكومة برلمانية وطنية، وإلغاء المعاهدات المذلة مع بريطانيا، وقلع قاعدتي سن الذبان (الحبانية) والشعيبة، وإنصاف العمال والفلاحين، وحقوق المرأة وحقوق الشعب الكردي.. الخ، وكان (الهدف الأول للصحيفة يتلخص في نشر أهداف الحزب والتعريف به والتركيز على كيفية تطوير حركة العمال ونشر الوعي الطبقي بينهم، والدعوة إلى تنظيم جهود هذه الطبقة الإجتماعية)، (وبعد توقف كفاح الشعب أصدر الحزب صحيفة الشرارة نهاية عام 1940، ثم صحيفة القاعدة مطلع عام 1943، والتي إستمرت حتى منتصف 1956، حيث شهد ولادة صحيفة إتحاد الشعب السرية، كما أصدر الحزب جرائد العمل ووحدة النضال والنجمة والإتحاد وشورش، وكلها صحف سرية)، كما نجح الحزب في إصدار صحيفتين علنيتين هما (الأساس) و(العصبة) وفي السجن أصدر الحزب عام 1953 و1954 صحيفة ( كفاح السجين ) وفي عام 1945 أصدر الحزب صحيفة (آزادي) وتعني الحرية باللغة الكردية، وكان الرفيق يوسف سلمان (فهد) مؤسس الحزب وزكي بسيم (حازم) عضو المكتب السياسي للحزب، يشرفان على إصدار هذه الصحيفة، بالإضافة لملا شريف عثمان، كما أصدر الحزب صحيفة (همك) ومعناها القاعدة باللغة الأرمنية لتكون ناطقة لفرع الحزب الأرمني، وقد تميزت هذه الصحف عموماً ، بعدم الجودة من حيث الشكل، فالحجم صغير والطبع والإخراج ليسا مثاليين، لظروف العمل السري والإمكانيات المتواضعة للتنظيم وللعاملين في هذا المجال، حيث المطاردات البوليسية من قبل أجهزة الشرطة والبيوت السرية التي تتبدل كل حين، وحيث الوشايات والخيانات والإنهيارات، والإمكانيات المادية المتواضعة، في حين كان المضمون متقدماً، فكتاب هذه الصحف هم من قادة الحزب وكوادره المثقفة، ولديهم وضوح كامل في المواضيع السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يتناولونها، وهم كتاب شعبيون، بمعنى أنهم لا يعيشون في أبراج عاجية ، ولا يكتبون من خلف مناضد في مكاتب معزولة، إنهم يختلطون بالناس ويكتبون عن معاناة الكادحين، لذلك كانت كتاباتهم صادقة وواقعية، ولحجم الصحيفة الصغير وكونها شهرية، فقد تميزت الكتابات بالإختصار والتكثيف والإبتعاد عن الإنشاء، وكانت الكتابات فاضحة للسلطة، بحكم أن ليس هناك رقيباً سلطوياً على الصحيفة . وبعد أكثر من ستة أشهر على قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 ، صدرت صحيفة الحزب المركزية (إتحاد الشعب) علناً، وتحولت لأشهر وأوسع صحيفة عراقية، إذ كانت توزع 26 ألف نسخة يومياً، وقد وصل تصريفها في أحد الأيام إلى 46 ألف نسخة، في حين كان معدل تصريف الصحف في تلك الفترة لا يتجاوز الألفي نسخة، في أحسن الأحوال، وكانت الصحيفة تنفذ حال نزولها للأسواق، بل إن المطبعة تعيد طرح نسخها للبيع على دفعات، وقد أوقفت الصحيفة في آب 1961 بعد مضايقات كثيرة من قبل سلطة قاسم، (وفي أوائل تشرين الثاني 1961 أصدر الحزب الشيوعي العراقي طريق الشعب في بغداد)، وإستمرت طريق الشعب في الصدور حتى أيلول 1971، حيث توقفت لتصدر علناً، في 16 / ايلول / 1973، أي بعد قيام الجبهة الوطنية، بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث، (لتكون سليلة كل تلك التجارب النضالية المعمدة بالشهادة من أجل قضية الشعب والوفاء لمهنة المتاعب حسب بل دفع الحياة ثمناً للإلتزام بشرف الكلمة وقدسية الحقيقة)، وكانت صحيفة (الفكر الجديد) الثقافية الأسبوعية، والتابعة للحزب الشيوعي العراقي أيضاً، قد سبقتها في الصدور ، وكذلك مجلة (الثقافة الجديدة)، وقد إستمرت هذه الصحف والمنشورات تصدر علناً حتى إنهيار الجبهة، إذ توقفت طريق الشعب في نيسان عام 1979 ، لتعود للصدور سراً خارج العراق، منذ 4 / 10 / 1979، قبل أن تنتقل لكردستان، لتستمر في الصدور من هناك، حتى سقوط النظام الدكتاتوري في نيسان 2003، وكانت (طريق الشعب) أول صحيفة عراقية توزع في شوارع بغداد، بعد إحتلال أمريكا للعراق وإنهيار نظام صدام حسين.



 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter