|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  23  / 12 / 2014                                 داود أمين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

بمناسبة إختتام إحتفالات الحزب بالذكرى الثمانين

الرفيق عقيل حبش يروي ملامح من مأثرة إنتفاضة الغموكة

داود أمين

تعود علاقتي بعائلة المرحوم كريم حبش (والد عقيل) لأكثر من ستين عاماً، فنحن منذ شباط 1951، عندما إنتقلنا من البصرة للناصرية، سكنا إلى جوارهم وفي شارع واحد ومحلة واحدة، لذلك كنت اعرف كل تفاصيل حياتهم، ورغم إن عقيل يكبرني ببضع سنين، إلا أن المدرسة الشرقية الإبتدائية جمعتنا ايضاً، وكان عقيل وقتها طالباً معروفاً في المدرسة، كما كان صانعاً عجيباً للألعاب، خصوصاً للطائرات الورقية الكبيرة، التي كان يطلقها في السماء، وقد ألصق بها مصباحاً منيراً! ويتحدى من يستطيع إسقاطها، فالخيط الذي تطير به طائرته مدهون بزجاج مطحون، له القدرة على قطع خيوط اي طائرة ورقية تحتك به!

كان لدى عائلة عقيل معمل صغير، يقع جوار بيوتهم الثلاثة المتلاصقة، معمل لصناعة الأبواب المعدنية ( الكبنك ) وهو المعمل الوحيد وقتها في المنطقة الجنوبية، وكانت كل أبواب المحلات والدكاكين في الناصرية والمدن المجاورة، المصنوعة من هذا النوع، هي من صناعة معمل كريم حبش! وكان عقيل وأخوته، بالإضافة لدراستهم في المدارس، هم العمال الأساسيون في هذا المصنع العائلي، الذي تعلم فيه عقيل فنون تطويع المعادن وإبتكار مختلف الأفكار، التي افادته في حياته السياسية اللاحقة.

بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، كانت محلتنا، مثل بقية محلات الناصرية، شبه مقفلة للحزب الشيوعي العراقي، وكانت منظمات الشبيبة وإتحاد الطلبة ورابطة المرأة، بالغة الحيوية والنشاط في صفوف أبناء المحلة، وكان منظر شباب المحلة، وهم يجلسون أمام واجهة مصنع كريم حبش، متصفحين جريدة ( إتحاد الشعب ) منظراً يومياً مألوفاً، تحفظه ذاكرة من عاشوا تلك الفترة، وأنا من بينهم.

بعد إنقلاب 8 شباط عام 1963، خلت المحلة من معظم، إن لم أقل جميع شبابها، حيث زجت بهم السلطة الفاشية في سجونها ومعتقلاتها، وكان عقيل وأخوه رياض من بين المعتقلين، حيث أمضيا سنوات طويلة في السجون، وعاشا تجارب مريرة، معظم سنوات ستينات القرن الماضي.

في زيارتي الأخيرة للناصرية، وفي مقر الحزب الشيوعي العراقي في المدينة، إلتقيت الرفيق عقيل حبش، وكان هدفي الرئيسي من هذا اللقاء، هو إعداد مادة صحفية عن إنتفاضة الغموكة، بإعتباره واحداً من أبرز المساهمين فيها، وذلك بمناسبة إختتام إحتفالات الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، والتي بدأت في الناصرية، وستنتهي فيها أيضاً، لكن حديثنا تشعب، وكان لابد أن نعود للفترة التي سبقت الإنتفاضة وقادت إليها.

يقول عقيل : في بداية عام 1967، كنت سجيناً في العمارة، ومعي حسين ياسين، الذي كان مسؤولاً عن تنظيم الناصرية، وقد صدر قرار بنقلنا معاً إلى سجن الحلة، فأخبرت حينها حسين ياسين، بإمكانية حفر نفق في سجن الحلة والهروب عبره! لعلمي أن ارض الحلة مرتفعة، وإمكانية النجاح في الحفر شبه مؤكدة، كما إن إخباري لحسين، ونحن في سجن العمارة، يعود لمعرفتي بموقعه الحزبي، وبإحتمال أن يكون عضواً في اللجنة الحزبية لسجن الحلة أو مسؤولاً عنها، ولكي يطرح الأمر فيما بعد، ويأخذ موافقة الحزب لتنفيذ المشروع، وقد وعدني بأنه سيفعل ذلك، إذا أصبح ضمن اللجنة الحزبية لسجن الحلة.

وصلنا معاً سجن الحلة بداية عام 1967، وفي القاووش رقم 4، الذي نُسبت إليه، إلتقيت الشاعر مظفر النواب، ومنذ الساعات الأولى من هذا اللقاء، أخبرته بفكرة حفر النفق، وشرحت له أن الأرض هنا مرتفعة، وهناك مناطق في السجن لا تصلها شرطته، إذ كانت لدي فكرة مُسبقة، من رسائل الرفاق، عن أقسام السجن ومواقع بناياته، وكان الهدف من طرح فكرة حفر النفق، هو الهروب والحرية، ولم يكن هناك وقتها إنشقاق في الحزب، رغم أن النقاشات الفكرية والسياسية كانت محتدمة بين الرفاق، وهناك ملاحظات قاسية على خط آب، وعلى السياسات التي قادت لما وصلنا إليه.

حسين ياسين، الذي أصبح عضواً في المنظمة الحزبية للسجن، كما توقعت، طرح بالفعل الفكرة على المنظمة، وكان الرفيق نصيّف الحجاج مسؤولها، رغم وجود عضو اللجنة المركزية، الرفيق حسين سلطان، الذي كان قد إعتذر عن قيادة المنظمة بسبب وضعه الصحي.

موافقة الحزب على حفر النفق تأخرت أشهراً، وكنت خلالها أستطلع كل مواقع السجن، ومعي حسين ياسين، حيث كنا نتبادل الأفكار، ثم نفذنا الفكرة فيما بعد ونجحت عملية حفر النفق، التي كتبت تفاصيلها بعد سنة فقط من تأريخ إنجازها، أي عندما كانت ذاكرتي تحتفظ بكل التفاصيل، وهي موجودة في كتابي ( الطريق إلى الحرية ) والآن أرى الكثيرين ينسبون لهم أدواراً ليست معروفة ولا حقيقية، وغيرهم يبالغون بأدوارهم، متناسين دوري الأساسي في طرح الفكرة، وفي المساهمة في تنفيذها من البداية حتى النهاية! بشهادة مسجلة ومصورة ومكتوبة ومنشورة على الشبكة العنكبوتية، لحسين ياسين ومظفر النواب ونصّيف الحجاج.

ويكمل الرفيق عقيل: قبل خروجنا من السجن عبر النفق، حدث الإنشقاق، وكنت متحمساً للكفاح المسلح، وكنت قد إتفقت مع حسين ياسين على اللقاء في الناصرية، بعد نجاح عملية الهروب.

في الناصرية إلتقيت، بعد أربعة أيام من وصولي، عبر طرق معقدة ومصاعب جمة، إلتقيت بمسؤول المحلية الرفيق جليل حسون، في بيت داهمته الشرطة أثناء وجودي فيه، فهربت عبر سطوح المنازل، ومنها وصلت إلى قرية ( الزهيرية ) في ريف الناصرية، حيث بقيت فيها ثلاثة أيام، ثم تم إرسالي مع ثلاثة رفاق إلى الشطرة، حيث إلتقيت بالرفاق هناك، ومن الشطرة تم إرسالنا إلى هور ابو العجول، حيث كُلفت مع الرفيق سيد جاسم ( أبو فايق ) بالإشراف على تنظيمات الهور، وكنت أتنقل بالمشحوف، ومحطتنا النهائية هي ناحية الدواية، وفيها إلتقيت بحسين ياسين، الذي كان قد هرب معي عبر النفق، إجتمعنا في الدواية، وتناقشنا حول الخطوط العريضة للكفاح المسلح، وهناك إلتقى حسين ياسين بمجموعة من رفاقنا، وتم تبليغهم للإنظمام إلى الكفاح المسلح.

حسين ياسين أبلغنا إن رفاق قاعدتنا الموجودة في أهوار العمارة سيتوجهون إلينا، فهيأنا لهم قاعدة من ( جباشة )، وبالفعل وصل رفاقنا إلى هور عوينة، الذي كان مكاناً موحشاً، عاد حسين ياسين للشطرة، ليرجع بعد أيام وبرفقته الرفيق خالد أحمد زكي، ثم إلتحق بنا الرفيق فاضل عباس، الذي كان مساهماً رئيسياً في حفر نفق سجن الحلة، وكان مرسلاً من الرفيق مظفر النواب، لثنيي عن البقاء في الهور والمساهمة في الكفاح المسلح! ولكني رفضت دون شك، عددنا اصبح بحدود 16 رفيقاً، وفي هذه القاعدة أصبحت مع خالد زكي مسؤولاً عن المطبخ!

إستمر عملنا في الهور لمدة حوالي ثلاثة أشهر، كنا موزعين على شكل مجاميع، مجموعة تحمل الطحين والرز، وأخرى تصيد السمك، وغيرها تصيد الطير بدون إستخدام السلاح، وتجمع البيض، وكنا نتدرب على إستخدام السلاح، ونقرأ الكتب، ونتعلم السباحة، كانت الحياة صعبة جداً، خصوصاً لأبناء المدن، ولم تكن لنا علاقة مباشرة بالجماهير، إذ أن هذا الموضوع مرتبط بتنظيم الحزب في الشطرة، كان سلاحنا شحيحاً، وهو مقتصر على رشاشتين ورشاشة المانية، وكان عتادنا قليلاً أيضاً، لذلك كانت واحدة من أهم أهدافنا المُلحة هي الحصول على السلاح، من خلال عمليات عسكرية، ضد مخافر الشرطة الموجودة في المنطقة! وبعد عودة حسين ياسين من بغداد، أبلغنا بقرار الحزب للبدء بالعمل، فإشتركت مع الرفيق خالد أحمد زكي، في خبز حوالي 150 رغيفاً، وتوجهنا من قاعدتنا إلى هور الغموكة يوم 28/5/ 1968، وهناك تم إرتداؤنا للملابس العسكرية، وكانت ملابسي لعريف إستخبارات، والرفيق خالد زكي ملابس لضابط إستخبارات، وحسين ياسين لضابط شرطة، وبقية الرفاق بين نائب ضابط وجنود وشرطة!

كنا 12 رفيقاً ومع حلول المساء تحركنا بإتجاه الهدف، وكانت عملية الوصول صعبة، إذ بدأت بالمشاحيف، ثم سيراً على اليابسة، حتى أصبحنا امام بناية المخفر.

على بعد امتار شاهدنا عريف المخفر، وهو المسؤول العسكري عن المخفر، فصرخ فيه حسين ياسين، داعياً إياه للقدوم، وحين قدِم العريف، وهو يرتدي ملابسه المدنية، عنفه حسين ياسين بشدة، وصفعه على وجهه قائلاً: الشيوعيين تارسين الهور.. وإنت جايني بالملابس المدنية، وكاضيها بس تفتر بين المضايف؟! جمعلي بسرعة كل شرطة المخفر! ووسط دهشة العريف ومفاجأته، تم جمع الشرطة بغرفة واحدة، وتم جمع أسلحتهم، عندها تم سحب أقسام بنادقنا في وجوههم، وألقى فيهم الرفيق خالد أحمد زكي كلمة، قال فيها إننا شيوعيين، ونحن لسنا ضدهم ولن نؤذيهم، بل نحن ضد السلطة الجائرة، ثم أغلقنا باب إحدى الغرف عليهم، ووضعنا حارساً منا على بابها، وتوجهنا لموقع الربيئة المتقدمة التابعة للمخفر، فأسرنا أفرادها وجلبناهم للمخفر، حيث صادرنا أسلحتهم، وألحقناهم بالمجموعة السابقة داخل الغرفة، اغلقنا الباب وقلنا لهم لقد وضعنا قنبلة خلف الباب، وأي محاولة لفتح الباب واللحاق بنا ستنفجر بكم وتقتلكم! ثم أسرعنا في الإنسحاب، بعد أن غنمنا حوالي 30 بندقية مع عتادها، وقد وضعت الغنائم في المشاحيف الثلاثة، التي توزعت كصدر وقلب ومؤخرة.

بعد بضعة مئات من الأمتار، ونحن نبتعد عن المخفر، هبت عاصفة شديدة في وجوهنا، فأعاقت تقدم مشاحيفنا، وأفشلت خطة سيرها، إذ أصبحت المشاحيف الثلاثة تسير سوية، مما إضطرنا للوقوف والإنتظار، ومع بزوغ النهار لم نستطع السير، وفي الليلة التالية إستمر الوضع على ما كان عليه، إذ لم يستطع حسين ياسين وأدلاؤنا الإهتداء للعلامات، التي سبق أن وضعناها في الطريق، للإهتداء بها عند الإنسحاب! بعدها تم معرفة العلامات، التي سبق أن وضعناها، فسرنا في الإتجاه الصحيح، لكننا فوجئنا أننا أصبحنا في عنق الزجاجة، وهناك حركة إلتفاف حولنا من قبل الشرطة، حيث تم إطلاق الرصاص علينا، فأوعز حسين ياسين بالرد على النيران، وهذا ما فعلناه، إلا أننا فقدنا السيطرة على المشاحيف فتركناها، ونزلنا للضفة الثانية المقابلة للضفة التي يحتشد الشرطة فيها، وإستمر إطلاق النار بيننا.

حسين ياسين وخالد زكي طلبا من عبد الأمير الركابي، الذهاب للمشاحيف المتروكة، وجلب بعض قطع السلاح، لكن الركابي رفض تنفيذ الأمر، فإلتفتا إليَّ وطلبا مني القيام بالمهمة، وأخذ مني حسين ياسين بندقيتي، لكي لا تعيقني في حمل أكبر كمية من البنادق التي سأجلبها.

يضيف الرفيق عقيل حبش: غادرت الماء نحو اليابسة، وإتجهت يساراً قريباً من ضفة الهور، وأثناء سيري بدأ الرمي ضدي، فعدت مسرعاً بإتجاه رفاقي، ولكني لم أجدهم، وهم إعتقدوا أنني إعتُقلت، فبدأوا بالرمي ضد الشرطة، أما أنا فقد إتجهت لأحد البيوت القروية لمحاولة الإختفاء فيها، لكن الشرطة إتجهت نحوها، مما إضطرني لمغادرة البيت، وسوق بضعة أغنام أمامي، وفي الطريق صادفتني مفرزة شرطة خيالة، فسألوني من أنا فقلت راعي من آل فلان! فشكوا فيَّ، وأخذوني للمخفر القريب، وهناك طلبوا مني رفع ثوبي، فظهر بياض بشرتي، فضربني أحد الشرطة على وجهي، فسقط يشماغي، فصرخ أحد الشرطة، وهو من جيراننا في الناصرية، (هذا إبن حبش !)، عندها لم يكن بإمكاني الإنكار، فقلت لهم أنا هارب من سجن الحلة، وجئت للهور للإختباء وصيد السمك، ولا أعرف شيئاً آخر، وبدأوا بتعذيبي طالبين مني معلومات عن بقية الرفاق، فأنكرت أي معرفة أو صلة لي بأحد. وبعد يوم من إلقاء القبض عليَّ، تم إلقاء القبض على بقية رفاقي.

تم نقلي لمدينة الشطرة ثم إلى الناصرية، وفي المدينتين تم تعذيبي تعذيباً وحشياً، وبعد يومين جاءوا برفاقي، ومنهم عرفت تفاصيل ما جرى بعدي، حيث إستمرت المعارك مع الشرطة، وإستطاع الرفاق إسقاط طائرة هليوكبتر، وقتل قائدها، وإستشهد الرفاق خالد أحمد زكي ومحسن حواس ومنعثر سوادي وعبد الجبار علي جبر، وإنسحب حسين ياسين ورفيقين آخريين، قبل أن يتم إلقاء القبض على الباقين!

ثم تم ترحيلنا للديوانية وهناك أحلنا لمحكمة عسكرية، وكان لتعاون عبد الأمير الركابي مع السلطة وتقديمه أدق المعلومات عنا، وعن غيرنا أيضاً، إذ أبلغهم عن مكان إختفاء الرفيق إبراهيم علاوي في بغداد! لذلك صدر قرار يوم 7/7/1968 بإعدامنا، وبتنفيذه في يوم 1/8/ من نفس السنة! ويتم التنفيذ في مدينة الناصرية بالذات! في حين حُكِم على عبد الأمير الركابي 15 سنة، ووعد بإطلاق سراحه بعد أشهر قليلة، وهذا ما حدث!

قلت لعقيل: أنا أتذكر هذه الأحداث بالتفصيل، ففي يوم 27 تموز، أي بعد عشرة أيام، من مجيء البعثيين مجدداً للسلطة، توفي جدي، فتحول مجلس عزاءه في الناصرية، لللطم على عقيل حبش! كان حديثنا طوال أيام العزاء الثلاثة هو موضوعكم، وكانت أمك وجدتي ونساء المحلة يبكين على عقيل، الذي سيعدم بعد أيام! وتم الضغط على ( مصيوغة ) والدة جاسم الركابي، الذي كان مسؤول البعث في الناصرية، والتي كانت تحضر مجلس العزاء، لكي تضغط على ولدها المسؤول! ليفاتح قادته بالعفو عنكم، وأعتقد إن ذلك قد حدث!

يقول الرفيق عقيل: نعم ما تقوله صحيح، يضاف له الجهود التي بذلها بعض من وجوه الناصرية، ومن بينهم ستار ملا خضر ورزاق النجار، في الضغط على جاسم الركابي ونعيم حداد، وقد اثمرت كل تلك الجهود في وصول برقية يوم 1/8 من نفس العام، أي يوم التنفيذ، بإيقافه، وفي اليوم التالي 2 /8 وردت برقية أخرى بتأجيل التنفيذ، في حين كنا قد وصلنا الناصرية يوم 28/ 7 ! وفي يوم 3/8 أعادونا إلى الديوانية، وأدخلونا لنفس مكان توقيفنا السابق، وفي هذا الموقف، صنعت من قطعة معدنية صغيرة، موجودة في رأس القلم الجاف، صنعت مفتاحاً صغيراً، استطيع أن افتح به ( كلبجة اليد )! وكنت أفتح الكلبجة وسط دهشة الحراس! وبعد ثلاثة أشهر، تم نقلنا من الديوانية إلى جناح الإعدام، في سجن بغداد المركزي، وبقينا مدة ثمانية أشهر، منذ إلغاء حكم الإعدام، حتى موعد إطلاق سراحنا.

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter