|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  22  / 8 / 2017                                 داود أمين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

سيموت العراقيون جميعا بعد أقل من عقدين !!

داود أمين
(موقع الناس)

هذا العنوان ليس (نكتة) ولا (حزورة)، كما إنه ليس ضرباً من ضروب إلفات النظر لقراءة مادتي، بل هو حقيقة صادمة واجهتني اليوم، وأنا أتابع تقريرا تلفزيونيا بثته قناة (أسيا الفضائية) ومراسلها حيدر صالح في النجف الأشرف، يتحدث التقرير بالصوت والصورة، ويقابل أطباء ومختصين، ويؤكد على أن هناك دراسة طبية (تُعد الأغرب في تأريخ العراق، حيث توصل فريق من العلماء، أنه في سنة 2035، سيموت فيها العراقيون بالكامل!) ويستمر التقرير بالقول ان (الدراسة إستمرت ثلاث سنوات، توصل خلالها الفريق البحثي، إلى أن كل افراد الشعب العراقي محاطين بجدار من الرصاص حول محيط الدماغ !!) وإن التجربة أجريت على مئات المواطنين، حيث أخذت مئات العينات منهم لتخضع للتحليل! وإن الدكتور (شوكت كاظم) أستاذ الكيمياء في جامعة الكوفة، هو الذي ترأس الفريق البحثي، وتوصل لوجود تراكمات من مادة ثاني أوكسيد الرصاص، على جدار الدماغ لكافة العراقيين!! وإن التراكم يكون على القشرة الدماغية! ويؤكد الدكتور شوكت في التقرير التلفزيوني (وبالصوت والصورة) أن (المشكلة الكبيرة في كثير من المواد السامة وخاصة الرصاص، أن هذه المواد عندما تدخل جسم الكائن الحي لا تخرج مع الفضلات!).

أما من أين تأتي هذه المواد لتدخل لأجسامنا، فيتحدث الدكتور (حيدر العبدلي) رئيس قسم تقنيات السيارات قائلاً (أنه توصل من خلال بحثه إلى أن المصافي النفطية تتعمد خلط رابع أثيلات الرصاص، مع وقود السيارات لبيعه على انه وقود غير مُحسن في محطات التعبئة، وعند تفاعل هذه المادة مع الهواء، تنتج ثاني أوكسيد الرصاص، وهذه تدخل جسم الإنسان عن طريق التنفس وتناول المواد الغذائية!) والمشكلة أن هذه المواد لا تزول بالماء، عند غسل الخضار والفواكه، لأن الرصاص لا يذوب بالماء!

التقرير يستمر بالقول أن الدكتور حسين الشهرستاني، وقع عام 2008، عندما كان نائباً لرئيس الوزراء، على عقد مع شركة (ساسكو) لإنشاء ثلاث وحدات لتنقية الوقود، إلا أنه لم يتم التنفيذ، كما إختفى وقتها مبلغ (86) مليار دينار، كان مخصصا لوحدة تحسين البانزين!!

وأخيرا يقول التقرير أن القانون الدولي يجرم إستخدام مادة الرصاص في المركبات النفطية، وتُعاقب البلدان التي تخرق ذلك من قبل صندوق النقد الدولي.

الحقيقة إن صدمتي، وحتما صدمة آلاف العراقيين، الذين إطلعوا على التقرير التلفزيوني كانت كبيرة، بل ومُفزعة، فإلى هذه الدرجة من الإستهانة والإستخفاف بحياة شعب بكامله!؟ وإلى هذه الدرجة بلغت الوقاحة، بل النذالة والخسة، من قبل الطبقة السياسية المتربعة على كراسي السلطة، وهي تساهم في إبادة شعبها!؟ كما إن إستغرابي يتضاعف، وحيرتي تزداد، وأنا أشهد هذا الصمت والإهمال الغريب، وعدم الحديث عن هذه الجريمة الشنيعة، من قبل البرلمان العراقي، ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، والأحزاب الوطنية العراقية، والنقابات ومجالس حقوق الإنسان، والمنظمات الوطنية المدنية، والمثقفين وجمعياتهم، ورجال الدين على إختلاف إتجاهاتهم وأديانهم! كما أن المجتمع الدولي، ومنظماته الإنسانية، معني هو أيضاً بفضح هذه الكارثة، وبالمساعدة على تداركها قبل إستفحالها، وممارسة أقصى وسائل الضغط على الحكومة العراقية، للمعالجة السريعة لهذه الجريمة، التي لم يُلتفت لها من قبل الجميع، بما يُستحق ويُناسب!

 



 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter