|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  18  / 1 / 2016                                 داود أمين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ملاحظات على ملاحظات !

داود أمين
(موقع الناس)

في موقع (ينابيع العراق) إطلعت اليوم على مادة للرفيق العزيز (نصير عواد) تحمل نفس عنوان مادتي السابقة على كتاب الرفيق العزيز علي محمد (أبو سعد إعلام)، ولأهمية الموضوع أرى ضرورة إبداء بعض الملاحظات على مادة الرفيق نصير، فالرفيق نصير يبدأ مادته بالإستغراب كيف أصف كتاب الرفيق (أبو سعد) بأنه (إضافة نوعية ومتقدمة للجهد الذي بذله من سبقه من الأنصار) في حين يرى إن مقالتي نحت منحى آخر، إذ لم أشر (لإضافة واحدة أو إيجابية واحدة تساعد على قراءة الكتاب) !

وهنا أؤكد للرفيق نصير، إن كتاب الرفيق (أبو سعد) إضافة نوعية ومتقدمة، ففيه تسلسل منطقي، وتتابع للأحداث، ومنهجية تعتمد على رواية ما عاشه الرفيق (أبو سعد)، في إطار سرية زاخو ومكتب إعلام قاطع بهدينان، والمهام التي كان يؤديها، فهو لم يتجاوز حدود المهام التي كان يتولاها، ولم يتناول ما ليس له علاقه به،(كما فعلت كتب أنصارية أخرى !) كما إن لغة الكتاب وأسلوبه ممتازان، ولذلك إعتبرته إضافة نوعية قياساً للكتب الأنصارية التي قرأتها، وهناك كتب أنصارية لم يتسنَ لي الأطلاع عليها بعد ، أما إن مقالتي نحت منحى آخر فهو تشخيص غير مناسب، فأنا أعتقد إن مقالتي كانت في الصميم، وأكثر من ضرورية، فالرفيق (أبو سعد) يسجل في كتابه تأريخاً، بمعنى إنه لا يؤلف رواية أو قصة أدبية، إذ في هذه الحالة قد يشطح الخيال، وتُكيف الوقائع حسب مزاج الراوي ! التأريخ الذي يسجله الرفيق (أبو سعد) لا يزال صُنًاعه أحياء، فإذا روي بشكل غير دقيق، فيفترض بالمعنيين إعطاء رأيهم ، ليس إستناداً إلى الذاكرة (التي قد تخون !) ولا إلى دفاتر المذكرات أيضاً (رغم أهميتها ويفترض صدقها) ولكن إلى شهود آخرين لا زالوا أحياء، وقد أوردت في كل المواضيع التي ناقشتها، أسماء الكثيرين من الأنصار، وأنا هنا أسال الرفيق نصير، إذا كان الرفيق (أبو سعد) يورد ويتذكر أسماء مسؤولي الإعلام، الذين تولوا المسؤولية لبضعة أشهر في غيابي أثناء الإجازة، ولا يتذكر بينهم من عاش معه في غرفة واحدة، وشاركه الطعام لثلاث مرات يومياً، منذ منتصف عام 1981 حتى نهاية عام 1985، سواء في سرية زاخو أم في مكتب الإعلام ! الا يوحي ذلك بمقصودية، لا أستطيع فهمها حتى الآن !؟.

الرفيق نصير يعتب أيضاً إنني تناولت في مادتي الكاتب ولم أتناول الكتاب، عندما خاطبت الرفيق (أبو سعد) بعبارات مثل (انت تنسى أو تتناسى، والمفروض أن تكون عادلاً ومنصفاً .. الخ) وأنا أسأل هنا من كتب الكتاب؟ هل كتب الكتاب نفسه لكي أعاتبه  ؟ أم أن هناك كاتباً وضع إسمه على غلافه، وهو من يتحمل مسؤولية محتواه ؟ ولذلك كانت مخاطبته طبيعية ومنطقية.

ثم يؤاخذني الرفيق نصير قائلاً (إن من يظن روايته هي الأكثر مصداقية، وإنه هو وحده القادر على تحديد المهم والصحيح فيها فهو واهم ، إلا في حالة أن يكون هو بطلها وصانعها الوحيد، وبالتالي فإن صيحة أبو نهران [(ما أعرفه ويفترض أن يعرفه الرفيق (أبو سعد) وكل أنصار بهدينان هو ما اوردته من حقائق، وليس ما ورد في كتاب الرفيق أبو سعد)] والرفيق نصير هنا يقتطع هذه العبارة من سياقها العام ، فأنا لا أتحدث فيها بالمطلق ، بل في الحدود التي اوردتها في المقالة فقط ، أي بالتصحيحات التي أوردتها بخصوص حادثة ابو سرور، وموضوع المسؤولين في الإعلام ، وموضوع حمودي شربه ، وإقتحام قرية (كوفلي)، وما سماه (مشادة)، وموضوع الإجتياح التركي وما تلاه، وموضوع التحطيب (على ذكر التحطيب ، الذي كتب عنه أبو سعد، أنه كان يقوم به لوحده، لمجموعة التنابل الذين معه في الإعلام! لدي صورة فوتغرافية، موجودة مع صوري الأنصارية موجودة في اربيل ، سأنشرها عندما أعود لأربيل في الشهر القادم ، وفي هذه الصورة، أقوم بعملية التحطيب، في حين يقف خلفي الرفيق أبو ظاهر، وهو يوجه بندقيته نحوي ! كما يفعل مع السجناء !) أكرر القول إنني أتحدث بحدود المعلومات الواردة، وربما تلاحظ عزيزي نصير إنني أوقفت الحديث لنهاية عام 1985، أي عندما إنتقلت إلى الإعلام المركزي ، في حين يستمر الكتاب ، لفترة خروج الرفيق ابو سعد إلى سوريا، إذ لا علاقة لي بالفترة التي لم أشهد أحداثها .

كما يكتب الرفيق نصير أيضاً (ولكن هذا ليس مبرراً لكي تستخدم تلك اليوميات كهراوة لإسكات الآخرين، أو التشكيك بروايتهم للأحداث) واقول للعزيز نصير أين إستخدمت يومياتي كهراوة ؟ ومن هو الذي أسكته بهراوة يومياتي ؟ القضية وما فيها يا عزيزي هي أنني رأيت من واجبي ومن حقي، بعدما وردت معلومات غير دقيقة في كتاب الرفيق (أبو سعد)، أن أقوم بتصحيحها مستنداً لذاكرتي، وداعماً للذاكرة لمن لا يصدق باليوميات، ومستشهداً أيضاً بعشرات الأنصار الأحياء! فهل يريد العزيز نصير ان اسكت، وأنا ارى التأريخ القريب (وليس الرواية الأدبية أو القصة) يكتب بطريقة مغلوطة ؟! وإذا حدث للرفيق نصير، مثل ما حدث لي، بمعنى لو رويت أمامه أحداث، بعكس ما هو متأكد منها 100%  فهل سيسكت ؟ وإذا سكت فماذا سيسمي سكوته ؟!

بقي أن أقول إن ما جمعني ويجمعني بالرفيق العزيز (أبو سعد) هو شيء كبير وعميق، وإني كنت أعتبره من الأصدقاء الأعزاء جداً لدي، ولا تزال مشاعري هذه هي نفسها، إلا إذا شعرت أنه لا يشاركني هذه المشاعر، وهذا ما لا أتمناه، متمنياً أن تكون الهفوات التي تضمنها كتابه، هي شيء عابر قد تتم معالجته في المستقبل.

أما عن الكتابة الأنصارية فهي مفتوحة للجميع، وهي لا تخص مسؤولاً حزبياً أو مثقفاً، ولغة وأسلوب الرفيق العزيز نصير، تجعلني أوقع بالعشرة، إنه يستطيع أن يكتب بحرفية وإبداع، عن الفترة التي عاشها في صفوف الأنصار، وما دامت لا تزال لدينا بقية وقت (ونحن نتناقص !) لذلك أعتقد انه من المهم، أن نبادر لتسجيل تفاصيل تلك المأثرة النضالية، وسيكون من أول مهامي خلال هذا العام، هو إنجاز كتاب أنصاري، سأحاول أن أنصف فيه رفيقي (أبو سعد) وجميع الأنصار الذين عشت معهم. .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter