|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  29  / 12 / 2017                                 د. باسم سيفي                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

القدس عروس عروبتكم، حان وقت النهضة العربية، الكرة الان في ملعب الفلسطينيين

د. باسم سيفي
(موقع الناس)

انها والله لنكبة ثانية ان تصبح القدس، كل القدس، عاصمة اسرائيل وتتهود بمباركة امريكا وانظمة الانجاس ويمحى منها تراثها العربي الاسلامي المسيحي بمآذنه ونواقيسه. بعد اغتصاب واغتصاب اجتمع السفلة على قتل القدس وتسليمها للعدو الصهيوني لانها لا تسكت صونا لعرض الحكام السفلة المهتوك في السر والعلن من خلال انبطاحهم غير المشروط لامريكا ترامب واسرائيل واضطهاد شعوبهم بقوة المال والاجهزة القمعية. نعم وكما يصرخ النَواب منذ فجيعة اندحار المقاومة على يد الثوار الكتبة قبل حوالي خمسون عاما، اذاقنا خلالها الحكام السفلة الذل والهوان والتخلف والجوع والجهل وباٍسم فلسطين، يصرخ العرب المقاومون النجباء اليوم: "اولاد النجس والانبطاح هل تسكت مغتصبة". لماذا ولماذا ولماذا تبيعون القدس للاصفر الدجال، الاحمق الذي ادانه عقلاء العالم في تعريض السلم العالمي للخطر وفي زيادة التشنج والاختلاف بين الامم والمكونات، وفوق ذلك تدفعون له مئات المليارات من الدولارات النفطية من مال شعوبكم؟

ان كان وعد بلفور عام 1917 قد جلب للعالم العربي ضياع فلسطين وانشاء دولة اسرائيل وما تبعها من تشرذم البلدان العربية ودخولها في حقبات من الانبطاح والانحطاط، فان وعد ترامب في 2017 بجعل القدس عاصمة الكيان الصهيوني الاسرائيلي، وفق خرافة مبسطة ومجة تعود لـ 2000 عام مضت تقول بأن القدس كانت عاصمة اسرائيل، قد يكون حافزا لنهضة فلسطينية وعربية واسلامية تكنس الجبابرة والانجاس من القادة الفاشلين والمتعاونين مع اسرائيل وامريكا في هضم حقوق شعوبهم السياسية والتنموية وتقف ضد العنجهيات الاستعمارية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. فتهويد القدس اليوم وقرار ترامب بجعلها عاصمة ابدية لاسرائيل لا يثير غضب الفلسطينيين فقط بل ايضا غضب العرب والمسلمين في العالم بل وحتى غضب دول العاالم فيما عدا امريكا واسرائيل.

وعد بلفور وضعه ونفذه الاستعمار العالمي بقيادة بريطانيا في منح اراضي عربية فلسطينية لمهاجرين يهود وصهيونيون قادمون من مختلف انحاء العالم وثم تشكيل دولة اسرائيل عام 1948، عام النكبة الذي شهد شرعنة تهجير الفلسطينيين من اراضيهم واحلال اليهود الصهاينة مكانهم وشهد ايضا اندحار العرب وجيوش حكامه ممن خدم الاستعمار بالسر والعلن والذين لم يظهروا جديًة في فرض الحق الفلسطيني العربي. كثير من الوثائق التي نشرت مؤخرا تشير الى تورط قادة كبار من امثال الملك عبد الله والملك عبد العزيز بن سعود وفاروق مصر والمفتي الحسيني في تنفيذ المخطط الصهيوني في استيطان فلسطين وانشاء الدولة اليهودية فيها. لكن النكبة خلقت وعيا جمعيا لدى الشعوب العربية بضرورة الثورة وانهاء حكومات التبعية ووضع القضية الفلسطينية في قلب قضية العرب في التحرر والتنمية، فامهاتنا حكوا لنا عن المذابح في فلسطين ومذبحة دير ياسين وفيروز غنت لنا بصوتها الشدي الذي انطبع في قلوبنا "عائدون". ولم تمضي سنين طوال حتى رأينا بداية النهضة العربية مع الثورة المصرية والسورية والعراقية والجزائرية وغيرها، فكان ما كان من تحرك تنموي قوي في عموم العالم العربي وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خلال خمسينات وستينات القرن الماضي.

هذا التطور لم يعجب الدوائر الاستعمارية والصهيونية فكانت حرب حزيران عام 1967 فيها مهد الطريق لمجيئ عصر النفط والحكام الفاشيون وخدم الامريكان واللبرالية الجديدة فعاشت الشعوب العربية ولاربعة عقود في ظل اللاتنمية والاضطهاد واشاعة الجهل. نكسة حزيران افرزت في البداية استجابة قوية في الصمود فكانت المقاومة الفلسطينية وبشائر الثورة العراقية وكلاهما اخمدتا او حيدتا من خلال المؤامرات والدفع ومجيء البعث الفاشي في العراق. من اهم معالم تخلفنا الحضاري هو تراكم التخلف في التعليم والبحوث وضعف التنمية الاقتصادية وتراجع الثقافة والابداع خلال عقود هيمنة النفط وامراءه الذين فضلوا استخدام موارده للتخريب والمؤامرات والحروب لحماية حكمهم الفاسد بدلا من استثماره في التنمية والاعمار. ومن المؤسف ان بعض الفلسطينيين لازالوا يمجدون طاغية العراق صدام الذي كان أكثر حاكم خدم الامريكان ودمر شعبه العراقي الظهير القوي للشعب الفلسطيني.

بشكل عام ارى مثقفي العرب يُشيعون ولعقود عديدة روح الخنوع والسلبية في المجتمع العربي من خلال ارتمائهم في احضان حكام الانبطاح واهبي المال دون حساب في زمن النفط والمخابرات وخنق الشعب والمثقفين، وقد حان الوقت لنراهم في مقدمة المدافعين عن الشعوب العربية في تطلعها للحرية والكرامة والعيش الكريم، خاصة والدفاع عن قضيتهم المركزية فلسطين وعدم استبدال الصراع العربي الاسرائيلي وصراع التقدم والتنمية ضد التخلف والضائقة الاقتصادية بصراع طائفي بين العرب والمسلمين قوامه التكفير والمذاهب السنية والشيعية. ليس لمعادات ايران الداعمة للقضية الفلسطينية والعربية والاسلامية محل من الاعراب سوى الرغبة في خدمة الصهيونية وامريكا واستمرار التخلف العربي من خلال لهو مجتمعاتنا بالحروب والاختلافات المذهبية والمكوناتية، فهل يعقل ان تدعم السعودية انفصال اكراد العراق؟ ولمصلحة من كان تدمير سوريا؟

ليس من الصعب ملاحظة تطور مهم على مختلف الاصعدة لمساندة الشعوب العربية بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص في التخلص من قادته الفاشلين الذين حرموهم ولعقود من التنمية الاجتماعية والاقتصادية والحقوق القومية المشروعة. بلغة الماركسيين اصبحت الظروف الموضوعية وعلى مستويات متعددة ناضجة لاجراء تغيرات جذرية في انظمة الحكم ووضع المجتمعات العربية على جادة التنمية والنهوض مثلما فعلت تركيا وايران وكثير من البلدان الاسلامية وغير الاسلامية خلال العقود الماضية. على المستوى العالمي والاسلامي والعربي والفلسطيني نرى بأن الظروف المشجعة لتغيرات ايجابية في القضية العربية والفلسطينية ازدادت بدرجة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية والذي تجسد في رفض القرار الامريكي في دعم الصهاينة في قضية القدس.

على المستوى العالمي نرى انعزال امريكا ترامب عن العالم في عدة قضايا عالمية وما قضية القدس ودعم الكيان الصهيوني الا واحدة منها. اعتراف ادارة ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل وقرار نقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس دون ذكر الفلسطينيين وحقهم في القدس اثار استنكار وغضب حتى حلفاء امريكا الكبار من المانيا وفرنسا وبريطانيا الذين يرون بأنه يقوض المفاوضات ومشروع حل الدولتين. في 18/12/2017 صوت مجلس الامن الدولي على قرار يطالب الولايات المتحدة بسحب الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل، وقد صوت لصالح القرار 14 دولة من 15 دولة وصوتت الولايات المتحدة ضده واستعملت حق النقض (الفيتو) لابطاله كقانون دولي. وبعد اقل من اسبوع صوتت الجمعية العامة، رغم تهديدات الولايات المتحدة الفجة على لسان ترامب وممثلته في الامم المتحدة للدول التي ستصوت مع القرار الذي يمنع اي اجراءات وقرارات تهدف الى تغيير طابع مدينة القدس والامتناع عن انشاء بعثات دبلوماسية في المدينة، بأكثر من ثلثي الاعضاء البالغ عددهم حوالي 190 دولة لصالح القرار، ولم يصوت ضد القرار سوى تسعة دول فقط معضمها لم اسمع حتى باسمها مثل ناورو وبالاو.

على المستوى الاسلامي، عم رفض وغضب عام لدى مسلمي العالم ضد قرار ترامب في دعم تهويد القدس الشريف. منظمة التعاون الاسلامي، وتضم 57 دولة، اصدرت قرارات مهمة في اجتماعها في تركيا رغم ضعفها لمجابهة قرار ترامب الارعن، ومن اهمها الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية ودعوة بلدان العالم بالاعتراف بالدول الفلسطينية وعاصمتها القدس. ومن اهم احداث اجتماع اسطنبول هو التقارب السني الشيعي الذى بدى وكأنه قبر الفتنة الطائفية بين المسلمين التي تحاول اشعالها السعودية واسرائيل، وايضا رفض اثنين من قادة الدول المحسوبة على الدول المعتدلة، الاردن وفلسطين، توجيهات السعودية ومصر والامارات في دعم سياسات ترامب في المنطقة. التحرك الذي يشهده العالم الاسلامي ضد التطرف والافكار التكفيرية سيكون له تأثير كبير على موقع الاسلام العالمي بشكل عام والظروف الفلسطينية بشكل خاص حيث زيادة الدعم لفلسطين مع تراجع القسوة وتقدم الرحمة في الممارسة الاسلامية.

وعلى المستوى العربي نرى التحرك الاهم ضد مشاريع الانبطاح وموالات اسرائيل وامريكا رغم ان مواقف معظم الدول العربية وجامعتهم بائسة قولا وفعلا ولا تزال تدور مع الفلك الصهيوني الامريكي. التغيرات التي حدثت خلال ثلاث سنوات من انبثاق الحشد الشعبي في العراق ودحر داعش الهمجي الى تقدم القوات السورية وتوسع عمليات حزب الله في طرد قوى الارهاب والتخلف المدعومة من السعودية والفكر الوهابي والى صمود الشعب اليمني ضد جبروت وعدوان ومال السعودية والامارات. وقوف ايران غير المشروط للقضية الفلسطينية ودعم قوى المقاومة والصمود اصبح عاملا مهما في توازنات المنطقة وخروجها من هيمنة قادة الانبطاح والتخلف واللاتنمية. فشل مشروع الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة له دور عظيم في العودة على التركيز على التحديات الرئيسة التي تجابه الشعوب العربية للخروج من واقعها المزري الذي فرض عليها من قبل حكومات التخلف والتبعية واللاعدل حيث النخبة المترفة المدعومة من الغرب بقيادة امريكا والجماهير المسحوقة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.

امام الشعب الفلسطيني الان فرصة تاريخية لينفض الوسخ والتذبذب الذي علق فيه من قبل قادة متخاذلين وحكام انبطاحيون فكفى ما جلبته اموال السعودية ووساطة الامريكان من تهاون ومصائب وضياع. قضيتنا واضحة كالشمس ولا يمكن لعاقل ان يرفضها حيث اننا هجرنا من ديارنا قبل اقل من مائة عام ويعيش نصفنا تحت الاحتلال والمعاملة القاسية ومواطنين من الدرجة الثانية بل الثالثة والنصف الاخر مشتت في المهاجر من قبل قوم يدعون امتلاكهم ارضنا قبل 2000 عام. كانوا يعيشون بيننا كاخوة ولكنهم خدعوا من قبل الاستعمار والصهيونية بان لهم الحق في اقامة دولتهم وانهم شعب الله المختار الذي يجب ان يخضع له العالم. وكان من يدعمهم من الانكليز ثم من الامريكان ممن لديهم النفوذ والمال والقوة الاقتصادية والعلمية لتزيف الحقائق.

ككل شعوب الارض لايعوز الشعب الفلسطسني رجال ونساء وشباب يقاومون المحتل الصهيوني وينشدون الحرية والعدالة ولكن تعوزهم شحذ الهمم ووضوح الرؤية وتنوع الاساليب والتقنيات في المقاومة ورفض الاحتلال. بعد عقود من التخاذل والخداع وقتل الهمم قد يكون الشعب الفلسطيني بحاجة الى نفحة حسينية في الاباء والثورة، وهي قريبة منهم خاصة وامامهم الشافعي محب آل البيت وهو القائل: "لو كان حبي لاهل البيت رفضا ... فليشهد الثقلين اني رافضي". باستطاعة الشعب الفلسطيني الان ان يسحق وتحت اقدامه مؤامرة الحراب السني الشيعي الذي تدعمه وتغذيه بالمال والسلاح والفكر التكفيري تحالفات الشر العالمية وعلى رأسها الصهيونية وتحالف قادة سعوديون معها يصرفون دون حساب وكتاب مليارات من الدولارات. بالامس كان دعمهم لعملائهم التكفيريين في سوريا والعراق من اجل هدم هذين البلدين المقاومين وغدا سيسعون لانشاء كتائب عسكرية مرتزقة وبعشرات الالوف في لبنان من اجل محاربة حزب الله الصامد والملهم للشعوب العربية في الصمود والنهضة من خلال اختيار نخبة قائدة تهمها مصلحة ورفاهية شعوبها أكثر من مصالحها.

وضوح الرؤية بعد خداع الشعب الفلسطيني ولعقود بالحلول السلمية ومفاوضات الذل والتنازل عن الحقوق الشرعية والقبول بالأمر الواقع المليئ بالاجحاف والظلم والاهانة للفلسطينيين في الداخل والمهجر يجب ان يسود في الشعب الفلسطيني اذا اردنا عودة القدس وفلسطين الى الحضن الفلسطيني والعربي والاسلامي والمسيحي. وضوح الرؤية هذا يجب ان يأتي من حق الفلسطينيين بالعودة الى ارضهم وانشاء دولتهم التعدددية فيها تتعايش الاديان والاثتيات والطوائف مثلما كانت متعايشة في السابق وحتى بدايات القرن الماضي وقبل تغلغل الصهيونية، ومن عدم عقلانية وشرعية الدولة الصهيونية التي بنيت على اساس الادعاء بحق يهود العالم بالعودة الى بلدهم الذي كان قائما قبل 2000 سنة. وضوح الرؤية هذا يجب ان يأتي من التغيرات العالمية وانتصار العراق وحشده الشعبى وسوريا وحزب الله على الارهاب التكفيري والمشاريع الصهيونية السعودية التي تريد ربط المنطقة بمصالح الاستعمار الامريكي الذي بدأ يفرض الجزية على حكومات التخلف والانبطاح، ومن وقوف ايران وحرسها الثوري وبوضوح بجانب الحق الفلسطيني ودحر الكيان الاسرائيلي الصهيوني.

وضوح الرؤية يجب ان ينتج اساليب متنوعة من النضال تتناسب مع التطور التنظيمي والتكنولوجي والعسكري الذي شهدناه خلال العقود الماضية والذي اعتمد عليه حزب الله والحشد الشعبي العراقي والقوى الامنية السورية في الانتصار على الارهاب التكفيري الوهابي وداعميه. الاساليب المتنوعة نراها ان تشمل التحرك المدني بأشكال متعدة، المظاهرات السلمية التي يشارك فيها محبي العدل والسلام من كافة المكونات والاديان، مظاهرات الحجارة والتحدي، عمليات عسكرية ذكية ضد رموز الكيان الغاشم من جيش وشرطة وسياسيين ومهنيين واداريين صهاينة، تحرك سياسي ودبلوماسي واسع يهدف الى اجماع عربي واسلامي وعالمي بحق العودة للفلسطينيين وانشاء دولتهم الديمقراطية التعددية من اجل احلال السلام في المنطقة والعالم وتقدم الانسانية من خلال حوار الحضارات والتنمية البشرية والاقتصادية بديلنا الوحيد لانقاذ البشرية من ازماتها البيئية والاجتماعية التي ينتجها صراع الحضارات وهيمنة الدول الاستعماري وشركاتها المالية والعسكرية، وتحرك ومظاهرات في الخارج لا تعتمد فقط المشاركة الفلسطينية بل ايضا مشاركة العرب والمسلمين والمسيحيين وقوى اليسار الداعمة للحق الفلسطيني والعربي في العيش الكريم والنهضة ولا تعتمد الشعارات اللينة والعامة فقط بل تشمل الشعارات الثورية ايضا الرافضة للخنوع والمفاوضات المذلة تحت المظلة الامريكية.

على المثقفين الشرفاء في العالم العربي ان يكونوا عونا لشعوبهم في هذه المرحلة الحرجة والحبلى بانعطاف تاريخي يمكن ان يبرز وجه عالم عربي واسلامي مشرق ورحيم بدلا من وضعه الحالي الكالح والعنيف والمليئ بالممارسات والاجراءات الخاطئة والقابلة للتغيير من خلال تبني المثقفين النقد البناء حيث الايجابية واقتراح الحلول التي تدفعنا الى الامام ونحو التقدم والافضل، وترك النقد الهدام حيث الولولة والتسقيط واشاعة السلبية حتى من خلال الافتراء واختلاق وترويج الاكاذيب. المثقف الذي يريد ان ينفع شعبه وامته عليه الابتعاد ولو قليلا عن خدمة مصالحه الخاصة والارتزاق لدى الحكام السفلة وعن المفاهيم الحداثوية في تأكيد الموضوعية ووصف الواقع والانتقال ايضا الى تغيره، وهذا ليس بالضرورة ان يأتي بالثورة والتهديم بل يمكن ان يأتي من خلال الديمقراطية التي اختارتها الشعوب العربية ايضا حيث المجال واسعا لتبني مئات او آلاف من التحسينات والاجراءات والقوانين والتعليمات الجيدة التي تساند الحرية والتنمية والعدالة والمساوات في الفرص.

نعم يمكن لفلسطين ان تعود كقلب العالم العربي التي تربط اسيا بافريقيا والمغرب العربي بالمشرق العربي، وفيها يمر قطار العرب السريع من المحيط الى الخليج وطرق التنمية وبناء دول المواطنة التي تتمتع فيها كافة المكونات بحقوق متساوية، ويمكن للقدس ان تعود عروس العرب وتصبح مدينة السلام لكل الاديان والمذاهب الابراهيمية وحتى غير الابراهيمية بدلا من مسخها كمدينة صهيونية عاصمة لكيان غاصب لا ينسجم مع الافكار الانسانية والعقلانية. ولكن هذا يحتاج الى ادراك ما يجري من حولنا من تطورات وان نستثمر ذلك بصمود وشجاعة وان ندرك ايضا بأن التاريخ على عجل للرحيل وعلينا التحرك الان في الحق وليس غدا، فالحكام السفلة لا زالوا يتأمرون مع الصهاينة وقوى امريكية امبريالية ومتعجرفة لنهب شعوب المنطقة وابقاء العالم العربي متخلفا ومنقسما حتى أكثر السابق. قبر مشروع تقسيم العراق وسوريا ومشروع الفتنة الطائفية والانتصار على الارهاب التكفيري الوهابي في العراق وسوريا وتعاظم قوة حزب الله والحشد الشعبي، يمكن ان يكون بداية تحرير فلسطين والنهضة العربية.
 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter