|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد   5  / 5 / 2019                                باسم محمد حسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تطور الصين وتأثيره على العراق والمنطقة

باسم محمد حسين
(موقع الناس)

مما لاشك فيه أن أي تطور يحصل في أي دولة يكون له تأثير على الدول التي تتعامل معها أو تربطها بعلاقات سياسية أو تجارية أو كلاهما. فتطور جمهورية الصين الشعبية المتسارع كان و سيكون له تأثير إيجابي على العراق والمنطقة العربية عموماً بسبب إيجابية التعاملات بين الصين وهذه الدول .

ان التعامل الاقتصادي الإيجابي بين الصين ودول العالم المنطلِق من فكرة أو مبدأ (رابح – رابح) الذي تصر القيادة الصينية على تطبيقه دائماً كي تخدم شعبها وبقية شعوب العالم وكذلك مبادرة الحزام الطريق التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ قبل 6 سنوات تعزز هذا التوجه في التشارك بالأعمال والمبادرات وخدمة الآخر أدت وتؤدي الى التنامي المستمر لاقتصاديات الدول المتعاونة وإكمال احداها لما ينقص الآخر ، فكلنا يعرف أن هناك بلدان غزيرة الانتاج للمواد الخام (المعادن المتنوعة) وأخرى تنتج مواد الطاقة كالنفط والغاز والفحم بينما هناك دول لديها الخبرات البشرية وأخرى لديها كل ذلك . فلو أخذنا الصين مثلاً، فلدى جمهورية الصين الشعبية الامكانات التقنية الكبيرة المتوفرة في الشركات الحكومية منها والخاصة ، كما لديها الوفرة النقدية الهائلة والتي بدورها توفر كل ما يستوجب لإقامة مشاريع ناجحة . ولهذا على الدول النامية أن تستعين بالشركات الصينية العامة والخاصة لتنفيذ جميع أنواع المشاريع فعلى سبيل المثال لا الحصر . الصين تعاونت مع العراق مؤخراً في مشاريع عديدة وفي مختلف المجالات لتطوير البنى التحتية. ففي محافظة صلاح الدين احدثت التقنيات الزراعية الصينية المستخدمة هناك نقلة نوعية وكمية في القطاع الزراعي . وفي القطاع الطبي قام الأطباء والفنيون الصينيون بتطوير العلاج بالوخز بالإبر الصينية في محافظة ديالى شرق البلاد. ناهيك عن الشركات الهندسية الصينية العاملة في تطوير القطاع النفطي العراقي عن طريق جولات التراخيص أو أعمال الخدمة الهندسية في استخراج النفط والغاز الطبيعي وفي أماكن متعددة من العراق كأن تكون مقاول رئيسي أو ثانوي بشركات ساندة تقدم خدمات هندسية ولوجستية معينة. وهناك تعاون آخر في مجال النقل فقد جهزت الصين دائرة السكك الحديد العراقية بعدد 12 قطاراً ذات نوعية حديثة مريحة تعمل محركاتها بزيت الغاز كل قطار يجر وراءه ثمان عربات بضمنها عربة مطعم متكامل الخدمات. وهناك أيضاً دور رئيسي للصين في حل مشكلة محافظة البصرة المستمرة (ملوحة الماء) من خلال تصفية وتحلية المياه بموجب عقود إنشاء وتطوير محطات للتصفية والتحلية في أماكن متعددة من المحافظة وقعتها المحافظة مع شركات هندسية صينية رسمية وبحضور السيد السفير الصيني السابق في العراق ، وعلى هذا الأثر قدمت هذه الشركات مساعدات تعليمية لعدد من مدارس محافظة البصرة .

أما على صعيد الاتصالات فقد اسهمت التكنولوجيا المتقدمة والتقنيات العالية المستخدمة في صناعة أجهزة الهواتف النقالة التي تصنع في الصين في جذب انتباه المستهلك العراقي نحو هذه الهواتف التي تمتاز أيضا بأشكالها الجميلة وخدماتها المتطورة . ومن المؤمل أن يكون للشركات الانشائية والبحرية الصينية الدور الرئيسي في انشاء ميناء الفاو الكبير.

العلاقات الرسمية بين الصين والعراق تمتد لستين عاماً خلت فبعد انبثاق ثورة 14 تموز عام 1958 واستقرار الأوضاع وانفتاح العراق على العالم الاشتراكي تعمقت هذه العلاقات وتنوعت بين الدولة الفتية والدولة الكبيرة صاحبة التجارب الثورية الناجحة وانعكست إيجاباً على الأوضاع الاقتصادية النامية حيث ازداد التبادل التجاري وتعمقت العلاقات السياسية ووصلت المطبوعات الصينية بشكل رسمي للعراق وانتشرت بين القراء الذين تضاعف عددهم مرات عديدة.

ونحن كأعضاء في المجموعة العراقية في الاتحاد الدولي للكتاب والإعلاميين العرب أصدقاء وحلفاء الصين، نتأمل من الحكومة المركزية والحكومات المحلية زيادة التعاون مع جمهورية الصين وشركاتها العملاقة حيث لمسنا مقدار التقدم في جمهورية الصين الشعبية على كافة المستويات وكافة الاختصاصات الزراعية والصناعية والسياحية والتجارية. وما كان هذا التقدم حاصلاً لولا إخلاص المواطن الصيني في عمله واستثمار كامل وقت العمل دون هدره بما لا يفيد ومحافظته على معداته واستخدامها بالشكل الأمثل مستنيرين بتوجيهات قيادتهم الوطنية الحكيمة .


البصرة 20/4/2019
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter