|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء   21  / 4 / 2020                                باسم محمد حسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هل سننتصر؟

باسم محمد حسين
(موقع الناس)

ربما بعض الساسة المتنفذين يعتقدون بأنهم انتصروا على انتفاضة تشرين بعد أن رشحوا الكاظمي وكلفه رئيس الجمهورية رسمياً دون معارضة قوية وفاعلة ميدانياً من المعتصمين والمتظاهرين ومن ورائهم أغلب أبناء الوطن (بسبب الوباء) ولكن هناك معارضة شعبية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي من كثير من الناشطين وبعض المنظمات الأخرى، ولهذا قامت اسلحتهم البشرية بحرق خيام المعتصمين في ساحة التحرير بالإضافة الى فعاليات مسلحة أخرى في بغداد والمحافظات.

سيكون الاختبار الحقيقي للمكلف عند اختيار الوزراء وآلية ذلك الاختيار، وهل ستمر الكابينة الوزارية في البرلمان أم لا؟ كل ذلك يعتمد على الإملاءات الخارجية أساساً وعلى مصالح اغلب الفاسدين في الدرجة الثانية دون اكتراث لمستقبل الوطن وثورة الشباب المطالبين بوطن وشهدائهم الذين تجاوزوا الألف ناهيك عن الجرحى والمعاقين.

بحضور جميع رؤساء وممثلي الكتل المتحاصصة المتنفذة ورئيس مجلس القضاء ورئيس المحكمة الاتحادية عقدت مراسيم حفل التكليف المتميز، في خطاب رئيس الجمهورية استنكر المحاصصة الطائفية أمامهم. ومع هذا هناك أحاديث وتسريبات تقول بأن الكتل سلمت المكلف أسماء الأشخاص المراد استيزارهم حيث ستكون الوزارة بعدد 22 وزيراً بحصص منها 6 للعرب السنة و3 للكرد و2 للأقليات ، و3 للفتح و3 لسائرون و2 لدولة القانون ووزير واحد لكل من النهج الوطني وصادقون والحكمة.

لكن المعلن من الكتل الشيعية بأنهم تركوا الأمر للمكلف باختيار كابينته الوزارية بينما صرح الكرد بأن التوزير يجب أن يتم من خلالهم (الأحزاب الكردية الكبيرة) وكذلك بعض الأطراف السنية. (المعلوم مؤخراً انشطار هذا التكتل حيث اصبح الخنجر وجماعته بعيدين عن الحلبوسي وجماعته) الأمر الذي يتيح للشيعة أن يعلنوا للجميع بأنهم غير متمسكين بالمحاصصة الطائفية كما هم الكرد والسنة. فربما هذه الفعالية تعيد لهم بعض ماء وجوههم عند عامتهم.

السؤال الأكثر أهمية اليوم هو البرنامج الوزاري للمكلف، هل سيركز على فترة سنة واحدة مثلاً وصولاً الى اجراء انتخابات نيابية مبكرة بموجب قانون منصف ومفوضية نزيهة، أم له نية الاستمرار بالعمل لحين نهاية الفترة الدستورية للبرلمان الحالي؟ وهل سيبدأ عمله بمعالجة الوباء (COVID19) المستجد أم الوضع الاقتصادي المتردي والذي سيزداد تردياً بعد انهيار اسعار النفط؟ وفي هذا المجال هل سيلجأ للمنتوج الوطني (كما فعل المجرم هدام بُعَيد عام 1991) أم تستمر الحالة الاستيرادية المهلكة للوطن والناس ولكنها مربحة لفئة تجار السياسة؟ . الحقيقة اليوم هناك صعوبة جمة في استقراء المستقبل القريب مع هذه الاحداث وهذا الصراع بين قوى الخير وقوى الشر المتنفذة، هذا الحديث في حال نجاح الكاظمي بتمرير كابينته أمام البرلمان. وأخيراً لا آخراً، لا يسعنا سوى انتظار الغد القريب.

ومع هذا وذاك فالثورة مستمرة وما هذا الهدوء إلاّ استراحة مقاتل ولها أسبابها الآنية ولابد أن تنتصر ويعود الوطن لأهله الطيبين.



البصرة 21/4/2020
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter