|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  21  / 7 / 2017                                باسم محمد حسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 السيستاني والقادم

باسم محمد حسين
(موقع الناس)

السيد علي الحسيني السيستاني . زعيم الحوزة  العلمية في النجف الأشرف . الرجل الذي كان له موقف الحياد عن إزالة نظام البعث المقبور بواسطة قوة خارجية . وبعد تغيير النظام وتشكيل حكومة أفتى بوجوب الاستفتاء على الدستور وبعدها أفتى بوجوب المشاركة في الانتخابات البرلمانية وأيَّد قائمة الائتلاف الوطني الشيعية (196) . وكان عوناً لجميع السياسيين من كافة الملل والأعراق الذين توافدوا عليه وبشكل مستمر وقدَّم لهم النصح والمشورة . وجميعهم أشادوا بدوره في النصيحة وكذلك ممثلو المنظمات الدولية والانسانية ، ومن ثم دوره الكبير في عدم إشعال الفتنة بل وتهدئة الأمور بين الطائفتين الأكبر في العراق اذبان التناحر الطائفي وخصوصاً عامي 2006 – 2007 . وهو الذي أفتى بالجهاد الكفائي للتصدي لأعداء الانسانية الذي احتلوا جزءاً كبيراً من الوطن وكادوا أن يَصِلوا الى بغداد وبقية المحافظات الوسطى . ومنذ عام 2011 تقريباً لم يعد يستقبل السياسيين  وصولاً الى مقاطعتهم ، ولا يزال ، لفشلهم في تنفيذ وعودهم للشعب العراقي وعدم تنفيذهم برامجهم الانتخابية وعدم محاربتهم للفساد . وفي الانتخابات الأخيرة كان له توجيه بعدم انتخاب الذين فشلوا في أداء أعمالهم بالشكل الصحيح ولكن للأسف الشديد بدون تحديد الأسماء بل مجرد تنويه بقوله "المجرَّب لا يُجَرب" ، هذه العبارة الناصحة الجميلة لم تأخذ صداها لدى (العامة) كي لا يقعوا في الخطأ مجدداً وعَبَرَت ومرَّت مرور الكرام ، ويبدو أن المرشحين نجحوا في تجهيل الناس وعَمْيهِم عن حقيقة الأمور عن طريق تركيز النهج الطائفي الذي يرقص له الكثيرين من المُغَرَر بهم .  

الملفت للنظر بأن جميع توجيهاته تأخذ مجراها في التطبيق باستثناء موضوعة الانتخابات . لنأخذ مثلاً مستمراً ، ففي احتساب الأشهر القمرية (الهجرية) والأعياد والمناسبات الدينية لا يحيد عن رأيه إلا العدد القليل من الشيعة في العراق والعالم  والمثال الأكثر وضوحاً هو عيد الفطر الماضي حيث أصدر مكتبه تفاصيل عن ولادة الهلال في وقت مبكر من عصر يوم السبت 24/6/2017 بحيث لا يمكن رؤيته بالعين المجردة (كما هو مطلوب فقهياً في هكذا أمر) وعليه فكان عيد الفطر  وهو اليوم الأول من شهر شوال يوم الاثنين 26/6 /2017  بالرغم من أن بعض المراجع أفتوا بالعيد يوم الأحد 25/6/2017 ، والواضح للعيان أن أغلب شيعة العراق التزموا برأيه دون آراء بقية المراجع الآخرين . حيث كانت مظاهر الحياة يوم الأحد المذكور آنفاً مظاهر رمضانية بحتة ولم يمارس اغلب العراقيين طقوس ومراسم العيد إلاّ يوم الاثنين . وهناك أمثلة عديدة أخرى لا يستوجب ذكرها .

أزمات العراق تكاثرت وأصبحت عبئاً ثقيلاً على الفقراء دون سواهم والسبب الرئيس هو الفساد الكبير الذي نخر أجهزة الدولة في كافة مفاصلها دون استثناء والمشكلة الأكبر هي عدم محاسبة مرتكبي جرائم السرقات وهدر الأموال العامة وسرقتها وتزوير الوثائق وحرق مباني المؤسسات كي تندثر الوثائق التي يمكن أن تدين البعض يضاف الى ذلك تعاون بعض القضاة مع السراق والارهابيين واطلاق سراح بعض المجرمين أو المتهمين قبيل إدانتهم بواسطة الرشى أو الضغوط المختلفة أو حتى بالعنف أو التهديد به ، بحيث ساءت أمور البلاد بشكلٍ لم يسبق له مثيل منذ تأسيس الدولة العراقية ولغاية الآن وربما أبعد من ذلك باستثناء ما سطره أبناء القوات المسلحة بكافة صنوفهم من مآثر أثناء تحرير الموصل الحدباء .

الانتخابات على الأبواب وقبل أيام تم الاعلان عن تأسيس كتلة سياسية طائفية بحتة من المكون السني وادّعوا بانهم منفتحين على بقية شرائح المجتمع العراقي ولكن العاقل يستطيع تفسير الأمور مهما كان اهتمامه بسيطاً في القضايا السياسية . وبالتأكيد الجانب الشيعي سيحاول ضم أكبر عدد من مؤيديه كي يُقوّي قائمة الائتلاف العراقي الشيعية وهناك (كما أعتقد) القليل ممن تبقى من أبناء الشعب سينحازون الى القوائم الأخرى غير الطائفية .

بالتأكيد رأي المرجعية وزعيمها سيكون مع القوائم التي تحتضن الخيرين من العراقيين وذوي الاختصاص والكفاءة والنزاهة وهذا الأمر يحتاج الى تصريح بذلك وليس تلميح فقظ ، فمثلما آزرت المرجعية القوائم الشيعية علناً في السابق يفترض أن تساهم في مساعدة قوائم الوطنيين والبعيدين عن الطائفية المقيتة ومن هم لا يرومون الاستفادة المادية فقط من مناصب الدولة دون تأدية الواجب الأساس في خدمة أبناء الوطن . فتوجيه المُقلِدين الوجهة الصحيحة أمر مهم جداً سينقذ العراق والعراقيين وينصرهم على أعدائهم المتربصين بهم من كل الجوانب .

هذه دعوة للمرجعية الرشيدة أن تأخذ دورها الطليعي في قيادة أبناء الشعب وتحدوا بهم للقضاء على الفساد والمفسدين من خلال توضيح الأمور للناس بشكل جلي والتأكيد على عدم السماح للمفسدين بالوصول الى مقاعد البرلمان أو كراسي المسؤولية مجدداً .

وأعتقد بأنهم قادرين على أداء هذا الواجب .

 

البصرة 19/7/2017


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter