|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  2  / 7 / 2017                                 بشار قفطان                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لأنتفاضة معسكر الرشيد الثورية
 

الشهيد حسن سريع ورفاقه دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه

بشار محمد جواد قفطان
(موقع الناس)

السجن لي مـرتبة والقيـد لـي خلخال
والمشنقـة يا شـعب مـرجوحـة الابطــال .....
الشهيد حسن سريع

هذه الايام تمر الذكرى الرابعة والخمسون لأنتفاضة معسكر الرشيد بقيادة الشهيد البطل حسن سريع ورفاقه ..
كان لنا لقاء سريع مع احد ابطال الانتفاضة ، والمسؤول عن التنفيذ في معسكر الوشاش ..
الرفيق ( ابو ليلى البدري ) ..
الذي حدثنا عن بعض حيثيات الانتفاضة ، والتحضير لها وسط الظروف المعقدة التي كان يمر بها البلد والشعب العراقي نتيجة الاثار المأساوية التي خلفها الانقلاب الدموي يوم الثامن من شباط عام 1963، وهجمة التصفيات الدموية الشرسة ضد قيادة الحزب الشيوعي العراقي ومعظم كوادره ومؤازريه .
 
تلك التصفيات والاعتقالات والملاحقات شملت كل من وقف بوجه ذلك الانقلاب , وكان البيان سيء الصيت رقم 13 الذي تم الاعلان عنه واذاعته من دار الاذاعة الرسمية في بغداد والذي يقضي بأبادة الشيوعيين اينما وجدوا ، وتم تنفيذه في اجزاء من العاصمة بغداد ، وبعض المدن العراقية ، وجرت تصفيات عشوائية في تنفيذ ذلك البيان.، بحق العديد من المدنيين والعسكريين  .

وسط هذه الاجواء جرى التحضير للقيام بعملية عسكرية من اجل تخليص الوطن والشعب من تلك الطفمة الحاكمة ..

يقول الرفيق ( ابو ليلى البدري ):
كانت مهمتي تنفيذ الواجب في معسكر الوشاش بالتنسيق مع مجموعة من المناضلين من ضباط الصف والجنود في معسكري الرشيد والطوبجي ..

في الاول من حزيران وضعت الخطط الكفيلة التي كان الرفيق الشهيد البطل جمال الحيدري على صلة مع تلك التنظيمات الموجودة في المعسكرات الثلاثة ، وكان حلقة الوصل بيننا وبين الشهيد الحيدري محمد نجيب الالوسي . وبقينا ننتظر يوم تحديد ساعة الصفر .. وكان التبليغ يوم 26 / 6 التنفيذ ليلة الثالث من تموز عام 1963 ولكن ورد امر اخر في تأجيل التنفيذ الى موعد اخر . وهذه الاشارة لم تصل الى منفذي العمل في معسكر الرشيد بقيادة نائب العريف الشهيد البطل حسن سريع ورفاقه من العسكريين والمدنيين.

عند سماعي خبر التنفيذ سارعت صباح يوم الثالث من تموز للذهاب الى معسكر الوشاش للعمل في اسناد انتفاضة معسكر الرشيد ولكني اعتقلت من قبل احدى مفارز الحرس القومي القريبة من الدار التي اسكنها ، جرى اعتقالي ليس على اساس كوني المسؤول عن التنفيذ او المساهم في الحركة , ولكن لشكوكهم كوني من مناصري الحزب الشيوعي العراقي .

ويستطرد الرفيق ( ابو ليلى البدري ) في حديثه قائلا :
عملية اعتقال الشهيد جمال الحيدري كانت عن طريق خط هاتف ارضي كان يمتد من الحزب البارتي ، الى الشقة التي يسكنها الرفيق الشهيد الحيدري حيث كان يسكن شقة قرب التحريات الجنائية في بغداد في منطقة 52 وكان للرفيق الحيدري موطيء اخر في بغداد الجديدة .

ان سبب فشل الحركة يكمن في التباطؤ بدقة وسرعة توصيل المعلومات الى منفذي العمل في المعسكرات الثلاثة وحصلت لي مشادة مع محمد نجيب نتيجة الارباك الحاصل في تحديد ساعة الصفر.

والتأخير في كسر سجن رقم واحد في معسكر الرشيد الذي كان فيه اكثر من الف معتقل من المدنيين ذوي الاختصاصات والكفاءات المختلفة ، وكذلك خيرة الضباط من ذوي الرتب العسكرية العالية والطيارين .

ومن اسباب الفشل ايضا السماح لعبد السلام عارف من الدخول الى معسكر الرشيد من دون اعتقاله وكان ذلك يمكن بسهوله وسببّ ذلك انهيار بعض قادة الحركة .
 
مقابل ذلك جرى اعتقال بعض قادة البعث ، ومما يؤكد الاخلاقية العالية التي تمتع بها قائد انتفاضة معسكر الرشيد لاحترامه القيم والاخلاق والعادات الانسانية عندما تعامل مع قادة البعث الذين تم احتجازهم (1) وهم كل من طالب شبيب (وزير الخارجية)، حازم جواد (وزير شؤون رئاسة الجمهورية) و بهاء شبيب (المسؤول الحزبي للقوة الجوية) ومنذر الونداوي (القائد العام للحرس القومي)، ومساعده نجاد الصافي ، وهم يتوسلون من عدم ايذائهم .. ولكنه كان يوصي رفاقه في حسن معاملتهم . وان القانون والقضاء هو الفيصل في معاقبتهم . ولكن الذي حصل بعد اخماد الانتفاضة ، اجراء محاكمة سريعة لقادة الانتفاضة يوم العاشر من تموز من نفس العام وقام التلفزيون العراقي والاذاعة بنقل جزء من وقائعها ، وسمع ابناء الشعب الشجاعة والجرأة التي تمتع بها القائد الشجاع حسن سريع عن تحمله كامل المسؤولية في تلك الانتفاضة ، وان من تعامل معهم بلطف واحترام صاروا شهود اشداء ضده مطالبين بانزال اقسى العقوبات بحقه ومن معه من المدنيين والعسكريين . وقد حكم عليه بالاعدام رميا بالرصاص ، مع ثلاثين من رفاقه المساهمين في الحركة ، وتمت جريمة اعدامه يوم الثلاثين من تموز 1963 ، و بعض رفاقه يوم الحادي والثلاثين من تموز واخرين في فترات اخرى  .

والمسألة الاخرى التي من الاهمية في مكان من ذكرها ، ان البيان الاول الذي كان بحوزته وفيه اسماء اعضاء الحكومة المزمع تشكيلها هي خالية من اسمه واسماء المنفذين في تلك العملية ، وحتى من رموز الحزب الشيوعي العراقي المخططين لها ، وهي حكومة وحدة وطنية مدنية تتكون من الشخصيات الوطنية العروفة بالكفاءة ولابد لنا من ذكر تلك الاسماء
كامل الجادرجي رئيسا الجمهورية للجمهورية (2)
مصطفى البرزاني نائبا لرئيس للوزراء
سليم الفخري رئيسا للوزراء
ابراهيم كبه وزيرا للاقتصاد
محمد حديد وزيرا للمالية
عبد الوهاب محمود وزيرا للخارجية
د. رحيم عجينه وزيرا للصحة
عبد الوهاب القيسي وزيرا للعدل
مصطفى علي وزيرا للاوقاف
جلال الطالباني وزيرا للاسكان
جلال بالطه وزيرا للداخلية
عزيز شريف وزيرا للعمل
عبد الفتاح ابراهيم وزيرا للنفط
رافد صبحي وزيرا للمعارف
محمد مهدي الجواهري وزيرا للثقافة
عباس البلداوي وزيرا للدولة
محمد صالح بحر العلوم وزيرا للدولة
حمزه عبد الله وزيرا للدولة

عاشت الذكرى الرابعة والخمسون لانتفاضة معسكر الرشيد الخالدة
المجد والخلود لشهداء انتفاضة معسكر الرشيد في الثالث من تموز عام 1963 حسن سريع ورفاقه من المدنيين والعسكريين

 

(1) نعيم الزهيري ذكرياتي الحلقة الثانية موقع الناس
(2)
نعيم الزهيري ذكرياتي الحلقة الرابعة نفس المصدر




 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter