|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  2  / 7 / 2018                                 بشار قفطان                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حركة معسكر الرشيد تبقى خالدة في الضمير العراقي

بشار محمد جواد قفطان
(موقع الناس)

ألسجن لي مـرتبة والقيـد لـي خلخال
والمشنقة ياشعب مرجوحة الابطال

الحياة حلوة ولكن الموت في سبيل الشعب احلى

المجد والخلود للشهيد البطل حسن سريع ورفاقه الميامين

تمر هذه الايام الذكرى الخامسة والخمسون لحركة معسكر الرشيد البطولية ، تلك الحركة التي قادها الشهيد البطل نائب العريف حسن سريع ، للثأر من الجرائم التي ارتكبها قادة الانقلاب الدموي الفاشي وعصابات الحرس القومي يوم الثامن من شباط عام 1963 ، واعدام القادة الوطنيين من ابطال ثورة الرابع عشر من تموز والقوى والشخصيات التي وقفت بوجه الانقلاب دفاعا عن منجزات ثورة الرابع عشر من تموز الوطنية الديمقراطية ، توهم انقلابيو شباط بان الساحة خلت لهم في تنفيذ جرائم القتل والاعدام والاعتقال والتعذيب لكل من يتهم بالوطنية من خلال بيان الابادة سيء الصيت بيان رقم ( 13 ) الذي ااصدره الحاكم العسكري رشيد مصلح اثناء الانقلاب والذي يدعو الى ابادة الشيوعييون اينما وجدوا ، وتسابق المجرمون في تنفيذه متباهين وغير ابهين بالحركة الاحتجاجية العالمية التي تضامنت مع الشعب العراقي في محنته ، ولكن ما عملوه من جرائم القتل ودفن الاحياء في مقابر جماعية لازالت مجهولة ، وفتح المعتقلات والسجون والاستعانة بالنوادي الرياضية والمدارس وبعض السينمات لايداع عشرات الالاف من المعتقلين السياسيين من الشيوعيين والديمقراطيين ومن وقف بوجه الانقلاب على حد سواء من المدنيين والعسكريين ،، وكان النادي الاولمبي في الاعظمية و قصر النهاية المسلخ البشري خاتمة لحياة معظم الوطنيين العراقيين . من امثال الشهيد الخالد سلام عادل ورفاقه محمد حسين ابو العيس وحسن عوينه، والعشرات من العسكريين والمدنيين .

كل تلك التصفيات لم تقف حائلا دون نشاط الحريصين على ابناء شعبهم والعمل من اجل الخلاص من نظام تلك الطغمة .. تواصل النشاط والتنسيق السري بين مجموعة من ضباط الصف ، وبعض المدنيين المرتبطين بتنظيم قيادة الحزب التي اخذت تزاول نشاطها بقيادة الشهيد جمال الحيدري واحمد صالح العبلي واخرين ، في وضع خطة القيام بالثورة على النظام القائم ، واستطاعت المجموعة بقيادة نائب العريف الشهيد البطل حسن سريع في معسكر الرشيد من التنسيق مع رفاق لهم في معسكري التاجي ، والوشاش، من وضع الخطة والاتفاق على ساعة الصفر للتنفيذ ، ولكن خط الاتصال مع معسكري الوشاش والتاجي قام بتأجيل التنفيذ الذي كان مقررا فجر الثالث من تموز عام 1963 م الى اشعار اخر ، وان امر التأجيل لم يصل الى مجموعة معسكر الرشيد بقيادة البطل حسن سريع .

قامت مجموعة معسكر الرشيد بتنفيذ المهمة ونجحت في السيطرة على معسكر الرشيد واعتقال بعض القادة والمسؤولين من قادة النظام الذين حضروا الى المعسكر .
 
التباطؤ في كسر سجن رقم واحد في معسكر الرشيد الذي يضم المئات من كبار العسكريين من الضباط والجنود بسبب مقاومة حراسه ، وتخاذل احد ضباط الصف في تنفيذ مهامه ، ادى الى فشل الحركة ، واعدام قادتها الابطال في محاكمات سريعة ، قدم الابطال قادة الحركة اروع الامثال في فضح جرائم النظام الفاشي وخصوصا عندما حافظوا على حياة من القي القبض عليهم من مسؤولي النظام ، حازم جواد وطالب شبيب ومنذر الونداوي واخرين ، وموقف الشهيد البطل حسن سريع الذي امر بحسن معاملتهم وعدم ايذائهم ، لحين اجراء محاكمتهم محاكمة علنية عادلة .

ان قادة الحركة لم يكن يدور في خلدهم الاستيلاء على السلطة من اجل منافعهم الضيقة والحصول على المناصب الرسمية ، عندما وجد في حوزتهم ثمان بيانات لادارة سلطة الدولة ، احد البيانات فيه اسماء اعضاء الحكومة التي تمثل خيرة الكوادر الوطنية من العراقيين من مختلف الطيف العراقي ، عربا وكردا امثال الجواهري ، جلال طالباني ومحمد صالح بحر العلوم وابراهيم كبة وكامل الجادرجي ، ومحمود حديد وغيرهم ، وابعد قادة الحركة انفسهم عن اي مركز في السلطة ، هذا جانب والجانب الاخر عدم اتخاذهم خطوات انتقامية ضد الذين وقعوا في قبضتهم من امثال حازم جواد وطالب شبيب ومنذر الونداوي وهم كبار المسؤولين في الحزب والسلطة ، وان شجاعتهم امام المحكمة العسكرية اذهلت الحكام في فترة محاكمتهم الصورية السريعة ، وخصوصا الشهيد البطل نائب العريف حسن سريع عندما اكد للحاكم العرفي العسكري (مهمتنا اسقاط حكومتكم ولا اريد ان اكون رئيسا للجمهورية او اي منصب اخر) ونحن نستذكر ايام تلك الانتفاضة الباسلة اكراما واجلالا لقادتها الميامين .

بالحقيقة خرجت الانتفاضة بدروس وقيم جديرة بالدراسة والتحليل لمن يريد ان يسلك درب الحرية والتحرر ويهدف الخير والكرامة لبناء الشعب خاصة اولئك الفقراء والمسحوقين من عمال وجنود وفلاحين والكسبة والموظفين الذين هم اصحاب المصلحة بالتغيير نحو الافضل لضمان الحياة الحرة الكريمة لهم ولعوائلهم . ويمكننا الوصول الى الدروس المستنبطة من هذه الانتفاضة (1)

- اصبح واضحا بشكل جلي ان الافكار الشيوعية باقية ومتاصلة بقلوب جماهير الشعب العراقي ويستحيل القضاء عليها مطلقا لا بالقتل ولا بالتعذيب ولا بالترغيب لآنها الحقيقة والعلمية والانسانية وهي المستقبل للحياة الحرة الكريمة ومن يعاديها يخيب ومن لم يهتدي بها يظل الطريق .

- الانتفاضة هي الدرس والانذار لكل قوى الشر والبطلان وعليه يجب العودة للشعب وله وحده السلطة هو صاحب القرار ولا يتم ذلك الا بدولة ديمقراطية فيلدرالية تعددية ذات مؤسسات دستورية وقانونية (2)


المجد والخلود لابطال انتفاضة معسكر الرشيد حسن سريع ورفاقه
عاشت الذكرى الخامسة والخمسون للانتفاضة المجيدة


(1)
جريدة المدى لقاء مع الضابط المتقاعد عربي الخميسي في 7 / 7/ 2013
(2) نفس المصدر علما ان الضابط عربي الخميسي اختاره قادة الحركة قائد لاحد الفرق العسكرية
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter