|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  25  / 12 / 2020                                 بشار قفطان                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لانتفاضة الحي المجيدة

بشار محمد جواد قفطان
(موقع الناس)

تمر هذه الايام الذكرى الخالدة في وجدان وضمائر ابناء الشعب العراقي .

الانتفاضة الخالدة لابناء مدينة الحي الباسلة ضد طغمة نظام الحكم الرجعي شبه الاقطاعي ، الموالي للاستعمار البريطاني وحلفائه .

انتفاضة كانون الاول من عام 1956 في مدينة الحي لم تكن معبرة عن نزوة شباب من اجل اظهار حماسهم العاطفي لنصرة الشعب المصري ضد العدوان الثلاثي .. وانما نابعة من تراكمات من ما اوغل في الصدور من الحنق والرفض لنهج النظام الملكي في انتهاجه سياسة الاضطهاد وتبني الاحلاف العدوانية ، وبناء القواعد العسكرية الاجنبية ، على طول البلاد وعرضها . ومحاربة الافكار التقدمية ، والمساهمة في محاربة حركة التحر الوطني في البلدان العربية والبلدان الاخرى ، كل ذلك فجر الغضب الشعبي العارم في كانون الاول 1956 وخصوصا الموقف المخزي للحكومة العراقية والتزامها الصمت ازاء العدوان الثلاثي على الشعب المصري ، الذي قادته اسرائيل .، وبريطانيا ، وفرنسا في تشرين عام 1956.
 
وقف ابناء الشعب العراقي بشكل علم ضد العدوان وابناء مدينة الحي بشكل خاص ، بموقف بطولي لنصرة الشعب المصري وومتابعة بطولات وتضحيات ابناء بورسعيد في التصدي للعدوان الثلاثي .
 
حكومة النظام الملكي وجدت فرصتها في الانتقام من ابناء المدينة وكسر شوكة نضال ابنائها وتنفيذ ما خطط له وزير داخلية النظام سعيد قزاز في مطلع عام 1956 ومقولته الشهيرة بلهجته الكردية (قزا حي مو لازم) ليلة السابع عشر من كانون الاول عام 1956 نفذ النظام هجوما على مدينة الحي بواسطة فوج من شرطة القوة السيارة مستخدمين شتى انواع الاسلحة وقد قصفت المدينة العزلاء بثلاث قنابر هاون احدها وقع في نهر الغراف والاخريات وقعت في محيط المدينة .

وما اثار ذعر القوة المهاجمة الصمود الاسطوري الذي وقفه ابناء المدينة المدافعين عنها وباسلحتهم التقليدية البسيطة كالحجارة وقتابل المولتوف وعدة مسدسات .

واستطاعت القوة المهاجمة من احتلال الدور السكنية العالية في المدينة ، ووضعت المدافعين عن المدينة تحت نيران اسلحتهم الثقيلة ،استشهد على اثر ذلك المناضلين كاظم الصائغ ، وركّية شويلية ، وحميد فرحان الهنون ، واصابة العديد من الجرحى ، وانتهت المعركة عصر ذلك اليوم بانسحاب المدافعين عن مواقعهم الى بيوت ابناء المدينة التي احتضنتهم ، بعد احتلال المدينة قامت السلطات بحملة اعتقالات واسعة شملت معظم ابناء المدينة وخصوصا الشباب وجرت لهم محاكمات سريعة في احدى مدارس الكوت واصدرت احكاما قاسية على بعض المتهمين بالحكم بمدد خمسة عشر عاما ، وعشرة اعوام ، وثلاث اعوام ، والحكم على المتهمين الرئيسيين في قيادة الانتفاضة الشهيدين علي الشيخ حمود ، وعطا مهدي الدباس بالاعدام شنقا حتى الموت ، وحكمت على الشهيد عبدالرضا الحاج هويش حكما غيابيا بالاعدام شنقا حتى الموت ..

وفجر صبيحة يوم 10 / 1 / 1957 ارتكبت ثاني جريمة اعدام بحق الشيوعيين في العراق ، ففي شباط عام 1949 عندما اقدمت السلطات الحاكمة على اعدام قدة الحزب الشيوعي العراقي الشهداء ، يوسف سلمان يوسف ، (فهد) محمد زكي بسيم .. حسين محمد الشبيبي ، ومطلع عام 1957 تم تنفيذ حكم الاعدام بحق البطلين الشهيد علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس .

النتائج المستخلصة من حركة الاحتجاجات والانتفاضات التي حصلت في معظم المدن العراقية وخصوصا في عام 1956 قربت من وجهات النظر للقوى الوطنية وحفزتها على الاعلان عن وحدتها في جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 التي انبثقت مطلع عام 1957 ومن ثم انتصارثورة الرابع عشر من تموز المجيدة .

واليوم تجدد الحركة الاحتجاجية الجماهيرية التي انطلقت في تشرين الاول من عام 2019 لتؤكد امتدادها لنضالات وتضحيات الشعب العراقي منذ قيام الدولة العراقية حتى يومنا هذا لتؤكد ان وحدة القوى المدنية والديمقراطية كفيلة ببناء الدولة المدنية اليمقراطية وتعزيز السلم الاهلي  .

عاشت الذكرى الرابعة والستون لانتفاضة الحي المجيدة
المجد والخلود لشهدائها الابطال


ملاحظة : بعض الاخوة الكتاب الذين يستذكرون انتفاضة الحي ،في عام 1956 يذكرون الشهيد كاظم الخويلدي من شهداء الانتفاضة .. وللامانة التاريخية ان الشهيد كاظم الخويلدي كان بقاتل القوة المهاجمة من داخل اسواق المدينة ، واسنطاع من الهروب ،، ولكن جرى اعدامه مطلع ثمانينات القرن الماضي بسبب انتمائه للحزب الشيوعي العراقي
 

 




 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter