|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  22  / 6 / 2015                                 باقر الفضلي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العراق : ترهيب الثقافة..!؟

باقر الفضلي

ليست هي المرة الأولى في تأريخ العراق الحديث، التي تتعرض فيه النخب الثقافية العراقية ومؤسساتها، الى العنف، والى شتى صنوف العسف والإضطهاد؛ فبما تمثله تلك النخب، من كونها عين ولسان الشعب الناطق، وبأنها المتصدر الأول لنضالاته في سبيل الحرية والديمقراطية، وكونها كانت دائماً تقف في مقدمة الصفوف المدافعة عن وحدة الشعب، والمضحية دائماً من أجل سيادة وإستقلال البلاد، والحفاظ على ثرواتها الوطنية، فلم يعد من الغرابة بمكان، وفي ظل ظروف العراق الحالية، أن تتعرض المؤسسة المدنية للثقافة العراقية، وهي الممثلة بإلإتحاد العام للكتاب والأدباء العراقيين في بغداد، الى تلك الهجمة الإرهابية، المخطط لها، والمنفذة بإتقان، والتي لا تخرج عن كونها حلقة في مسلسل الإرهاب الذي يواجه المثقفين العراقيين، منذ أكثر من عقد من السنين، بل ومنذ أن أصبح المثقفون العراقيون؛ الطليعة المتقدمة في النضال من أجل مصالح الشعب، بكافة فئاته وطبقاته الإجتماعية..!

إن جريمة الإعتداء البربري الذي طال المقر العام للإتحاد العام للكتاب والأدباء العراقيين في بغداد، لا يخرج في دوافعه وأهدافه عن مسلسل الإرهاب الذي طال جمهرة المثقفين العراقيين في السابق، والذي راح ضحيته العشرات من المناضلين الأبرار، حيث يظل إستهداف النخب المثقفة العراقية، هدفاً تقف وراءه كل القوى التي يهمها العودة بالعراق الى دياجير الظلام، وتحت ذرائع ومبررات مضللة..!؟

فالعدوان المذكور وكما جرى وصفه من قبل الشيوعي العراقي بأنه "انتهاك صارخ للحريات العامة والشخصية التي أقرها الدستور". (1) ، يظل علامة سلبية فارقة في مسيرة العملية السياسية، ومؤشراً تحذيرياً لجميع الفئات والقوى السياسية العراقية من مكونات تلك العملية؛ بأن إستهدافها جميعاً، لا يخرج عن الإطار العام لإستهداف العراق، وما الحرب التي يخوضها العراق اليوم، إلا الآلة والوسيلة التي يمكن من خلالها الوصول الى تحقيق الأهداف المرسومة في سيناريوهات الشرق الأوسط الجديد..!

ومما لا شك فيه، فإن السلطات الحكومية تظل في وارد المطالبة، بالتعجيل في التحقيق للوصول الى من خطط ووقف وراء جريمة الإعتداء على المقر العام للإتحاد العام للكتاب والأدباء العراقيين، أما إستنكار الجريمة وإدانتها، فبقدر ما له من مغزى وأثر معنوي، فهو وحده لا يرقى الى أهمية كشف بواطن الحدث، ومن يقف خلفه ومنفذيه..!؟

فترهيب الثقافة، يظل قائماً ومستمرا، مادام هنالك مجتمع واع، ومدرك للأخطار التي تترصد به من كل صوب وحدب، وما دام له من النخب الواعية ومن شتى الألوان الأدبية والفنية، من تتفحص دقائق الأمور وتتمعن في مراميها، وتفضح خفاياها..! فالأمل أن لا يكون مصير ما تعرض له المقر العام لإتحاد الكتاب والأدباء من إعتداء غاشم، نفس ما آلت اليه الجرائم السابقة، والتي سقط ضحيتها العديد من نخب الثقافة من العراقيين..!؟(2)

 2015/6/21
 

(1) http://www.iraqicp.com/index.php/party/from-p/29727-2015-06-20-18-41-02
(2) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=254133


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter