|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  14  / 7 / 2015                                 باقر الفضلي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العراق: الرابع عشر من تموز/1958 - أمل خالد..!

باقر الفضلي

كيف ينظر معاصرو الرابع عشر من تموز/ 1958، بعد سبع وخمسين عاماً من متغيرات التأريخ، الى ذلك اليوم، الذي لا زالوا يجدون فيه تأريخاً خالداً في حياة البلاد والعراقييين، وأملاً مشرقاً في عرف ذلك الزمن، ونجمة مشرقة بين كواكب التمنيات، وسجلاً فتح أول صفحاته في صبيحة الرابع عشر من تموز/1958، ليسطر كلمات نيرة ليوم مشرق في حياة العراقيين، رغم كل ما شابه من عثرات، وإنتابه من صدعات، ما كان لها أن تحصل لو جرت الأمور في طريقها المرسوم، ولكن للأحداث بحجم ثورة الرابع عشر من تموز/1958 أحكامها الخاصة، وما كان لها إلا أن تحدث، وأن تحضى بتأييد ودعم الشعب العراقي العارم، منذ اللحظة الأولى لإنطلاقتها فجر ذلك اليوم العظيم، لتذهل بجبروتها كل من شكك بحقيقة الحدث، ومن إستسلم لحلم البقاء في كنف نعم شركات النفط، وأسيادها المستعمرين..!؟

الرابع عشر من تموز/1958، سيظل دوماً يوماً خالداً في ذاكرة الأجيال، وسجلاً ناصعاً لتأريخ شعب ما إعتاد الذل والهوان، ولا تعايش مع الظلم والعبودية، وله في الصبر باع طويل؛ فالعراقيون الذين ذاقوا الأمرين على أيادي الطغاة، من مستعمرين وأذنابهم، كانت لهم مآثرهم الخالدة في ثورة العشرين، ولهم مواقفهم الباسلة في وثبة كانون الثاني/1948، وإنتفاضتهم المزلزلة في تشرين الثاني/1956، أما في الرابع عشر/ 1958، فقد سطروا في أحداثه، قمة ثورتهم العتيدة، التي قلبت كل حسابات المستعمرين، وأطاحت بسيناريوهاتهم العسكرية المحبكة للمنطقة، وفي مقدمتها " حلف بغداد" أو ما يدعى ب" حلف المعاهدة المركزية " [Central Treaty Organization (CENTO] سيء الصيت، والإنسحاب من منطقة الإسترليني المكبلة للعملة العراقية في حزيران/1959 ، وفتحت عصراً جديداً للتحرر من نير الإستعمار والعبودية لشعوب المنطقة، ناهيك ما أقدمت عليه من إنجاز خطوات إصلاحية جبارة على صعيد الداخل العراقي، أطلقت بموجبها، طبقات وفئات إجتماعية واسعة، من عقالها من نير الإضطهاد والتعسف المقيتين...!

فالإنجازات التي حققتها ثورة الرابع عشر من تموز/1958، في أغلب جوانبها السياسية والإقتصادية، وحدها كانت كافية للبرهان على مصاداقية الأهداف التي صاغتها تلك الثورة ، وجميعها قد حضيت بدعم وتأييد القوى الوطنية العراقية الممثلة بجبهة الإتحاد الوطني العراقية بجميع فصائلها، الأمر الذي جابهته كافة القوى المتضررة من تلك الأهداف، وفي مقدمتها شركات النفط الإمبريالية، وبقايا الطبقات التي تضررت بقوانين مثل الإصلاح الزراعي وغيرها، فتهادت جميعاً بالإنقضاض على تلك الثورة الجبارة، بالإنتقام من رجالها الأشاوس في الثامن من شباط/1963، وهي لما تزل بعد، في بداية الطريق، لتشكل بذلك نكسة في طريق تحرر الشعب العراقي وخيبة أمل كبرى، في مسيرة تحقيق أماله التي عقدها على تواصل ثورة الرابع عشر من تموز/1958 المجيدة..!! (1)

الرابع عشر من تموز/1958 يظل يوماً خالداً، طافحاً بالذكرى لكل العراقيين من الذين عاشوا أحداثه، أو ممن عاصروها عن كثب، ويظل إشراقة أمل لا تنسى، في سجل العراق الحديث..!
 

2015/7/13

(1) http://www.iraqicp.com/index.php/party/from-p/30595-2015-07-11-19-28-38














 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter