| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

الخميس 10/6/ 2010



من هو المحاصر..؟!

باقر الفضلي

من هو المحاصر حقاً..؟
سؤال تتداوله ومنذ أربعة سنوات كل وسائل الإعلام وعلى إختلاف أنواعها، وفي كل أنحاء العالم، ليختزل في النهاية الى ما يدعى ب"حصار غزة"، ولا إشكال في التسمية، فقطاع غزة ومنذ اربعة سنوات يخضع لحصار حقيقي فرضته حكومة دولة إسرائيل على القطاع، ومنذ أن خلد شارون الى الراحة ليطمأن على مصير غزة من خلال عزلها وتقسيم وحدة التراب الفلسطيني، ليخلق من حصار غزة، الكابوس الذي بات يقلق الجميع بأبعاده الإنسانية المأساوية، أما وحدة الأرض ووحدة الشعب الفلسطيني والقدس وعودة اللاجئين ورفض الإستيطان وإقامة الدولة الديمقراطية الفلسطينية المستقلة، فعادت الى المرتبة الثانية من حل القضية الفلسطينية، حتى على صعيد تطبيق قرارات الشرعية الدولية، لتنتهي بتقديم المساعدات والتبرعات الإنسانية، وليتحول الموقف السياسي العربي والفلسطيني والدولي الى موال يغني به الجميع إنشودة " فك الحصار" عن غزة..!!؟ (*)

لقد آن الآوان أن يدرك القادة السياسيون الفلسطينيون، والقادة العرب، ما لأهمية فك الحصار عن غزة من أبعاد إنسانية، ولكن هذا وحده لا يمكنه أن يكون الطريق لحل المشكلة الرئيسة في الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية بشكل خاص، فبقدر ما تشكله مأساة حصار غزة من كارثة إنسانية على الصعيد الدولي، بقدر ما أصبح هذا الحصار "فخ" محكم الأبعاد؛ أحبكت نصبه الإدارة الإسرائيلية، لتسحب الى شباكه مجمل القضية الفلسطينية بقضها وقضيضها؛ من قادة سياسيين وفصائل مناضلة وقادة دول عربية، بل وحتى منظمات إنسانية إقليمية ودولية، لتجعلها جميعاً تدور في فلك "حصار غزة " ، ولينتهي الأمر الى دوامة لا لها بداية ولا نهاية؛ فلا ينقطع ذرف الدموع ولا ينتهي مسيل الدماء..!!

نعم لقد خلقت إسرائيل وفي غفلة من الزمن، الكابوس الذي أنسى الجميع؛ قادة وفصائل وشعب، حقيقة القضية الفلسطينية، ليجري إختزالها فقط في مسألة "حصار غزة"، ولا كأن الشعب والتراب الفلسطينيين هما المحاصران في الحقيقة، وهذا بحد ذاته، "كيد" ستراتيجي تحققه إسرائيل، حيث بواسطته تمكنت من شق الوحدة الفلسطينية وفرقت قياداتها السياسية، وأبعدتها عن قضيتها الرئيسة التي ناضلت في سبيل تحقيقها ما يزيد على الستين عاما، وجعلت من "حصار غزة" الورقة السياسية الوحيدة، التي بات يتداولها الجميع؛ من مناصرين وأصدقاء ومن كل شكل ولون..!!؟

أنه لعين الصواب أن يدرك كل من تهمه القضية الفلسطينية، بأن الحل الناجع لا يأتي من خلال الوقوع في شباك الأفخاخ الإسرائيلية، وكلها شباك عفرها الدم والألم الفلسطينيان، بل من خلال تعرية وتفكيك تلك الأفخاخ، ومنها "حصار غزة"، وتحويله الى مفتاح للإنطلاق بإتجاه تحقيق وحدة القيادة السياسية الفلسطينية عن طريق المصالحة الوطنية بين الفصائل المناضلة، والتركيز على رفع الحصار عن كل التراب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، عن طريق دفع المجتمع الدولي بإتجاه الضغط على إسرائيل بتنفيذ مقررات الشرعية الدولية..!

ومن هذا المنطلق، ومهما بدت مأساة "حصارغزة" بكل أبعادها الإنسانية، صورة تراجيدية كارثية، يبقى جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أعمق في مغزاه، وأكثر شمولاً في مدلولاته، من كونه مجرد رفع لحصارعلى غزة قد فرضته دولة إسرائيل، ولم تزل تستخدمه ورقة ضغط على الفلسطينين في كافة الإتجاهات، وبالتالي فإنه لا ينبغي إختزال هذا الصراع الى مجرد فعاليات ونشاطات محصورة في نطاقها بهذه الحدود الضيقة من توجيه الأنظار بعيداً عن حقيقة الحلقة الرئيسة ولب هذا الصراع، والتي لا تبتعد كثيراً عن ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وطبقاً لقرارات الشرعية الدولية، وهذا ما تم تناوله في مقالة سابقة..!(**)

 

(*) http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE65819L20100609?sp=true
(**) http://al-nnas.com/ARTICLE/BFadli/31b.htm


 


 

free web counter