| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

الأثنين 31/5/ 2010



غزة: بين الحرية والمجزرة..!؟

باقر الفضلي

التراجيديا الدموية، التي نفذتها ، القوات البحرية الإسرائيلية وبدم بارد، فجر هذا اليوم، وراح ضحيتها إستشهاد ما لا يقل عن عشرة أشخاص من مناصري حرية غزة المحاصرة وعدد غير قليل من الجرحى، تدل ومن جديد، على مستوى التدني الأخلاقي الذي تمارسه العنجهية العسكرية الإسرائيلية بحق المدنيين العزل، دون وازع من ضمير أو إعتبار لخلق عسكري، أو إلتزام بعرف محلي أو قانون دولي أو حتى شريعة سماوية، وهم بلد الدين والشريعة كما يدعون..!!؟؟

إسرائيل وهي تخوض الآن وبمبادرة أمريكية، المباحثات غير المباشرة مع السلطة الفلسطينية للتوصل الى إحياء مفاوضات السلام وإرساء قواعد إنشاء الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، والإلتزام بإيقاف الإستيطان، في نفس هذا الوقت، تشدد من حصارها على أهل غزة الصامدين في وجه الإحتلال، وتواصل عمليات الإستيطان في القدس الشرقية، وبنفس غطرسة المحتل، تهاجم قواتها البحرية فجر هذا اليوم مستخدمة كل وسائلها وأسلحتها العسكرية، مجموعة السفن البحرية المدنية المتوجهة، وبشكل رمزي، الى مدينة غزة المحاصرة، حاملة الغذاء والدواء الى سكان غزة المحاصرين من قبل دولة إسرائيل، دونما مبرر شرعي إو قانوني، فتقتل من تقتل وتجرح من تجرح، وتستبيح السفن الآمنة في عرض البحر، وترعب وتفزع قاطنيها من المدنيين الأبرياء العزل..!

لقد عللت غزة نفسها بأن المجتمع الدولي يقف الى جانبها في مأساتها الي طالت الأخضر واليابس، بعد عدوان إسرائيل الغاشم عام/2006، ولكن المجزرة الدموية التي قادتها اليوم نفسها إسرائيل، قد لقنتها درساً بان حريتها وفك الحصار عنها، لا يأتيان فقط بإنتظار المساعدة الدولية ودعم المجتمع الدولي وحدهما؛ لقد أدركت غزة الآن؛ بأن حريتها لا تتحق طالما أن سكانها وكل الشعب الفلسطيني، يرسخ تحت طائلة الإحتلال والإستيطان الإسرائيلي، وطالما أن قادتها وفصائلهم السياسية بعيدة كل البعد عن التوافق ووحدة المصير، ويكفيها ما أظهرته مجزرة اليوم ضد سفن الحرية، ما تعنيه وحدة القيادة الفلسطينية وما تعنيه شرعيتها، وما يعنيه التفرق والتشرذم، والهتاف الصاخب في أجهزة الإعلام..!

إنه درس قد إستفادت من تكراره دولة إسرائيل كل يوم وفي كل مرة، وهو ما يدفعها وبإسترار، لتكرار المجازر بحق الشعب الفلسطيني، الذي إنهكته الفرقة، وفتت في عضده المصالح السياسية والحزبية المتعارضة، وقوضت صموده الولاءات الإقليمية الطامعة؛ وما مجزرة اليوم الهمجية البربرية الإسرائيلية، إلا مثلاً صارخاً على العدوان وإنتهاك الشرائع الدولية..!؟

فليس بالإدانة والشجب والإستنكار وحدها تتحرر غزة ويرفع عنها الحصار؛ إن غزة اليوم رهينة المحبسين؛ الشقاق الأخوي من جانب، والغزو الإسرائيلي الغاشم من وراء الحدود..!؟






 

free web counter